تبذل واجهات عديدة في ولاية القضارف شرقي السودان جهودا مكثفة لاحتواء اثار تدفق الاف اللاجئين الإثيوبيين الهاربين من معارك الجيش الفدرالي وجبهة تحرير التقراي، بينما كونت الحكومة المركزية لجنة وطنية لمواجهة الوضع. وبحسب معلومات حصلت عليها "سودان تربيون" من مصادر موثوقة يوم الاثنين فإن عدد الفارين الى الأراضي السودانية بولايتي كسلاوالقضارف بلغ نحو 45 ألف لاجئ، ورجحت أن يرتفع العدد الى 100 ألف في ظل استمرار التصعيد العسكري. وأعلنت جامعة القضارف عن وضع خطة لتنسيق الجهود وإجراء مسح كامل وسط معسكرات اللاجئين الفارين لتوفير الدعم الفني واللوجستي والمعنوي والحد من الإفرازات السالبة الناتجة عن اللجوء والسيطرة على الأمراض والوبائيات. وقال وكيل الجامعة معتز عبد الرحيم ابوعاقلة ل "سودان تربيون" الثلاثاء إن الخطة والبرامج وضعت لعدد من المنظمات المحلية والإقليمية والدولية بتسهيل اجراءات دخولها وعملها لتقديم الدعم النفسي والصحي عبر كليتي تنمية المجتمع والطب في ظل تزايد أعداد اللاجئين الأثيوبيين. ولفت الى تقديم عديد من الدراسات الفنية والبحوث العلمية للمانحين بعد نجاح معهد الأمراض المستوطنة بكلية الطب في اجراء عدد من البحوث لمرض الكلازاز والأمراض الأخرى، كما أشار الى أن معمل فحص كورونا يعمل بكفاءة عالية. من جهتها أكدت مدير عام وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بولاية القضارف أميرة هاشم القدال وجود حالات لأمراض الإيدز، الكبد الوبائي، الدرن، فضلا عن أمراض السكري وضغط الدم بجانب عدد كبير من النساء الحوامل في معسكرات اللاجئين الاثيوبيين. وقالت في تصريح صحفي إن نسبة الإصابة بالإيدز في المناطق الاثيوبية المتاخمة للولاية مرتفعة يقابلها انخفاض في المناطق السودانية مما يؤثر على الخط العلاجي للمصابين. وأضافت " الأمر يحتاج لترتيبات بين وزارة الصحة الاتحادية ومنظمة الصحة العالمية". ولفتت الى عدم وجود غرف جاهزة لاستقبال حالات الولادة التي يستدعي بعضها اجراء عمليات قيصرية، حاثة على تدخلات أوسع وترفيع المؤسسات الصحية للتعامل مع تلك الحالات. ودعت المسؤولة لإنشاء مراكز عزل لجائحة كورونا بمعسكرات اللاجئين نظراً لتفشيها بالمناطق الأثيوبية المجاورة، وتوقعت زيادة حالات الاصابة بالفايروس بولاية القضارف. وقالت" الوضع الصحي الراهن في ظل تدفقات اللاجئين يتطلب وجود خطة مشتركة تنفذ بواسطة معتمدية اللاجئين وبعض المنظمات". وحذرت من انتقال الأوبئة وانتشارها سيما ان المعسكرات مفتوحة مما يحدث تداخلا بين اللاجئين والمواطنين، وجددت مناشدتها لمفوضية اللاجئين والمنظمات القيام بدورها الإنساني والأخلاقي في مواجهة تدفق اللاجئين في ظل نظام صحي هش. يشار الى أن ولاية القضارف تضم حتى الآن معسكري أم راكوبة بالقلابات الشرقية والمدينة 8 بمحلية الفشقة. وفي الخرطوم عقدت اللجنة الوطنية الخاصة بمواجهة تدفق اللاجئين من دول الجوار اجتماعها الأول الثلاثاء بالأمانة العامة لمجلس الوزراء برئاسة معتمد اللاجئين عبد الله سليمان محمد ومشاركة ممثلي منظمات المجتمع المدني ووكالات ومنظمات الاممالمتحدة. واوضح معتمد اللاجئين في تصريح صحفي ان قرار تشكيل اللجنة اتخذ نتيجة للتدفقات الكبيرة للاجئين الاثيوبيين عبر الحدود الشرقية للبلاد بهدف تنسيق الجهود مع المنظمات الدولية ووضع المعالجات اللازمة حيالهم. وناقش الاجتماع الخطط والبرنامج المتعلقة باستقبال اللاجئين الاثيوبيين في ولايات شرق السودان من قبل المانحين والجهات ذات الصلة. وأوضح سليمان انه تم تحديد حجم الاحتياجات الغذائية والصحية والمياه ومواد الإيواء للاجئين الاثيوبيين مشيرا لجاهزية المانحين لتقديم العون لهم.