شدد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك على ان الحكومة المدنية هي التي وضعت خطة السلام وتفاوض الحركات المسلحة على الرغم من قيادة المكون العسكري للوفد المفاوض مع الحركات المسلحة في جوبا. في برنامج مؤتمر إذاعي على راديو ام درمان يوم الجمعة امتد لأكثر من ساعة نقلته كل المحطات العامة والخاصة نفى حمدوك ما يتردد عن غياب الحكومة المدنية عن ملف السلام وأنها تركته بيد المكون العسكري الذي يقود الوفد الحكومي المفاوض. وقال حمدوك انه على علم بكل الخطوات التي تتم في عملية السلام و"حاضر في كل شيء كما انه على اتصال بجميع قادة الحركات المسلحة المشاركة في المفاوضات بالإضافة إلى غير المشاركين بمن فيهم الحلو وعبدالواحد نور. وأشار إلى زيارته لكاوده مقر حركة الحلو ولقائه بعبدالواحد في باريس مشددا على ان ذلك نابع من إيمانه بأنه لن يكون هناك استقرار وتنمية في لبلاد بدون سلام. وتجيء هذه التصريحات في الوقت الذي أعلنت فيه الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو انسحابها من المفاوضات احتجاجا على وجود محمد حمدان دقلو (حميدتي) على رأس الوفد الحكومي المفاوض. وقالت ان قوات الدعم السريع التي يقودها حميدتي ارتكبت جرائم في أرجاء السودان المختلفة وبالتالي هو غير مؤهل لقيادة الوفد الحكومي المفاوض. وأعلنت الوساطة عن تعليق المفاوضات إلى حين اجراء مشاورات مع رئيس التنظيم عبدالعزيز الحلو الموجود حاليا خارج مقر المفاوضات. وأشار رئيس الوزراء السوداني ان الحكومة الانتقالية لها مكونان مدني وعسكري وانها حكومة واحدة لا حكومتان كما أن هندسة عملية السلام التي تتم في جوبا وضعت في مجلس الوزراء. وقال "المحاور الخمسة التي تقوم عليها المفاوضات من محور التنمية الاقتصادية الاجتماعية، الحكم والإدارة، العدالة والقوانين، العون الإنساني والترتيبات الامنية كلها أعدت في مجلس الوزراء وآي محور يقوم على رأسه أحد الوزراء". وأضاف ان اعضاء الوفد الحكومي المفاوض اختارهم الجهاز التنفيذي وأنهم يقومون بالتفاوض الفعلي مع الحركات المسلحة وليس رئيس العسكري التي يقود الوفد، كما أشار إلى مشاركة قوى الحرية والتغيير وخبراء سودانيين في المفاوضات. وأوضح حمدوك أنهم في البداية كانوا يرون ان تتم المفاوضات عبر المحاور الخمسة التي حددتها الحكومة لأن تحقيق السلام المستدام يستدعي مخاطبة جذور الأزمة. واردف "ولذلك فكرنا في ان تتم عملية السلام عبر محاور وليس مسارات ولكن نتيجة للإرث التاريخي لحركات الكفاح المسلح التي قدمت مساهمات كبيرة جدا في التغيير وإسقاط النظام فإن المحادثات قائمة الان على مسارات وليس محاور لكن اي من هذه المسارات خاطب نفس القضايا". وأضاف ان وجود هذه المسارات المختلفة ساهم في إطالة أمد المفاوضات إلى اكثر من ستة أشهر كما هو متفق عليه نسبة لمناقشة ذات القضايا في كل مسار على حده. وكان رئيس الوزراء السوداني تحدث مطولا في بداية المقابلة الإذاعية عن ضرورة التحالف المدني العسكري لإكمال مهام المرحلة الانتقالية وتحقيق الانتقال الديمقراطي في السودان وقال ان الجيش السوداني له دور تاريخي مشهود في الثورات الشعبية ضد الأنظمة الاستبدادية عبر انحيازه للشعب والمساهمة في الفترة الانتقالية.