[email protected] (أحزابنا السياسية ، القانونيين ، الصحفيين ، الأطباء ، المنظمات المدنية ، الهيئات النسوية المختلفة ،العمال والموظفين ، الطلبة ، شرائح المجتمع الأخرى ) لا أعتقد أن أحداً ينكر الدور الكبير الذي تقوم به هذه الشرائح في مجتمعنا في تبصير النظام بالأوضاع التي وصل إليها سوداننا الحبيب ، كل على حسب طريقته وإدراكه ، وسيلته في توصيل فكرته ، لأنهم ينطلقون من خلال حسهم الوطني الصادق وعدم رضاهم للظلم الذي يقع عليهم وعلى شعبهم. وما يقوم به رجال الصحافة من كتاب وصحفيين من خلال ما يطرحونه من مواضيع وما يكتب من مقالات تساعد متخذي القرار في معرفة الوضع السياسي العام للدولة والوضع المعيشي للمواطنين وبالطبع هذا هو الدور الأخلاقي الذي ننتظره منهم لأنهم يمثلون الطبقة المستنيرة في المجتمع،ولا منة فيه ولا فضل فهو واجبهم تمليه عليهم ضمائرهم الحية قبل كل شي. ولقد كان للطرح الصحفي الجاد في السنوات الأخيرة أثره الكبير في إحداث نقلة نوعية لكثير من شرائح المجتمع مهتماً بقضاياهم ومدافعاً عنها، كما كان له الأثر المباشر في درء كثير من المشكلات التي تعصف بالوطن والمواطنين الذين ظلوا يعانون من شبح النظام رزحاً من الزمن ، حتى أصبح النظام يتلاعب في قوته وعزته ، وكرامته ونهضته كباقي الشعوب ، وما نلاحظه من سياسات اقتصادية عقيمة في وزن موازين الدولة وميزانياتها على حساب الشعب المغلوب على أمره . وهٌم دائماً يبررون سياساتهم بحجج فارغة ، بدأ من سياسات تحرير الاقتصاد ورفع الأسعار والخصخصة والتضخم ، مع العلم بأننا منذ ذلك التاريخ لم نتقدم خطوة واحدة للأمام والحال أسوأ من كنا عليه في السابق ( وتضخمنا الاقتصادي مشي في أبدانهم وخزائنهم ) أما ما يسمي بالتجارة العالمية (فحدث ولا حرج) هباء منثوراً، وإنما هي عصابات تمص دماء الغلابة في الخارج ، يجتمعون وينفضون من كثرة أعمالهم ومناسباتهم الخاصة ، وبنود الصرف مفتوحة لهم ووزارة الخارجية تعلم ذلك جيداً ، وأين ذهبت الخصخصة التي آمن بها مريدو النظام ومن خلالها تم بيع ممتلكات الشعب الناجحة ؟. وما هي الجهات التي أشترت ممتلكات الشعب لكي نري و نحكم بأن نشاطها الاستثماري مستمر وآخذ في النمو أكثر من إدارة الحكومة لها ، وما يصيب بلدنا من تردي في الخدمات الصحية والحياتية المهمة كالماء والكهرباء وغلاء المعيشة ، وسياسات التعليم وغيرها وتحكم النظام في كل شي ، ومآلات تقسيم الوطن إلي دولتين وربما إلا أربعة دول في المستقبل الغريب جداً ، وتدويل السودان مرة أخرى في المنابر العالمية المختلفة. وأن الأحرار في بلادي اليوم هم كالجنود المجهولين أشبههم بالشمعة التي تحرق نفسها لتضيء للآخرين ، وهذا هو الوصف الأنسب والأقرب لهم، ونناشد كافة أفراد الشعب الفتي في كل أصقاع السودان المختلفة ( الموظفين و العمال والطلاب والمزارعين والنساء والأطفال ) أن يثوروا على هذا النظام الفاشل ، والذي أودي بالبلد إلي قاع سحيق ، لا ندري ماذا يحل بنا إذا تقسم الوطن إلي دويلات صغيرة وهٌم يريدون ذلك ، لكي يفلتوا من عمائلهم السوداء لكن عدالة الشعب لهم بالمرصاد. جماهير شعبنا الأبي انظروا وتمعنوا في الثورات التي قامت بالدول العربية الأخرى ماذا حل بأنظمتهم ، إنها أنظمة خواء ، أنظمة الظلم والجبروت ونحن لا نعيش حالاً أفضل منهم بأي حال من الأحوال. وأن لشعبي رصيد وافر من الثورات والملاحم ،لا تخطئه عين، عندما يصحو لا تقف أمامه الجبال الرواسي العاتيات. لأنه معلم للبشرية جمعا. وهناك فئات كثيرة في مجتمعنا منهم الأطباء والقانونيين والشرفاء وفي كل المهن لم ينلهم التعب ولا الخدر ، وظلت أياديهم مبيضة وشريفة طيلة هذه الفترة التي ضل فيها الكثير في دهاليز النظام ، تجدهم يعملون كالنحل ليل نهار ، ودأبهم الدءوب هو عكس روح النضال الشريف لأبناء شعبهم حتى لا يكونوا عٌمي البصائر في تثبيت حق الدولة والمواطنة ، وهٌم يقتاتون من أجسادهم لنصرة هذا الشعب الفتي ، يلحق بهم الضرر تارة ، وأيادي الغدر والجهالة تمتد لهم أحياناً أخري ، ولكنهم مستميتون في أعمالهم يترفعون بعفتهم عن الضلال و سرقة ضمائرهم. أبناء شعبي الكرام ، تفاديا لأي محنة قادمة ،ودواعي الحيطة والحذر واجبة علينا، ولأني استشعر بأن ما يحل بنا أعظم ، لا نعلم إلي أين نتجه بحسب قراءاتنا للواقع والمنطق ، وإن عنت حكومتنا لا زال قائماً ، وسياسة ( التعويم ) التي يقوم بها النظام ، لا نعرف مبتغاة و قصده وما وراء تعنته ، وهٌم يريدوا أن يستأثروا بالبلاد وخيراتها وإدارتها دون النظر لشرائح المجتمع الأخرى ودون خلق دستور سوداني جديد نحفظ به من خلاله ما تبقي من وطن ، وأن يشارك فيه السودانيين بصدق وشفافية ، حتى ينعم بلدنا بالاستقرار والأمان، وإننا لا نغفل ما سرقه النظام وهربه للخارج ،ولكن بكل أسف إذا تعنت النظام ،سوف نرجع للدائرة المفرغة من جديد بسبب تلك الألاعيب الواهية وإبعاد مؤسسات الشعب عن (حقيقة التضليل) وسياسة ركوب الرأس والعنتريات سوف تفضي إلي مآلات سحيقة. و أن كبت جماح الرأي والعقل ليس يعني بأنك الأفضل والصائب أبداً ، وحكم الإنفراد هو ما قاد البلاد للانفصال . ولماذا يظهر النظام نفسه من خلال هذه النظرات الأحادية الضيقة ويضيع باقي الوطن ، لتغطية إخفاقاته ، ومداراة فساده ، وآجلاً أم عاجلاً سوف ستكون الغلبة لصوت الحق وخيار التعددية ، ويسترد الشعب كل ما نهب منه ولو بعد حين. ونرسل رسالتنا هذه إلي عقلاء النظام ، لحث البعض منهم في إشراك الآخرين معهم خاصة في مناقشة دستور البلاد الجديد بكل فروعه والعمل على وقف السيل من نهب الأموال العامة عينك عينك وفي وضح النهار ، حتى لا يصيب بلدنا الدمار أكثر من ذلك وتقع ( الفأس في الرأس ). وما دفعني بأن أكتب مقالي لما يحدث بالوطن من تداعيات كثيرة ومتنوعة ، والكثير من أبناء شعبي الشرفاء يعيشها و يعلمها بكل جوانحه وما يتعرض له الوطن من تقسيمات ودواعي انفصال جديدة هنا وهناك ، وعدم وضع دستور دائم يحترم أبنائه بكل تفاصيلهم وما نشاهده من تمنع النظام بكل عنجهية في طريقة ضبطه للأمور ، مما يقود البلاد إلي مشاكل لا يحمد عقباها.لذا أتوجه بمقالي هذا لكافة أبناء السودان باللحاق بالثورات العربية إذا ظل الحال كما هو عليه الآن. وأول الغيث قطرة ، وفي حقيقة الأمر غيثنا قد وصل ودياناً ودياراً كثيرة. يخادعون الناس وما يخدعون إلا أنفسهم . نشر بتاريخ 14-08-2011