أطلق رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، الخميس مبادرة "القومة للسودان"، للتبرع الجماعي لبناء وتعمير البلاد. ويعاني السودان من أزمة اقتصادية حادة، بدأت بعد فقدانه ثلاثة أرباع إنتاجه النفطي بعد انفصال جنوب السودان عنه في 2011، ولم تفلح الجهود الحكومية في التخفيف من حدتها. وقال حمدوك، في خطاب بُث على التلفزيون الرسمي، رصدته "سودان تربيون"، مساء الخميس: "أقف أمامكم اليوم بتواضع وآمل كبير ونحن نشهد فترة عصيبة في تاريخ بلادنا، وتواجهنا مسؤولية جماعية لحماية أمتنا ومجتمعاتنا وكُلنا ثقة بأننا سنتغلب عليها بالتكاتف والتعاون والعمل المشترك". وتابع "أود أن أطلق مبادرة (القومة للسودان)، وهي دعوة للتبرع الجماعي الذي سيساعد البلاد على إعادة بناءها وإعمارها بعد عقود من الدمار". ويمكن للسودانيين داخل البلاد وخارجها المساهمة ي هذه الحملة عبر تطبيقات يتم تحميلها في الأجهزة النقالة أو بالايداع البنكي في حسابات بعدد من المصارف علاوة على إرسال مبالغ باستخدام رصيد الهاتف من كل شركات الاتصال, وأشار حمدوك إلى أن مبادرته الشعبية تعد بمثابة استكمال للثورة، التي نجحت في الإطاحة بالرئيس عمر البشير في 11 أبريل، بعد انحياز قادة الجيش للمحتجين. وقال حمدوك: "الآن سنكمل هذا الطريق إلى المستقبل المشرق عبر الانخراط في مشاريع التنمية الديمقراطية". ولفت الى أنهم منذ أداء القسم كحكومة واجهوا "قائمة طويلة من التحديات والمشاكل والعقبات". وأردف "كان أبرز هذه التحديات هي الازمة الاقتصادية التي جاءت نتاجا لإرث كالح من الفساد وسوء الإدارة والتبديد والاهدار لموارد الدولة، فضلاً عن آثار عقود طويلة من العزلة الاقتصادية عن العالم نتيجة لسياسات النظام المخلوع". وأكد رئيس الوزراء على أن المبادرة التي أطلقها تستهدف مشاركة كل السودانيين داخل وخارج البلاد، لإخراج السودان من هذه "الأوقات الصعبة". وقال حمدوك إن المبادرة حددت قضايا طارئة تتطلب السرعة معالجة، دون أن يسمى هذه القضايا. وأضاف: "هذه القضايا ليست هي كل التحديات العاجلة الوحيدة، ونعلم أن حلها لن يتم بين عشية وضحاها". وأشار حمدوك إلى الحملة لن تقتصر على الحالات الطارئة، لكن بمجرد التغلب عليها، سنطرح على الشعب المشاريع الاستراتيجية القومية طويلة الأجل في مجالات الزراعة والصناعة وتطوير الموانئ وتأهيل السكة حديد والسدود. وأفاد رئيس الوزراء بأنه طرح مبادرته بالتزامن مع حملات المكافحة العالمية لفايروس كورونا، مشيرًا إلى تأثر اقتصادات الدول بالجائحة وأن السودان ليس استثناء.