الخرطوم 19 فبراير 2013 – اعلن رئيس حزب الامة القومي الصادق المهدي اعتزامه طرح مبادرة لإنهاء الخلافات بين السودان وجنوب السودان، وإتهم جهات لم يسمها بمحاولة تأجيج الحرب بين البلدين. محذرا من ان الحرب حال نشوبها ستكون مدمرة و ستكلف ماقيمته 100 بليون دولار بجانب الاثار العسكرية والمادية التي حتما بأنها ستكون كبيرة جدا. و أدان المهدي في مؤتمر صحفي بالخرطوم أمس، رفض حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة البشير التفاوض مع مقاتلي الحركة الشعبية (قطاع الشمال)، منتقدا ذلك الموقفه خاصة وان القطاع مسنود بقوة مجتمعية و لا يمكن الغائه برفض التفاوض المباشر معه . وحذر المهدي، حكومتي الخرطوم وجوبا من دعم معارضى البلدين لإيصال الحلفاء الى سدة الحكم واعتبره "انتحارا متبادلا"، ولفت الي أن الاسرة الدولية داعمة لخيار السلام وأن المنحازين لجوبا يدركون جيدا أنه لا مجال للسلام دون الشمال وكذلك العكس. واستخف المهدي بتهديد الحكومة السودانية لأحزاب المعارضة حال إتفاقها مع الجبهة الثورية الحاملة للسلاح وقال أن حزبه سيواصل لقاءاته مع الحركات المسلحة في إطار جهوده لوقف الحرب وشدد على ان تهديدات الحكومة لا ترهبه . وأقر المهدي بحاجة تحالف أحزاب المعارضة لإعادة هيكلة، حتى يكون أكثر فاعلية لمواجهة النظام، موضحا أن دعوته لإعادة هيكلة التحالف هدفها تقويته وليس سيطرة حزبه عليه كما يردد البعض.واضاف "نحن لانبحث عن منابر اضافية فهي متوفرة". وطالب المهدي برئاسة محايدة للتحالف منتقدا تسميته بتحالف قوى الاجماع الوطني واضاف "لايمكن شخص دميم ويقول انا جميل هذا سيضحك الناس عليه "واردف "عاوزين اسم لايضحك علينا الناس ". وقال ان حزبه متميز ومتقدم على بقية الاحزاب مشددا على ان لفظ حزب لاينبغى اطلاقه على كل القوى السياسية داعيا لوضع مقاييس للتميز منوها الى انجازات حزب الامة و متسائلا أين الاخرين من هذا؟ واضاف "نحن نشتكي ليكم عشان تقولو للنائمين اصحو " . ودافع المهدى عن اجتماعات ضمته الى مجموعة السائحون و وصفهم بالمناضلين وقال "سياستنا التحاور مع الجميع ومابنخلى حجر الا نقلبو ونشوف تحتو دره ولا صارقيل " ولكنه استدرك بان لدى حزبه خطوطا حمراء في الحوار لايمكن تجاوزها .وأقر المهدي بوجود خلافات داخل حزبه ولكنها أكد انها تنظيمية ويتم معالجتها ديمقراطيا وجدد تمسك حزبه بتغيير النظام بعيدا عن العنف أو الاستنصار بالأجنبي. وحذّر المهدي من أخطار تغيير النظام عبر محاولات ثورية أو إنقلابية، مقترحاً التغييرعبر انتفاضة مدنية أو التراضي الوطني على غرار ما حدث في أميركا الجنوبية وجنوب أفريقيا. وقال إن "القوى الداعية إلى إسقاط النظام في شكلها الحالي غير قادرة على إحداث التغيير المطلوب"، متهماً حزب المؤتمر الوطني الحاكم بإيجاد أزمات للاستفادة من التعبئة الشعبية عبر دق طبول الحرب ضد دولة جنوب السودان.واعترف المهدي باختراق الحزب الحاكم صفوف حزبه. واعتبر تقاربه مع حزب البشير أحياناً "اختراقاً ذكياً". ووجَّه المهدي انتقادات إلى تحالف متمردي "الجبهة الثورية السودانية"، قائلاً إنها "ارتكبت أخطاءً في وثيقة كمبالا التي وقعتها مع المعارضة الداخلية التي أعطت النظام دفعةً قوية، لكنه لم يستفد منها بالمقدار المطلوب لوعي القوى السياسية". ورأى أن "هناك 12 مؤشراً على أن نظام البشير يتساقط الآن، أبرزها فشل اتفاقات السلام وتعدد جبهات القتال في ست من مناطق البلاد، إلى جانب هجرة الخبرات والكوادر المختلفة بأعداد غير مسبوقة والنفور السياسي والحركة الإنقلابية والموقف الاقتصادي المتأزِّم". (ST)