تسربت مياه النيل الأبيض بالسودان، الخميس، إلى داخل العاصمة الخرطوم، وغمرت شوارعاً رئيسية لم تفلح معه محولات السلطات لبناء عوازل ضخمة. وتدفقت المياه بمنطقة "المقرن" بولاية الخرطوم، وسدت النفق المؤدي إلى جسر "الفتيحاب"، الرابط بين العاصمة الخرطوم، ومدينة أمدرمان. وبدأت غرفة عمليات الدفاع المدني والطوارئ بولاية الخرطوم العمل على بناء حواجز ترابية مستخدمة آليات ضخمة وسط ترقب شديد لاحتمال انهيار الحواجز في أي لحظة تحت اندفاع المياه الكبير. وغمرت مياه النيل الأبيض منطقة الحسانية الشقيلاب جنوبالخرطوم (الحرازة)، فيما ارتفعت مناسيب النيل لتغمر حي الدباغة وأبو روف بأم درمان ولتعزل مناطق (الخليلة، الدبة العبد لاب، الفكي هاشم، الجعليين، ديم ابو فريوة) شمال بحري بحسب مواطني المنطقة. وحذرت وزارة الري والموارد المائية، من أن مناسيب النيل واصلت تسجيل أرقام قياسية غير مسبوقة، ونبهت إلى أن ارتفاع المناسيب في كل الأحباس سيكون مرتفعا خلال أسبوع آخر. وقال وزير الري، ياسر عباس، في مؤتمر صحفي مشترك، مع مدير إدارة مياه النيل، رئيس لجنة الفيضانات بالوزارة، عبد الرحمن صغيرون، أن مناسيب النيل سجلت في الخرطوم اليوم 17.43 مترا، واعتبره رقم لم يسجل منذ العام 1912. وأوضح أن الوزارة تتوقع بحسب القراءات ألا يكون هناك انحسار للمياه خلال الست أيام المقبلة في بعض القطاعات، واستمرار ارتفاع المناسيب في الأحباس شمال الخرطوم. وأعلنت وزارة الداخلية مؤخرا، ارتفاع عدد الوفيات بسبب السيول والأمطار إلى 86شخص، والإصابات إلى 44، بينما انهار كليا 18 ألف و30 منزلا، و32 ألف و72 منزلا جزئيا، وتضرر أكثر من 140 مرفقا، و318 من المتاجر والمخازن، ونفوق 5 آلاف و329 من المواشي.