حمَّل المجلس السيادي في السودان، الخميس، بعثة حفظ السلام الدولية المؤقتة في أبيي، "يونسفا"، مسؤولية تردي الأوضاع الأمنية التي أسفرت عن 32 قتيلا. وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس، محمد الفكي سليمان، في تصريحات صحفية، "نحمل الأوضاع الأمنية المتردية في المنطقة لبعثة حفظ السلام المؤقتة". وأضاف الفكي " وهذا الامر مسؤوليتها التامة باعتبار ان المنطقة متنازع عليها وتحت مظلة المنظمة الاممية". ومن جانبه، التقى رئيس الوفد السوداني لمفاوضات السلام والعضو القيادي في مجلس السيادة محمد حمدان دقلو حميدتي بالرئيس سلفا كير ونقل له رسالة شفاهية من رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان تتعلق باحداث ابيى وجهود الحكومة السودانية فى احتواء آثارها والوصول للمتورطين فيها. وصرح عقب اللقاء بأن تحقيقاً شاملاً سيجرى حول الحادثة وأن هناك مشاورات مع حكومة الجنوب لإيجاد آلية لحماية المواطنين فى المنطقة من خلال تشكيل قوات مشتركة ترابط بالقرب من المنطقة لهذا الغرض. ودان مستشار الرئيس سلفا كير للشؤون الامنية توت قلواك نيابة عن حكومة جنوب السودان الأحداث التي شهدتها أبيي، ووصفها بالمؤسفة. وأوضح أن السودان وجنوب السودان اتفقا على تكوين لجنة مشتركة من البلدين للتحقيق فى الحادثة. ووفقا لبيان من رئيس إدارية أبيي من جانب حكومة جنوب السودان، كول ألور جوك، فإن عدد ضحايا هجوم المسيرية الأربعاء، على قرية "كلوم" ارتفع إلى 32 شخصا. وأضاف أن "الهجوم أوقع 32 قتيلا، وإصاب 24 آخرين، وفقدان 15 من الأطفال، وحرق 22 منزلا". واتهم جوك، الجيش السوداني، ومليشيات من قبيلة المسيرية، مدعومة من قوات الدفاع الشعبي، بتنفيذ الهجوم على القرية. وعلى صعيد أخر أوضح الفكي أن "المجلس وافق على استقالة رئيس إدارية أبيي من جانب السودان، أحمد صالح صلوحة، والتشاور مع كافة الأطراف لتعيين قيادة جديدة حتى تتمكن من مراقبة الأوضاع على الأرض". يشار الى أن صلوحة كان تقدم باستقالته في الخامس من ديسمبر الماضي. وكان من المفترض أن يتم حل وضع أبيي عن طريق الاستفتاء وفقا لاتفاق سلام نيفاشا في 2005 الذي أعقبه في وقت لاحق انفصال جنوب السودان عن السودان عام 2011. وترفض قبيلة الدنيكا نقوك تكوين هيئة ادارية مشتركة وقوة بوليس وتطالب باجراء استفتاء حول المنطقة للسماح لهم يالانضمام لجنوب السودان. كما فشل كل من الخرطوم وجوبا في تنظيم الاستفتاء نسبة لرفض الدينكا مشاركة رعاة المسيرية الرحل في التصويت وهو امر يصر عليه المسيرية. الأممالمتحدة تدين وشجبت منسق الأممالمتحدة للشئون الإنسانية في السودان، قوي-يوب سُن، الهجوم على القرية في أبيي. وقالت سُن، "أدين هذا الهجوم وأدعو جميع الأطراف وأصحاب المصلحة إلى الامتناع عن أي أعمال يمكن أن تؤدي إلى خسائر في الأرواح وزيادة التوترات وفرص العنف". وتقدم المنظمات الإنسانية على أرض الواقع مساعدات الرعاية الصحية، بما في ذلك العمليات الجراحية الطارئة، للمتأثرين. ويهدف شركاء خطة الاستجابة الإنسانية في عام 2020 إلى تزويد 200,000 شخص في منطقة أبيي بالمساعدات الإنسانية. وتأسست قوة "يونيسفا" في يونيو 2011، وهي مكلفة برصد التوتر بين السودان وجنوب السودان، ويسمح لها باستخدام القوة لحماية المدنيين والعاملين في مجال المساعدة الإنسانية في "أبيي". يذكر أن "أبيي"، الغنية بالنفط حصلت على وضع خاص ضمن اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين السودان وجنوب السودان، في 25 سبتمبر 2003. وتعد البلدة جسرا بين شمال السودان وجنوبه، وتسكن في شمالها قبائل المسيرية العربية، أما جنوبا فتستوطن قبائل الدينكا الإفريقية.