[email protected] 1- -- ***- فوجئت باحد اقربائي يتصل بي تلفونيآ من دبي ليفيدني بانه قد قطع اجازته السنوية ورجع مرة اخري لدولة الامارات مقر سكنه وعمله ، واستغربت جدآ من رجوعه المبكر لدبي وهو الذي اتصل بي قبل تسعة ايام مضت ليفيدني بسعادته الغامرة بوجوده بالخرطوم التي غاب عنها خمسة اعوام وجاءها بغرض قضاءاجازة الصيف والاستمتاع باجواء وليالي رمضان وعيد الفطر مع الأهل والأحباب. وكان بديهيآ ان اساله عن سبب قطع اجازته بالخرطوم والعودة بهذه الصورة لدبي فاجابني (ياأخي مش تحمد لي الله انني خرجت من الخرطوم معافي سليم العقل وماجنيت !!)، 2 -- ***- يقول قريبي في كلامه من اكثر من ثلاثة اعوام وبي شوق جارف وحنين لزيارة أهلي بالخرطوم،ولكن ماكنت وقتها قادرآ علي السفر بسبب حداثة عهدي بالعمل وبالأمارات، وانتهزت حصولي علي الاجازة هذا العام، وحملت معي مااستطعت ادخاره من مال وقصدت الخرطوم ...التي ماعادت هي الخرطوم التي غادرتها قبل خمسة اعوام،كل شيئ فيها قد تغير بشكل اعجز ان اصفه في كلمات عابرة، و كان ممكنآ بالنسبة لي وان اتاقلم مع هذه التغيرات واعاشها كما يعيشون من أهل السودان، ولكن الغلاء الفاحش واسعار السلع الضرورية وخاصة الأدوية جعلتني انا المغترب (نوعآ ما ميسور والحمدلله) اقف امام ارقام اسعار الضروريات وحاجيات رمضان مبهولآ لااقوي علي الكلام واسال نفسي وماذا عن فقراء بلادي?، 3- -- ***- انه يقول ( عجبت مما يحدث باسواق الخرطوم وانعدام الرقابة علي التجار واسعارهم الخرافية، ومن السلع الضرورية التي تظهر لتختفي فجأة لنجدها مرة اخري بالاسواق السوداء، لقد ارتفعت اسعار كل السلع الضرورية والاستهلاكية بنسبة 70 الي 100%، وصل سعر الليمونة الواحدة "انتاج العيلفون" الي ثلاثة جنيهات ونصف -اي مايعادل دولار!!، كيلو اللحمة الضاني وصل سعره الي 30 جنيه، وربع لوح التلج الي 33 جنيه،وللحصول علي كيس صغير من السكر لابد لك من واسطة قوية للحصول عليه من السوق الاسود،الأسر الفقيرة ماعادت تفكر في اقتناء بطيخة او كيس موز اوحتي جركانة عصير فواكة فهي سلع للحصول عليها ستكلف رب الأسرة ربع راتبه الشهري!!، 4- -- ***- من غرائب وطباع الناس عندنا انهم "يكتمون الغيظ" من حال الاوضاع في اسواقهم ويشترون علي مضض!!، وماعادوا التجار ويهتمون بصراخ واحتجاجاتهم وسخط الملايين طالما في النهاية بضاعتهم مباعة!!، 5- -- ***- منظر اطفال الشوارع الشوارع وهم يقلبون في محتويات براميل القمامة مع الكلاب الضالة مناظر لم تعد تلفت الانظار، واغلب هذه البراميل غالبآ ماتكون فارغة، فلا يوجد شيئ اصلآ عند الناس ليلقونه!!، وليت الغلاء طال السلع فقط، ايضآ استغل التجار فرصة قدوم المغتربيين للوطن فرفعوا اسعار مواد البناء وخاصة الاسمنت والأسياخ، وارتفعت اسعار الطوب الأحمر لاسعار خيالية بعد رحيل الجنوبيين الذين خبروا كيفية عملها، ارتفعت ايضآ اجور عمال البناء، واصبحت يومية العامل اكتر من 200 جنيه في اليوم، والسبب سخانة الجو وندرة العمال بعد سفر الجنوبيين،ارتفعت اسعار المواصلات، ورسوم الجامعات والمدارس، وتذاكر بطاقات السفر بالطائرة ، رفع اصحاب العيادات الخاصة من اتعابهم،وقاموا اصحاب اكشاك الليمون والجائد برفع اسعار مشروباتهم بحجة ارتفاع اسعار السكر وندرته!! 6- -- يقول في كلامه اثناء وجودي بالخرطوم، لاحظت ان اغلب الصحف المحلية لاتقوم بنشر مايجري بالاسواق بصورة كافية ومعاناة المواطنيين، وان ماتقوم بنشره من غلاء وفساد واسواق سوداء واختفاء الرقابة الحكومية الصارمة فقط رؤوس اقلام، ويندر ان يجد تحليلآ او نقدآ للجهات المسؤولة وخاصة الوالي، اغلب الصحف المحلية في واد والمسحوقيين والفقراء في واد اخر!! 7- -- ***- في يوم (خرمت) لسفة ساعوط...والله لقيتو بالسوق الاسود!! 8- -- ***- الحكومة قالت انها حتزيد المواهي...التجار ضحكوا وقالوا ( كل في ا لأخير حيصب عندنا)!! 9- -- ***- وانا طالع لقيت رسم الخروج زاد بنسبة 60% في المائة!! 10- ---- ***- الطيارة المغادرة للامارات كانت مليانة للأخر بالمسافرين السودانيين، فقلت لنفسي (الحمدلله ماانا البراي الشارد من....غلاء الاسعار)!! نشر بتاريخ 09-08-2011