الخرطوم 9 مارس 2021 – حذر رئيس الجبهة الثورية، عضو مجلس السيادة، الهادي إدريس، من مخاطر انفلات الأمن واخفاق الحركات في السيطرة على قواتها حال تأخر تنفيذ الترتيبات الأمنية. وأقر اتفاق السلام، الموقع بين الحكومة وتنظيمات الجبهة الثورية في 3 أكتوبر 2020، تنفيذ الترتيبات الأمنية بعد ثلاث أشهر من التوقيع على الاتفاق. وقال الهادي إدريس، في مؤتمر صحفي، الثلاثاء: "الترتيبات الأمنية تأخرت، ولأن الحكومة لا تفي بالتزاماتها، فهذا يمكن أن يقود إلى مشاكل تتعلق بالسيطرة والتحكم في قوات الحركات، وقد يقود هذا إلى مخاطر أمنية إذا لم يتم التعامل معه بشكل جيد". وأشار إلى أن واحدة من مخاوف عدم تنفيذ الترتيبات الأمنية هو انتشار السلاح بايدي حركات مسلحة غير موقعة على اتفاق السلام، تدعى توقيعها على الاتفاق خاصة في جنوب ووسط دارفور، موضحًا أن ذلك "قاد الأجهزة الأمنية إلى عدم القدرة على تمييز الحركات الموقعة على الاتفاق من سواها". ووصلت قوات تابعة لتنظيمات في الجبهة الثورية إلى بعض مناطق دارفور، كان يفترض أن تكون في مناطق التجميع والارتكاز لتنفيذ بنود الترتيبات الأمنية، كما وصلت بعض قوات من هذه الحركات إلى العاصمة الخرطوم. وقال الهادي إدريس إن من المخاطر على تأخير تنفيذ بنود الترتيبات الأمنية وجود مليشيات مسلحة غير مشمولة في الترتيبات جعلها "تحتال وتتبني أسماء حركات في نيالا وزالنجي وكبكابية". وأضاف: "وجود حركات مسلحة غير مشمولة في الترتيبات الأمنية يُشكل مخاطر كبيرة، كما أن وجود مسلحين على دراجات نارية يمثلون مخاطر كبيرة أيضًا". وأوضح الهادي، الذي أدى اليمين الدستورية بالأحد عضوًا بمجلس السيادة، أن مخاطر عدم تنفيذ الترتيبات الأمنية نتج عنه بيع الرتب العسكرية، واصفًا العملية بأنها أصبحت مثل "السلع". وكشف رئيس الجبهة الثورية عن وجود جهات – لم يسميها – تريد استباق تنفيذ بروتكول الأراضي والحواكير الوارد في اتفاق السلام، وتنصيب أنفسهم سلاطين وأمراء وعمد، مؤكدًا إن ذلك يخلق مشاكل. وفي 3 مارس الجاري، قُتل 10 أشخاص وأصيب 32 آخرين، إثر اشتباكات في منطقة سرف عمرة التابعة لولاية شمال دارفور، إثر اعتراض مجموعات من قبيلة الفور على تنصيب سلطان ينتمي القبيلة التاما بذريعة أن الاخيرة لا تملك الارض. وقال الهادي: "يجب الاعتراف بالحقوق التاريخية لأراضي الجماعات القبيلية، وهذا هو المدخل الوحيد لتجاوز الصراعات القبيلية". وأشار الهادي إلى أن النازحين في المعسكرات بإقليم دارفور يعيشون في ظل ظروف إنسانية ضاغطة، كما أن خدمات التعليم والصحة والاتصالات غير متوفرة في الإقليم. وزار عضو مجلس السيادة مناطق واسعة في ولايات دارفور في الفترة من 16 يناير الفائت إلى 3 مارس الجاري، وهي جولة شملت أيضًا ولايات شمال وغرب كردفان والنيل الأبيض. وتحدث الهادي إدريس إلى مدراء الحكومة المحلية والجماعات المحلية والنازحين خلال جولته شارحًا لهم بنود اتفاق السلام، التي قال إنها وضعت حلول لأزمات البلاد. وطالب رئيس الجبهة الثورية حكومة الانتقال بتنفيذ بنود اتفاق شرق السودان وعقد المؤتمر الخاص بالشرق، إضافة إلى تمثيل قادة المسار في مجلس الشركاء ومجلس الوزراء، مشددًا على أن اتفاق السلام لا يقبل التجزئة. واشتكى قادة مسار شرق السودان إلى الوسيط الجنوب سوداني، من اتجاه الحكومة لتجميد اتفاق مسار الشرق، مما دعا الوسط توت قلواك إلى دعوة الحكومة لتنفيذ الاتفاق. واتخذ التفاوض بين الحكومة وتنظيمات الجبهة الثورية في مباحثات السلام منهج المسارات، وهي مسارات شمال وشرق ووسط السودان، إضافة إلى مساري دارفور والمنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق).