بحث مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين مع نافذين في الحكومة السودانية الأحد ترتيبات الدعم والمساندة للخرطوم لتتمكن من مواجهة التعامل مع تدفقات اللاجئين الاثيوبيين على المناطق الحدودية الشرقية. وأطلق فليبو غراندي مناشدة لتقديم 147 مليون دولار على مدى الأشهر الستة المقبلة للمفوضية والأممالمتحدة والمجتمع الإنساني في السودان بغية إدارة الأزمة. وعبر حوالي 43 ألف اثيوبي الى الأراضي السودانية منذ الرابع من نوفمبر الجاري إثر اشتداد المعارك في إقليم التقراي المتاخم لولايتين شرق السودان بينما يشكو هذا البلد من حزمة أوضاع بالغة التعقيد تعصف باقتصاده المنهار أصلاً. وقال مفوض اللاجئين في تصريح الأحد: "أنا هنا بغية حشد الغوث الغذائي والمياه والأدوية والمأوى". وأضاف "تقاليد الضيافة السودانية والأفريقية ليست غريبة على حكومة الخرطوم التي ابقت حدود البلاد مفتوحة. وأثني عليها كنموذج ينبغي ان يحتذي به المجتمع الدولي. لكن حكومة السودان بحاجة إلى الكثير من المساعدة". واجتمع المفوض فيليبو غراندي، في الخرطوم الى رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك ووزير الداخلية ادريس الطريفي. وأفاد إعلام مجلس الوزراء في بيان أن حمدوك التقى المسؤول الأممي والوفد المرافق له بعد زيارات الى ولايتي كسلا والقضارف "للوقوف على ترتيبات إسناد السودان للتعامل مع تدفقات اللاجئين عقب اندلاع الأحداث في إقليم التقراي بإثيوبيا". وامتدح غراندي حكومة وشعب السودان خاصة القوات النظامية علي حسن الاستقبال والتعامل المهني والكرم الفياض في استقبال اللاجئين الإثيوبيين. كما أكد على تجربة السودان الطويلة في استقبال اللاجئين من دول الجوار. كذلك كشف عن خطط المفوضية السامية وجاهزية الدول المانحة للتعاون مع حكومة السودان في مواجهة التدفقات الحالية. وحث رئيس الوزراء المفوض السامي على تقديم العون الفني والبرامجي للأجهزة المتخصصة خاصة مفوضية اللاجئين. كما أمن حمدوك بحسب البيان الرسمي على أهمية العمل لوضع حلول لعودة النازحين واللاجئين السودانيين لأرض الوطن بعد تحقيق السلام. ويعيش الاف السودانيين في مخيمات بتشاد وافريقيا الوسطى فروا اليها بعد احتدام الصراع في إقليم دارفور. وجرى التوافق خلال الاجتماع على تكوين لجنة مشتركة تضم لوزارة الخارجية السودانية ونظيرتها بجنوب السودان والمبعوث الخاص للمفوض السامي لدول القرن الأفريقي، لترتيب عقد مؤتمر دولي لقضايا اللاجئين تحتضنه الخرطوم مستهل العام القادم. واستقبل وزير الداخلية الفريق أول شرطة حقوقي الطريفي إدريس بالمفوض السامي لشؤون اللاجئين وناقش الاجتماع جهود السودان ومساهمته الفاعلة في قضايا اللجوء واللاجئين؛ من واقع استضافته الحالية للاجئين الإثيوبيين. وقال وزير الداخلية إنّ السودان ظل يضطلع بمسؤوليته الأخلاقية والإنسانية، ولفترات طويلة تجاه اللاجئين بتوفير كافة خدمات الإيواء والصحة بمعسكرات اللاجئين جنبًا إلى جنب مع المجتمعات المضيفة، وأكد أن الوضع بالمنطقة يحتاج لدعم من المفوضية.