الخرطوم 6 يناير 2021 – قرر رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، تجميد العمل بمقررات دراسية للصف الأول والسادس لمرحلة الأساس، أثارت جدلا دينيا كثيفا في الفترة الماضية. وشن رجال دين هجومًا عنيفًا على مدير المناهج القومي عمر القراي، على خلفية تضمين مقرر التاريخ لوحة خلق آدم لمايكل إنجلو، في باب النهضة الأوروبية، كما انتقدوا المادة الدينية المقرر تدريسها لتلاميذ الصف الأول. وقرر رئيس الوزراء، بحسب بيان صادر عن مكتبه، تلقته "سودان تربيون"، الأربعاء: "تجميد العمل بالمقترحات المطروحة حاليا من إدارة المركز القومي للمناهج والبحث التربوي". وأعلن عن تكوين لجنة قومية تضم تربوبيين وعلماء متخصصين تمثل كافة أطياف الآراء والتوجهات في السودان، لتعمل "على إعداد المناهج الجديدة حسب الأُسس العلمية المعروفة في إعداد المناهج وتراعي التنوع الثقافي والديني والحضاري والتاريخي للسودان ومتطلبات التعليم في العصر الحديث". وقال حمدوك إنه ظل يتابع الجدل حول المناهج الجديدة، حيث أجرى لقاءات مع أكاديميين وتربوبيين وطوائل دينية مثل المجمع الصوفي وهيئة شؤون الأنصار وهيئة الأنصار والأخوان المسلمين ومجمع الفقه الإسلامي، إضافة إلى عدد من القساوسة الذين يمثلون الطوائف المسيحية المختلفة في البلاد. وأضاف: "إن قضية إعداد المناهج هي قضية تحتاج إلى توافق اجتماعي واسع، وهي قضية قومية تهم الجميع بحيث تستند المناهج التربوية على المنهج العلمي الذي يشحذ التفكير وينمي قدرات النشء ويُحفز القُدرات الإبداعية على التفكير والابتكار". وأشار رئيس الوزراء إلى أن فترة الانتقال تحتاج إلى توافق حول أسس إعادة البناء والتعمير ل"سودان يسع الجميع، نستطيع فيه بحسن إدارة تنوعنا أن نكتسب القوة والتماسك الذي يساعدنا على عبور هذه الفترة الحرجة". وقرر وزير التربية في 4 يناير، تشكيل لجنة من الخبراء لمراجعة مقرر التاريخ للصف السادس لمرحلة الأساس، بعد الانتقادات العنيفة التي وُجهت إلى المقرر من رجال الدين. ويشيع مناوئون لمدير المناهج عمر القراي، بأنه يسعى الى تضمين الفكر الجمهوري الذي يعتنقه في مقررات المناهج الدراسية، بينما يقول الرجل إن مسؤولي وضع المناهج الدراسية بيد نحو 70 من الخبراء ولا يقرر فيها منفرداً.