وقعت الإدارة الأهلية لمحليات كادقلي الكبرى، بولاية جنوب كردفان السبت، وثيقة وقف العدائيات وضبط النفس، كما شهدت ولاية جنوب دارفور التوقيع على اتفاقيات صلح قبلي غير مسبوقة ينتظر أن تضع حدا لاقتتال دامي امتد سنوات طويلة بين مجموعة من القبائل. ورفعت الحكومة المحلية في جنوب كردفان الجمعة حظر التجوال الذي فرضته لثلاث أيام في أعقاب التوتر الأمني الذي شهدته العاصمة كادقلي وأدى لسقوط 45 شخصا بين قتيل وجريح. ووقعت الأحداث الدامية على يد فصيل يتبع للفرقة 14 مشاة التابعة للجيش يتزعمه القائد الجاو كافي كان انضم للقوات المسلحة في سياق الترتيبات الأمنية التي تتبناها الحكومة حيال الجماعات المتمردة. وشهد التوقيع على وثيقة الصلح وفد القيادة العامة للقوات المسلحة، ووالي جنوب كردفان المكلف اللواء ركن، رشاد عبد الحميد إسماعيل، وأعضاء لجنة الولاية، وأمين عام حكومة الولاية. وقال الوالي، في تصريحات صحفية، إن الولاية تعيش في أمن واستقرار، واصفا كادقلي بمدينة السلام والتراث المتنوع الأصيل. وأوضح أن وثيقة الصلح تهدف للتآخي والتراضي وعدم الاعتداءات للمواطن، وأن الإدارة الأهلية قدمت نقاط ستعمل عليها لجنة الأمن ميدانيا لعدم تكرار النزاع. وطالب الوالي المواطنين بالعودة إلى منازلهم، وعدم الاستماع إلى الشائعات والعمل للتنمية والإنتاج بدلا عن الاقتتال. وكشف الوالي عن تكوين ثلاث لجان لرأب الصدع، وحصر الخسائر في الأرواح والجرحى والمفقودين والممتلكات، وتقصي الحقائق. وأكد أمير إمارة "كرنقو انقولوا"، كواليب كافي الالتزام بالوثيقة الموقعة، وشرحها وتسليمها للمكوك والعمد والمواطنين. بدوره قال أمير إمارة الروواقة، عثمان بلال، إنهم وقعوا على وثيقة وقف العدائيات وربط العلاقات بين المجتمعات وأن الوثيقة لكل مجتمع جنوب كردفان، من أجل التعايش السلمي. مصالحات تنهي احتراب عقود في دارفور وفي ولاية جنوب دارفور شهدت محلية برام توقيع سلسلة من الاتفاقيات والمعاهدات القبلية بين عدد من القبائل بولايتي جنوب وشرق دارفور برعاية الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو قائد ثاني قوات الدعم السريع في محاولة لإنهاء حقبة من الصراعات القبلية استمرت لأكثر من ثلاثة عقود. وشهد ملتقي الصلح بمنطقة " النضيف" الذي امتد ليومين (الجمعة والسبت) توقيع صلح نهائي بين قبيلتي الرزيقات والفلاتة بجانب سلسلة من المصالحات القبلية بين السلامات والهبانية، السلامات والفلاتة، الفلاتة والمساليت، والرزيقات وحجير تونجو، السلامات والتعايشة ذاك الصراع الممتد منذ العام 2006م. واكدت الوثيقة على أهمية جمع السلاح بجانب إهدار دم جميع المتفلتين والحرامية وعدم إيواء المجرمين ونبذ الجهوية والقبلية والعمل من أجل الوحدة، وتواثقت جميع القبائل على العيش في سلام ووئام تام مع ارسال وفد للجلوس مع حركات الكفاح المسلح في دولة جنوب السودان من أجل حثهم على أهمية توقيع السلام الشامل في أقرب وقت. وشهد الملتقى إعلان العفو والصفح بين القبائل وحمل المؤتمرين النظام البائد بالتسبب في جميع الحروبات القبلية في دارفور وفتح جميع الطرق والمسارات والاسواق وعدم رغبته في إنهاء الصراعات القبلية في الإقليم ورعايته للمجرمين وتحريكهم واستخدامهم ضد القبائل في دارفور. كما حضر الصلح قبائل الرزيقات والبرقد من ولاية شرق دارفور. يذكر أن منطقة النضيف والمناطق المجاورة لها في محليات تلس وقريضة وبرام ظلت بؤرة صراع مشتعلة منذ العام 2006 وبهذا الاتفاق تكون المنطقة دخلت عهد جديد يطوي حقبة الصراعات القبلية في الإقليم.