قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يوم السبت إنه من "غير المقبول" أن الأطراف المتحاربة في جنوب السودان لم تتوصل بعد إلى السلام مع اقتراب موعد انتهاء الموعد النهائي للمهلة الجديدة. وقبل أسبوعين فقط من الموعد المضروب للإيفاء بالاتفاقية، فشل الرئيس سلفا كير وزعيم المتمردين ريك مشار في تنفيذ الشروط الأساسية لاتفاقية تقاسم السلطة التي ستتشكل بموجبها حكومة وحدة وطنية. وأهدر الطرفان أكثر من سانحة لتسوية خلافاتهما وتوطيد سلام دائم لوضع حد لست سنوات من الحرب الأهلية الدامية التي خلفت 380 ألف قتيل وملايين آخرين في فقر مدقع. وفي تصريحات صحفية في أديس أبابا قبل قمة الاتحاد الإفريقي موجهة للفرقاء قال غوتيريس: "فكروا في شعبكم واحترموه. عندما يعاني البسطاء ليس لديكم الحق في مواصلة القتال". وأضاف: "تقع على عاتقكم مسؤولية أخلاقية وسياسية أن تضعوا حداً لهذا الأمر، وأن تجسروا اتفاقاً يجعل جنوب السودان يعيش حياة طبيعية". وكان كير ومشار وقعا اتفاقاً للسلام في سبتمبر 2018، بعد سنوات من اندلاع الحرب في عام 2013 عندما اتهم الرئيس نائبه بالتخطيط لانقلاب. واتفق الطرفان على تشكيل ائتلاف حكومي في مايو من العام التالي، لكن الخلافات بشأن الترتيبات الأمنية والترتيبات الأمنية عطلت المفاوضات، ولم يوافيا الموعد النهائي، بينما جُددت الاتفاقية لستة أشهر أخرى. وفي نوفمبر الماضي منح الطرفان مائة يوم لحل النقاط الشائكة مع تصاعد المخاوف من أن اتفاقية وقف إطلاق النار الهشة يمكن أن تقوّض. ومع توالي العد التنازلي ليوم 22 فبراير قال غوتريس: "من غير المقبول تماما بالنسبة لي أن نقترب مرة أخرى من الموعد النهائي ولا نلمح اتفاقاً على عدد من القضايا". وأضاف: "لقد حان الوقت لأن يوافق قادة جنوب السودان على التعاون، وأن يكونوا على قدر آمال شعبهم". وحذرت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان الجمعة من تصاعد العنف في أجزاء من البلاد، مشيرةً إلى أن الجهود المبذولة لتوحيد الفصائل المسلحة بموجب شروط اتفاقية السلام تتعثر.