أعلنت الجبهة الثورية الموافقة على المشاركة في المؤتمر التداولي لقوى إعلان الحرية والتغيير المزمع عقده الشهر الجاري، وذلك بعد تلقيها دعوة بالمشاركة واقترحت اشراك مزيد من القوى والواجهات في المؤتمر. وتأمل قوى الحرية والتغيير، مشاركة جميع القوى المؤيدة للاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بحكم الرئيس عمر البشير في أبريل 2019، في المؤتمر، الذي يستهدف إجراء إصلاحات في مؤسسات الائتلاف الحاكم. وأفادت رسالة صادرة عن المجلس الرئاسي للجبهة الثورية، تلقتها "سودان تربيون"، الاثنين: "تلقينا رسالتكم حول التحضير لمؤتمر قوى الحرية والتغيير بترحاب، وإننا نرى ضرورة إشراك لجان المقاومة وأسر الشهداء والنساء والشباب والولايات في المؤتمر". واقترح المجلس الرئاسي عدم حصر المؤتمر في قضايا إصلاح وبناء قوى الحرية والتغيير بشكل فوقي، داعيًا لبناء الائتلاف في شراكة وثيقة مع الجماهير ومؤسسات الحكم الانتقالي. وقال إن اتفاق السلام المرتقب سيعزز عملية "إعادة بناء وإصلاح قوى الحرية والتغيير، ويعين على الانفتاح على قوى الثورة خارجها". وشدد المجلس على ضرورة توصل المؤتمر المرتقب إلى قرارات خاصة بكيفية تمثيل القوى فيه وآلية اتخاذ القرارات، إضافة إلى مخاطبة أزمات البلاد بعيدًا عن التحريض والتخوين وتصفية الحسابات والعداء لعملية السلام. وأضاف: "هناك قضايا تحتاج إلى أن يخرج المؤتمر برؤية موحدة حيالها لتشكل برنامج الفترة الانتقالية مثل قضايا المعيشة والخدمات والتوجه الاقتصادي والعلاقات الخارجية". ويسود التوتر بين الحركات المسلحة وبعض قوى الحرية والتغيير، لاختلاف المواقف في كيفية إجراء المفاوضات، حيث تري بعض قوى الائتلاف الحاكم أن يتم التفاوض على اساس القضايا وليس المسارات وفق ما هو متبع حاليًا في العملية السلمية التي تستضيفها جنوب السودان. وأبدى المجلس الرئاسي للجبهة الثورة استعداده لاستقبال وفد الحرية والتغيير في جنوب السودان لبحث كيفية المشاركة في المؤتمر التداولي، شريطة أن يمثل الوفد كافة قوى الحرية والتغيير بما في ذلك القوى التي جمدت نشاطها أو التي حدث فيها انقسام، إضافة إلى ضمه حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي. وانشق مناوي عن الجبهة الثورية بعد مطالبات متكررة من جانبه بإصلاح مؤسسات الجبهة، كما جمد حزب الأمة القومي نشاطه في التنظيم بسبب مطالب تتصل بالإصلاح في التحالف العريض. وانشق كذلك، بصورة شبة رسمية، تجمع المهنيين السودانيين أثر انتخاب سكرتيرية جديدة من قبل مجلسه، وهو الكيان الذي طرح إعلان الحرية والتغيير في الأول من يناير 2019، والذي بناء عليه تأسس التحالف الحاكم. واشتكى المجلس الرئاسي للجبهة الثورية في الرسالة مما وصفه بتشويه مواقف الجبهة، العضو المؤسس في قوى الحرية والتغيير، مشيرًا إلى التشوية وصل إلى حد التقليل من الاتفاقات التي توصلت إليها مع الحكومة في عدد من ملفات السلام.