ابدت الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال قيادة عبد العزيز الحلو، الأحد رغبتها في اسهام تحالف "الحرية والتغيير" في اقناع الحكومة الانتقالية بتقديم تنازلات حول القضايا الخلافية البارزة على طاولة المفاوضات. وعقد وفد من قوى "الحرية والتغيير" وهي الحاضنة السياسية للنظام الانتقالي، الأحد لقاءا غير رسمي بالحلو وعدد من مفاوضيه في جوبا. وينتظر أن تبدأ اللقاءات الرسمية بين الطرفين في وقت لاحق. وقال المتحدث باسم وفد الحركة المفاوض الجاك محمود ل "سودان تربيون" عقب اللقاء الاستكشافي الذي استمر 3 ساعات " نتطلع أن يديروا معنا حوارا وطنيا ومسؤولا من أجل الإجابة على الاسئلة الدستورية المطروحة منذ الاستقلال والمساهمة في اختراق حقيقي بالقضيتين محل الخلاف في إعلان المبادئ وهما علمانية الدولة وحق تقرير المصير". وتطالب الحركة الشعبية بقيادة الحلو بمنح منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان حق تقرير المصير حال عدم موافقة الحكومة على علمانية الدولة، كما تتمسك بالإبقاء على جيشها. وشدد المتحدث على ضرورة إدارة نقاش شفاف حول الجذور التاريخية للمشكلة السودانية لإيجاد أرضية مشتركة تكون مخرجا ترسى خلاله دعائم أسس الوحدة الطوعية وخلق سودان جديد يسع الجميع. وتابع محمود " نحن في الحركة نعتبر هذه الزيارة ذات مغزى ونتطلع لأن تحدث اختراقا كبيرا ودفعة للعملية السلمية ونعتبر قوى الحرية مكون اساسي في الحكومة الانتقالية". ومن جهته قال القيادي في تحالف الحرية والتغيير رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير إن المتحدثين في الاجتماع شددوا على ضرورة تضافر الجهود لجميع الأطراف وتوحيد الإرادة من اجل المخاطبة الشجاعة والصادقة لمسببات الحرب ومعالجتها بما يفضي لتحقيق السلام العادل والشامل. ولفت في حديثه ل "سودان تربيون" الى أن سقوط نظام الإنقاذ فتح باب التغيير الشامل لتجاوز خيبات الماضي ومراراته وبناء السودان الجديد على قواعد المواطنة المتساوية والحرية والسلام والعدالة. بدوره أفاد المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير وجدي صالح وهو قيادي في حزب البعث أن الاجتماع مع الحركة الشعبية كان طيبا. وأوضح أن دور وفد التحالف الذي وصل جوبا سيكون ميسرا ومشاركا في التفاوض. وقال" ناقشنا معهم العناوين العامة للقضايا التي تمثل الأزمة وأسباب الحروب وتم التأكيد على ضرورة وقف الحرب والوصول لسلام حقيقي يعالج جذور المشكلة ويضع بلادنا في الطريق الصحيح دون جهوية او عرقية او تمييز بسبب الدين والثقافة وستجدد اللقاءات للنقاش في القضايا المطروحة للتفاوض" وأردف" نحن نقوم بدور الميسرين لعملية التفاوض باعتبار ان كل الأطياف التي تفاوضها الحكومة الانتقالية هي جزء منا في الاساس وجزء من الثورة لذا يجب ان نتفق معها على طريقة حماية الثورة وتحقيق اهدافها وبناء سودان يليق بالشهداء جميعا". وزاد" نحن لدينا ادوار متكاملة جزء في الوفد التفاوضي ضمن وفد الحكومة وجزء في مهمة سياسية عبر لقاءات مع الاطراف كافة بغرض الوصول لتفاهمات يمكن تيسر عملية التفاوض خاصة في القضايا السياسة المختلف حولها". وفي سياق متصل اوضح الدقير إن وفدهم القادم من الخرطوم سيواصل اجتماعاته مع الجبهة الثورية التي انطلقت السبت عبر لجنة مصغرة من الطرفين لمواصلة النقاش في القضايا السياسية والتنظيمية وتقديم توصيات بشأنها لمناقشتها والتوافق حولها في اجتماع موسع لاحقا. وقال" كما من المقرر ان يلتقي وفد الحرية والتغيير بلجنة الوساطة وبالرئيس سلفا كير ميارديت بعد عودته من اديس ابابا". يشار الى ان مفاوضات السلام في مسار دارفور ومسار المنطقتين مع الحركة الشعبية قيادة الحلو ستتواصل الاثنين. وتوقعت مصادر موثوقة أن يمضي ملف سلام دارفور بسرعة كبيرة بعد التوافق الذي تم في القضايا المختلف حولها ومن بينها قضية العدالة وتضمين تسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية كخيار لتحقيقها.