وقع أخيراً على قرار بمحو اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب في خطوة انتظرتها الخرطوم طويلاً،وينتظر الاعلان رمسيا عن القرار في الساعات القليلة القادمة. وجاء الاعلان في بيان قصير اصدره مجلس السيادة الجمعة قال فيه :" الرئيس الأمريكي وقع رسمياً على قرار ازالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وسوف يتم الاعلان بعد قليل. يوم تاريخي للسودان ولثورته المجيدة." وينتظر ان يقوم الرئيس ترامب بإخطار الكونجرس برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب غالبا اليوم الجمعة او الاثنين القادم وبموجبه يدخل القرار حيز التنفيذ في الأسبوع الثاني من ديسمبر أي بعد 45 يوم من تاريخ صدوره. ووضع الرئيس السابق بيل كلنتون السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب في 12 أغسطس 1993 بسبب ايوائه عدد من الحركات الاسلامية الموضوعة في قائمة الارهاب مثل حماس وحزب الله وجماعة أبو نضال. وعرقل بقاء السودان على قائمة الإرهاب كل خطوات تحسين وضعه الاقتصادي الذي يتفاقم يوماً تلو الآخر حيث تمتنع المؤسسات الدولية عن تقديم العون او اعفائه من الديون، كما تتحاشى المصارف العالمية الدخول في تعاملات مع البنوك السودانية برغم رفع واشنطن العقوبات الاقتصادية في أكتوبر من العام 2017. ومنذ تسلم الحكومة الانتقالية في السودان مقاليد الحكم بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أبريل 2019، تكاثفت الدعوات لتحرير اسمه من تلك القائمة التي يقول مسؤوليها إن الخطوة تستلزم تحركات قانونية معقدة وتنطوي في المقام الأول على موافقة الكونغرس. واشترطت الادارة الأميركية على السودان دفع تعويضات لأسر ضحايا تفجيرات المدمرة كول وسفارتي واشنطن في كل من كينيا وتنزانيا والبالغة في مجموعها حوالي 405 مليون دولار، تم دفع 70 مليون منها لاسر ضحايا المدمرة كول، بينما اكملت السلطات السودانية تحضير مبلغ 335 مليون أخرى لارسالها الى أسر ضحايا تفجير السفارتين. وخلال الأشهر الأخيرة ضغطت واشنطن على الخرطوم لتطبيع علاقاتها مع اسرائيل كشرط اضافي لحذف اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، لكن الحكومة الانتقالية بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك رفضت قطعيا التجاوب مع هذا الشرط ودعت مسؤولي الإدارة الأميركية الى الفصل بين التطبيع والإزالة من القائمة السوداء بعد أن استوفى السودان كل الشروط السابقة.