الخرطوم 16 يناير 2020 – ابدى جهاز المخابرات العامة في السودان، أسفه حيال الأحداث التي تسببت فيها مجموعة من عناصر هيئة العمليات الخاصة التابعة له، قائلا إنها كانت السبب وراء استقالة مدير الجهاز أبوبكر دمبلاب. وأشاعت مجموعة من عناصر الهيئة حالة من الرعب في الخرطوم ومدن أخرى يوم الثلاثاء بإطلاق أعيرة نارية وإغلاق طرق حيوية في العاصمة احتجاجا على المكافأة المالية لما بعد نهاية الخدمة بوصفها أقل من الاستحقاق. واضطرت قوات من الجيش والدعم السريع لمواجهة هذه المجموعة بالعنف واستخدام اليات ثقيلة قصفت مقرات الهيئة في كل من سويا وكافوري والرياض لإجبارها على الاستسلام واخلاء المقرات بعد تعثر المفاوضات لإنهاء الوضع دون خسائر. ووصف مسؤولون في الحكومة على مستوى المجلس السيادي ومجلس الوزراء تصرفات تلك المجموعة بالتمرد العسكري. وأعرب جهاز المخابرات في بيان الخميس " عن أسفه العميق للأحداث التي وقعت". وأضاف" على إثرها قرر المدير العام للجهاز الفريق أول، أبو بكر دمبلاب تقديم استقالته لرئيس مجلس السيادة لإفساح المجال لقيادة جديدة تتولى مهام رئاسة الجهاز في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة". وأوضح البيان أن عدد منسوبي هيئة العمليات يبلغ 11.737 جرى تخييرهم وفقا للهيكلة بعد صدور قرار حل الهيئة في يوليو 2019 إما بالبقاء في الجهاز للعمل في المجال الأمني والمعلوماتي، أو الالتحاق بالقوات المسلحة، أو الدعم السريع، أو الإحالة للمعاش. وأفاد أن رئاسة الجهاز شكلت فرق ميدانية للطواف على القوات التابعة للهيئة بالولايات والتي تضم 10 قطاعات ولائية و4 متحركات لتأمين حقول البترول و3 متحركات تعمل مع القوات المشتركة لتأمين الحدود مع دول الجوار. ونوَّه إلى أن اللجنة خلصت وحسب الاستبيانات لرغبات الأفراد إلى طلب 8500 فرد الإحالة للمعاش و2.650 للانضمام للدعم السريع والبقية للقوات المسلحة والجهاز. وأشار إلى أن اللجنة سلمت في المرحلة الثانية من عملية الهيكلة عهدة الجهاز من الأسلحة الثقيلة والعربات المدرعة و6 معسكرات إيواء وتدريب، بينما تم الإبقاء على الأسلحة الصغيرة والرشاشات لتأمين المرافق الاستراتيجية ومنشآت الجهاز كعهدة مع القوات التي ظلت تعمل في تأمين حقول البترول ومواقع التعدين المختلفة. ولفت البيان أن رئاسة الجهاز ظلت تتابع مع قيادة الدولة لتوفير مستحقات فوائد ما بعد الخدمة لعدد 8600 فرد وهم الذين اختاروا الإحالة للتقاعد أو الانضمام للقوات النظامية الأخرى. وأضاف " تم بتاريخ 28 ديسمبر2019 توريد المبالغ المستحقة في حساب الجهاز، وفورا باشر في إكمال ملفات الأفراد المحالين للمعاش وفق اللوائح والنظم المعاشية وتم منح الذين لم يكملوا عام فوائد ما بعد الخدمة رغم أن اللائحة لا تمنحهم ذلك إلا بعد إكمال عام كامل في الخدمة، كما اتخذت قيادة الجهاز قرارا بإعفاء ديون كل المحالين للمعاش على المؤسسة التعاونية". وقال إنه تم الترتيب يوم الثلاثاء لتسليم الاستحقاقات المالية لقطاع الأبيض، وإرسال فريق إداري ومالي حاملا استحقاقات 800 من المحالين للتقاعد، لكنهم رفضوا تسلمها، بحجة ضعف قيمة فوائد ما بعد الخدمة، وطالبوا منحهم استحقاق 18 عام، ليكون لهم معاش جاري، مُدعين إن الفصل كان تعسفيا. وأشار البيان لاحتجاز مجموعة منهم لأعضاء اللجنة التي جاءت لتسليمهم مستحقاتهم وحرضوا بقية القطاعات بالخرطوم وبعض الولايات، الذين تجاوبوا معهم وقاموا بإغلاق بعض الطرق في مدينتي الخرطوم وبحري بمناطق سوبا والرياض وكافوري. وأكد أن الجهاز شرع على الفور في تكوين خلية أزمة لمتابعة الحدث وتطوراته بالتنسيق مع القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى وبتوجيه مباشر من القائد العام للقوات المسلحة. وأردف " بذل مدراء الهيئات بالجهاز جهودا كبيرة ومقدرة، أفلحت في إدخال القوة إلى داخل القطاعات وفتح الطرق كما تم تشجيعهم لتسليم أسلحتهم والخروج من القطاعات مما أدى لتقليل الإصابات".