الخرطوم 26 نوفمبر 2020 – نعى قادة السودان في الحكومة والقوى السياسية، زعيم حزب الأمة القومي وإمام طائفة الأنصار الدينية الصادق المهدي، الذي رحل ليل الأربعاء بدولة الإمارات متأثرا بفايروس كورونا. وغصت دار الإمام الصادق بضاحية الملازمين بأمدرمان بمئات المعزين الذين خفوا لمواساة أسرته ومريديه وسط تحضيرات لتشييع الجثمان في التاسعة من صباح الجمعة حيث يوارى الثرى بمقبرة العائلة في أم درمان. وأعلنت الحكومة السودانية الحداد العام لمدة ثلاث أيام، وتنكيس الإعلام في جميع مؤسسات الدولة وسفاراتها في الخارج، حدادًا على رحيل المهدي الذي كان رئيسا للوزراء. وقدم رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، التعازي لأسرة المهدي في دارهم بالملازمين قائلا في بيان قبلها إن البلاد فقدت "رمزا وطنياً وقائداً سياسياً ساهم في صنع وتشكيل الحياة السياسية في السودان، حيث ظل وفياً طوال عمره لوطنه وشعبه". ووصف رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الصادق المهدي، بأنه "كان أحد أهم رجالات الفكر والسياسة والأدب والحكمة في بلادنا"، كما اعتبره " دالةً للديمقراطية، ونموذجاً للقيادة الراشدة، وصفحةً من الحلم والاطمئنان في زمان نُحت فيه السخط وتوالت الخيبات على صدر كتاب التاريخ". وأضاف حمدوك: "برحيل الإمام، انطفأ قنديلٌ من الوعي يستغرق إشعاله آلاف السنين من عمر الشعوب". وقال مرشد الطريقة الختمية، رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، محمد عثمان الميرغني؛ إن السودان فقد برحيل الصادق المهدي زعيما وطنيا "في مرحلة دقيقة كانت تحتاج إلى حنكته وخبرته". وأشار في بيان إلى أن الفقيد عاش مناضلا من أجل الديمقراطية والحرية وكفالة حقوق الإنسان في السودان. وقال "عملنا سويا في أوقات شديدة الصعوبة خلال سنوات الحكم وسنوات المعارضة في المعتقلات وفي المنافي ووجدت منه تفهما وتعاونا مكنا من إنجاز الكثير من المهام الوطنية ". وأضاف الميرغني:" المهدي كان من رموز السودان السياسية ومن أعلام البلاد الوطنية وظلت إسهاماته مستمرة في الشأن الوطني حتي مماته وبرحيل السيد الصادق المهدي تنطوي حقبة من تاريخ السودان حفلت بالإنجازات والإخفاقات على حد سواء، وتركت بصمات من التطور والحداثة في مختلف المجالات". بدوره قال حزب البعث السوداني إن حياة المهدي كانت "ملحمة سياسية وفكرية وثقافية شاملة، قضاها دعوة بين الناس بُحسن الخلق". وأشار الحزب في بيان الى ن البلاد في حاجة ماسة إلى حكمة المهدي وحُسن رؤيته لتوازن تفكيره وتقديره لمالات الأمور. واحتسب الحزب الشيوعي السوداني، المهدي قائلا إنه كان أحد أعمدة البلاد الوطنية وقادتها الافذاذ مبديًا حزبه وأساه على رحيله. وقال رئيس الجبهة الثورية السودانية، الهادي إدريس في بيان إن البلاد فقدت "علم من اعلام الامة ورمزا من رموز النضال الوطني وداعية لخير الناس ومناصر للإنسانية ومفكراً بارزاً وسياسياً كبيراً له اسهاماته المشهودة التي تخطي اثرها السودان الي المحيطين الاقليمي والدولي". وأشار إلى أن الراحل كان محبا للسلام وعمل من أجل إنصاف الضحايا وتحقيق العدالة، كما نافح من أجل قيم الديمقراطية والحكم الرشيد. وأعربت بعثة الاتحاد الاوربي وسفارات الدول الاعضاء بالاتحاد الأوربي عن خالص تعازيها لشعب وحكومة السودان، ولأعضاء وأنصار حزب الأمة القومي في وفاة المهدي. وقال رئيس بعثة الاتحاد الأوربي في السودان، روبرت فان دن دول: "كان المهدي رجل دولة، وشخصية دينية، ومفكر، وداعم للمدنية، وحقوق الإنسان، والحوار بين الأديان، والديمقراطية في السودان، كان صديقا لأوربا والسلام والعالم". وتابع: "اليوم خواطرنا وصلواتنا من أجل عائلته وكل أفراد الشعب السوداني". وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط إن التاريخ سيذكر الصادق المهدي قائدا سودانيا كبيرا وحكيما، آمن بالحوار السياسي كوسيلة للنهوض ببلاده وأفنى عمره في الدفاع عن قضايا وطنه وعروبته. وتقدم بالعزاء إلى شعب وحكومة السودان، وكذلك إلى حزبالأمة وأسرة الراحل وأنصاره ومريديه.