الخرطوم 21 أكتوبر 2020 – فضت قوات الشرطة السودانية، الأربعاء، بالقوة المفرطة، آلاف المتظاهرين المؤيدين والمعارضين لحكومة الانتقال. ويطالب مؤيدو حكومة الانتقال التي يرأسها عبد الله حمدوك بتنفيذ إصلاحات فورية في مؤسسات الدولة وتحقيق العدالة فيما يطالب معارضيها برحيلها وتشكيل حكومة جديدة. وقال شهود عيان، ل"سودان تربيون"، إن قوات الشرطة تعاملت بقسوة في تفريق الاحتجاجات بمناطق متفرقة في العاصمة الخرطوم، مؤكدين وقوع إصابات بعضها بالرصاص. ومنعت قوات الشرطة المتظاهرين من عبور جسور الخرطوم، تنفيذًا لقرار الحكومة المحلية في الولاية، بإغلاق الجسور مُنذ ليل الثلاثاء وحتى مساء الأربعاء. وقال مكتب قناة "إسكاي نيوز" في الخرطوم، إن قوات الشرطة منعت فريقها من تصوير الاحتجاجات، كما قامت بحذف الصور من كاميراتهم. وأكد شهود عيان توقيف قوات الشرطة العديد من المتظاهرين، قبل أن تطلق سراح بعضهم في أوقات لاحقة. وأغلقت القوات الأمنية جميع الطرق المؤدية إلى وسط الخرطوم، وهي المنطقة التي يوجد فيها مقر قيادة الجيش والقصر الرئاسي ومجلس الوزراء إضافة إلى مؤسسات حكومية أخرى، حيث وضعت الإسلاك الشائكة والحواجز الاسمنتية. ويطالب مؤيدو حكومة الانتقال، خاصة لجان المقاومة وقوى من الائتلاف الحاكم متحفظة على أداء الحكومة، بتنفيذ إصلاحات فورية في مؤسسات العدالة وإنهاء الأزمات الاقتصادية. ورفع المتظاهرين المؤيدين للحكومة لافتات تحثها على عدم تحرير الوقود وولاية وزارة المالية على شركات القطاع العسكري والأمني وتحقيق العدالة لضحايا فض الاعتصام أمام قيادة الجيش. وتعمل الحكومة على تحرير الوقود والاستعاضة عنه بتقديم نقدي مباشر بدأت تطبيقه بصورة تجريبية في يوليو الفائت، حيث تقول إنه قاسٍ في الفترة الراهنة لكنه ضروري على المدى الطويل. وهتف أنصار القوى السياسية المعارضة، المحسوبة على نظام الرئيس المعزول عمر البشير، بشعارات تطالب بحل حكومة الانتقال وتشكيل حكومة كفاءات. كما رددوا شعارات مناوئه ضد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك. وتزامنت الاحتجاجات مع ذكرى ثورة أكتوبر 1964، التي نجحت في الإطاحة بأول حكم عسكري في البلاد كان يقوده الرئيس الراحل إبراهيم عبود. وقال شهود عيان إن قوات الشرطة عززت من تواجدها في الطرق الرئيسية في الخرطوم، كما انتشرت في جميع مناطق الاحتجاجات، مانعة مئات المتظاهرين من عبور الجسور عبر تفريقهم بالغاز المسيل للدموع. وأغلقت معظم المحلات التجارية في مدن العاصمة الثلاث: الخرطوم، الخرطوم بحري وأم درمان، أبوابها فور بدء تفريق الاحتجاجات. ولم يصدر تعليق رسمي حتى الآن من الحكومة بشأن تعامل الشرطة القاسٍ مع المحتجين، رغم تأكيداتها طوال الفترة الفائتة على احترامها لحق التعبير والتظاهر السلمي.