اتخذ مجلس الأمن والدفاع بالسودان، برئاسة رئيس المجلس السيادي، ، السبت، تدابير أمنية مشددة، لمحاصرة الوضع الأمني الراهن في أعقاب تنامي حالات الانفلات بالعاصمة وولايات شرق وغرب البلاد. وطبقا لبيان صادر عن إعلام المجلس السيادي، تلقته "سودان تربيون"، فإن "البرهان ترأس بالقصر الرئاسي بالعاصمة الخرطوم اجتماع مجلس الأمن والدفاع، وتلقى شرحا من قوات الشرطة، والأجهزة الأمنية، عن الوضع الأمني الراهن في البلاد، واتخذ عددا من التدابير الأمنية". ولم يشرح البيان طبيعة الإجراءات المتخذة لكن شهود عيان أفادوا منذ الجمعة أن قوات الشرطة كثفت من دورياتها في العاصمة بعد تنامي الشكاوى من اعتداءات تنفذها عصابات "نيقرز" على المواطنين في عدد من الشوارع بالخرطوم، كما اتسعت دائرة المواجهات القبلية شرق وغرب البلاد ما أسقط عشرات القتلى والجرحى. وفي وقت لاحق،قال المتحدث باسم مجلس السيادة محمد الفكي سليمان إن الاجتماع استمع لتقارير أمنية مفصلة من الشرطة، والاستخبارات العسكرية، وجهاز المخابرات العامة عن الوضع الأمني في كل البلاد بالتركيز على مدن "الجنينة، نيالا، بورتسودان والعاصمة المثلثة". وأعلن في تصريح صحفي اتخاذ قرارات بنشر قوات إضافية في بعض المناطق وتعزيز حضور الشرطة على الطرق. وأفاد المتحدث بإصدار الاجتماع توجيهات بتشكيل لجنة تحقيق اتحادية حول أحداث نهب المقر السابق ليوناميد في نيالا، كما وجه قادة الأجهزة الأمنية برفع تقارير مفصلة عن الوضع الأمني بكل أرجاء السودان لاجتماع مجلس الأمن والدفاع المنتظر التئامه نهاية الأسبوع. وبشأن الأوضاع في بورتسودان قال الفكي إن حلولا وضعت على عدة مسارات بينها نشر قوات في المدينة، والقبض على كل من تورط في الأحداث وتقديمه لمحاكمة عادلة. وتابع "سنسعى أيضاً لفتح حوارات سياسية ومجتمعية مع كل مكونات الولاية لمعرفة أسباب تجدد الاشتباكات". وفي أكتوبر الماضي، أصدر رئيس المجلس السيادي، مرسوما جمهوريا بتشكيل مجلس الدفاع والأمن، لإعداد سياسات الدفاع والأمن، واتخاذ القرارات الملزمة لكل أجهزة الدولة، فيما يتعلق بأمن ووحدة السودان وسلامة أراضيها. ويضم المجلس في عضويته كل أعضاء المجلس السيادي، ورئيس الوزراء، والقائد العام للقوات المسلحة، وزراء الدفاع والداخلية، والخارجية، والعدل والمالية والتخطيط الاقتصادي. وقتل 9 أشخاص وأصيب نحو 80 آخرين في أحداث دموية بمدينة بورتسودان، عاصمة ولاية البحر الأحمر شرقي السودان يومي الخميس والجمعة، كما سقط نحو 65 قتيل وأكثر من مائتي جريح في اشتباكات بولاية غرب دارفور الأسبوع المنصرم. وفرضت حكومة البحر الأحمر حظر التجوال ببورتسودان، اعتبارا من الجمعة، من الخامسة مساء بالتوقيت المحلي، إلى الخامسة صباحا.