الخرطوم 12 أبريل 2020 – غيب الموت الأحد بالعاصمة الخرطوم، السياسي السوداني المخضرم والقانوني المعروف، ، عن عمر يناهز 87 عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض. ونعى رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، القيادي الراحل وقال في بيان تلقته "سودان تربيون"، "ننعى للشعب السوداني المناضل الوطني ، وهو أحد الرموز التاريخية للنضال من أجل الديمقراطية والتحرر الوطني، وسيادة دولة القانون". وأوضح أن "الفقيد واجه في مسيرته السياسية الاعتقال والملاحقات بصمود وشجاعة، وناضل في جبهات عديدة، وعمل لتعرية النظام البائد سياسيًا وقانونيًا، في كافة المحافل، وسيبقى في ذاكرة شعبنا رمزًا ملهمًا وعظيمًا". وقال المتحدث باسم الحكومة السودانية، فيصل محمد صالح، إن كان رمزا وطنيا وحقوقيا مميزا، وهب عمره للدفاع عن حقوق الناس وحرياتهم وعن الديمقراطية، وظل دائما في مقدمة الصفوف المناضلة ضد الأنظمة الديكتاتورية. وأضاف في بيان تلقته "سودان تربيون، "لم يقف عطاؤه عند بلده السودان، بل كان في مقدمة المدافعين عن الشعوب العربية والإفريقية وبقية شعوب العالم وحقها في الحرية والديمقراطية والكرامة" كما نعى زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي "الأصل"، محمد عثمان الميرغني، ورئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، والحزب الشيوعي السوداني القيادي أبو عيسى. وقال الميرغني الذي ترافق مع أبو عيسى لسنوات طويلة تحت مظلة "التجمع الوطني الديموقراطي" وهو تحالف واسع عارض حكم البشير لسنوات طويلة، في بيان أرسل الى "سودان تربيون" "إن حياة الفقيد كانت حافلة بالعطاء والاسهام الفاعل في مختلف الميادين". ووصفه بأنه كان من الرموز الوطنية المخلصة قضي عمره متمسكا بمبادئه وامينا لوطنه وفيا لاصدقائه.وأشاد الميرغني بإسهامات أبو عيسى المتميزة خلال فترة عمله مساعدا له كرئيس للتجمع الوطني الديمقراطي. كما نعاه زعيم حزب الأمة الصادق المهدي قائلا " كان فقيدنا علماً من أعلام النضال الوطني، صامداً في وجه الطغيان المباد". وقال حزب البعث السوداني إن الفقيد كان نموذجا ملهما في الصبر والعطاء والثبات على المبدأ، عاش ومات ولم تلن له قناة، وكان اخا وصديقا لكل من زامله او عمل معه في دروب النضال. واعتبر رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي رحيل ابو عيسى، أفقد السودان رمزاً من رموز الوطنية وفارساً صنديداً نذر حياته لخدمة الوطن وكان مثالاً يحتذى به في المواقف الصلبة وفى التصدي للقضايا الوطنية. وأضاف" عمل معنا بكل إخلاص وتفانٍ في كل المواقف الوطنية التي كنا معه سواء في اسمرا او في محطات نداء السودان". وتولى أبو عيسى، منذ سنوات رئاسة الهيئة العامة لتحالف "الإجماع الوطني"، أحد أبرز مكونات قوى "إعلان الحرية والتغيير"، التي قادت الاحتجاجات في البلاد ضد الرئيس المعزول عمر البشير. ويعد الراحل سياسيا وقانونيا ضليعا وهو من مواليد مدينة مدني وسط البلاد في العام 1933. درس مراحله الدراسية بمدينة ود مدني (وسط)، وفصل من الدراسة بسبب نشاطه السياسي المناهض للاستعمار البريطاني بالسودان. تخرج من جامعة الإسكندرية في مصر التي درس بها الحقوق في العام 1957. تولى وزارة الخارجية في عهد الرئيس السابق جعفر نميري (1969-1985). كما تولى منصب الأمين العام لاتحاد المحامين العرب، لعدد من دورات متتالية في الفترة من 1983 وحتى 2003.