الخرطوم 14 يوليو 2020 – تأجل التوقيع على اتفاق السلام بالأحرف الأولى بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة في الخرطوم إلى وقت لاحق، بعد أن كان مقررا ظهر الثلاثاء بسبب مقل عدد من المدنيين في دارفور وعدم الوصول لاتفاق حول الترتيبات الأمنية. وقال مقرر الوساطة الجنوب سودانية، ، في مؤتمر صحفي بالخرطوم : "قررنا تأجيل توقيع الاتفاق على القضايا المتفق عليها لأن عملية السلام لم تكتمل، فقد تبقى ملف الترتيبات الأمنية". واوضح أنه "كان من المتوقع التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق القضايا القومية المحورية اليوم؛ إلا أن الوساطة رأت أنه ليس من الضرورة التوقيع على هذا الاتفاق؛ وقررت التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق السلام في مسار الجبهة الثورية بجوبا في المستقبل القريب". ومن جانبها أعلنت الجبهة الثورية بالسودان، أن التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق السلام سيتم بعد الاتفاق على الترتيبات الأمنية، وبقية القضايا العالقة. وأكد المتحدث الرسمي بإسم الجبهة الثورية، أسامة سعيد أن "ورقة القضايا القومية المحورية هي جزء من ورقة القضايا القومية التي تبقى فيها بعض القضايا سوف يتم الاتفاق عليها في جلسات التفاوض القادمة في جوبا". جريمة كبيرة وقال الهادي ادريس رئيس الجبهة الثورية السودانية في تصريح لسودان تربيون إن توقيع الاتفاق لم يكن اساسا مخططا له في الخرطوم لان المحادثات لم تنتهي بعد. وشدد على ان ما حدث في فتابرنو كان سيدفع لتأجيل التوقيع حتى لو كان السلام مكتملا باعتبار انه جريمة كبيرة لابد من الوقوف عندها والتعرف على الجهة التي قامت به ومحاسبتها امام القضاء. وأضاف "تكرار مثل هذا الامر ينسف عملية السلام وعلى الحكومة ارسال وفد سياسي ولجنة تحقيق من ديوان النائب العام للتعرف على من قام بهذا الهجوم البشع". بالإضافة إلى ذلك قال الهادي ان التوقيع على اي اتفاق يجب ان يتم في جوبا مقر المفاوضات وأنهم اقترحوا على الوسيط التوقيع على النقاط التي اتفقنا عليها مؤخرا حول السلطة في جوبا ان كان هناك حاجة لذلك رغم اننا نرى الافضل الاتفاق حول الترتيبات الامنية اولا." وقال الهادي ان النقاط المتبقية في الاتفاق حول الترتيبات الامنية تتعلق بتكوين القوات المشتركة والمدة اللازمة لتكوين الجيش القومي ومهام القوات المشتركة وشدد على ان كل ذلك يحتاج لقرار سياسي. السلام ترتيبات امنية من جانبه شدد نور الدائم طه مقرر وفد حركة تحرير السودان - مناوي للتفاوض ومستشار الرئيس للإعلام والعلاقات العامة على رفضهم التوقيع على الاتفاق دون الترتيبات الأمنية. وقال "لن يكون هناك توقيع على سلام ما لم يتم التوصل لاتفاق حول الترتيبات الامنية . وأي حديث غير ذلك هو حديث استهلاكي وملهاة". وأوضح ان ما حدث في فتابرنو يؤكد صحة موقفهم. وأردف"السلام بالنسبة لنا هو الترتيبات الامنية الجيدة التي توفر الحماية للنازحين والتي بموجبها تتم اعادة هيكلة القوات المسلحة لتكوين جيش قومي يحقق السلام والاستقرار في البلاد". وأشار نور الدائم إلى ان هناك جهات لها مصلحة في تصعيد الصراع القبلي ودعا ابناء دارفور لتفويت هذه الفرصة وان يتجهوا معا لنزع حقوقهم من المركز، على حد تعبيره. وأعلن مقرر فريق الوساطة أن الوساطة ستنهي زيارتها إلى الخرطوم، على أن يغادر معها وفد من الحكومة السودانية إلى جنوب السودان غدًا الأربعاء للتباحث في ملف الترتيبات الأمنية. كما أفاد أن الترتيبات الأمنية مع الحركة الشعبية -شمال بقيادة مالك عقار تبقى فيها بند واحد، إضافة إلى عدة بنود في مسار دارفور، مشيرًا إلى أن التباحث في الترتيبات الأمنية بين الحكومة وتحرير السودان سيبدأ من الصفر، نتيجة تمسكها في وقت سابق بالحوار المباشر بدلًا عن التفاوض عبر تقنية الفيديو. وتوقع مطوك أن تتوصل الأطراف إلى اتفاق في ملف الترتيبات خلال أيام محددة، ليتسنى بذلك للوساطة الانتقال إلى المرحلة الثانية الخاصة بوضع مصفوفة زمنية وترجمة الاتفاق للغة الإنجليزية. رسائل ايجابية وكشف مطوك عن تلقيهم رسائل إيجابية من حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، بعد أن قدمت له الدعوة في بدايات التفاوض. وأضاف: "قدمنا الدعوات إلى جميع الحركات بما فيها حركة عبد الواحد الذي أرسل رسائل إليها تشير لمشاركته في العملية السلمية لكنه لم يحضر". وأعلن عن تشجيع الوساطة لنية عبد الواحد بإجراء التفاوض في الخرطوم، حيث أعلن الرجل في وقت سابق عن عزمه طرح قيام مؤتمر للسلام داخل السلام لوضع حلول للأزمة السودانية بمشاركة جميع السودانيين عدا حزب المؤتمر الوطني - المحلول، وواجهاته.