[email protected] لم يكن يظن أكثر الناس تفائلا أن تثور بعض الشعوب العربية ضد حكوماتها المتغطرسة (و المتعودة دايما) على الإستبداد والقهر والقمع.. كان الجميع يظن الوضع يبقى على أو كما ما هو عليه الى أن يقضى الله تعالى أمرا كان مفعولا... وبفضل الله ونعمته ورزقه الذى يأتى من حيث لا يحتسب.. و لأن الثورة كالرزق للشعوب المستضعفة والمقهورة والمغلوب على أمرها إندلعت الشرارة من تونس الخضراء من البوعزيزى...تفاجأ الجميع بنجاح الثورة التونسية فتحمس البقية لمجاراة تونس.. فاندلعت ثورات فى اغلب البلدان العربية... لتهب رياح التغيير فى عالمنا العربى المترع بظلمات الظلم ونتن برائحة الفساد .. و سمى لاحقا بالربيع العربى تيمنا بأن فى هذا الربيع ستتفتح فيه أزهار الحرية لتفوح منها عطور الكرامة والمساواة والعدالة وتشرق معها شمس الديمقراطية .. وقد تحمسنا حماسا لما وظللنا نتابع بشغف جما اخبار هذه الثورات و وتفائلنا كل الخير بعد نجاح الثورة المصرية فى إسقاط الفرعون المأفون مبارك...و إنتفت نظرية المؤامرة .. تلك الشماعة التى ما فتئت الشعوب العربية تعلق عليها كل الاحداث التى تحدث .. وانضوت هذه النظرية فى كل التحليلات السابقة لمجريات الامور السياسية فى الشرق الاوسط والوطن العربى على وجه الخصوص .. فماجت الأخبار وكبتت الحقائق و التبس الحق بالباطل ...حتى ضعف التحليل والمنطق فى التفكير والثقة فى الذات مع قلة التقدير .. ولكن بعد وقوف ربيع الثورات كالحمار فى عقبات ثورتى اليمن وليبيا التى مازالت تراوح مكانها من 6 أشهر والتحرك العربى السلحفائى البطئ والدولى الثعبانى تجاه ثورة سوريا قادنى الى تفكير إلى أن نظرية المؤامرة قد حضرت متأخرة فى الربيع العربى ولبست ثوب نظرية أخرى وهى نظرية الإحتواء أو الالتفاف...لتدارك مايمكن والسيطرة على مسار هذه الثورات ونتائجها لتصب فى صالح... من خلال متابعتكم للأخبار.. ألم تروا وتشاهدوا كيف بدأت ثورتى اليمن وليبيا وترنح النظام اليمنى وكاد ان يسقط لولا تلقيه دعم قوى من بعض القوى الخارجية فما زاده هذا إلا صلفا وجبروتا... فبرغم أن على صالح بين الحياة والموت وخرج من بلده (كرت محروق) وظننا أنه (طار وغار) نجده ورقة لا يود أن يتجاوزها ممارسى لعبة نظرية المؤامرة والإلتفاف!!.. وشهدنا كيف بدأت الثورة فى ليبيا وإنتفت منها صفة الثورة السلمية تماما بعد فترة بسيطة جدا.. مع ان القمع الذى يحدث فى سوريا أكثر دموية و أفظع من الذى حدث فى ليبيا ومستمر منذ شهور.. ولكن نجد أن ثورة سوريا ما تزال تتخذ الطابع السلمى!!.. وكيف كان التحرك الدولى سريعا لمساعدة ثوار ليبيا وكيف نظم الثوار انفسهم سريعا بتكوين مجلس انتقالى!!.. مقارنة بسوريا وما نشهده من تباطأ وتلكأ عربى ودولى سويا... ودليل آخرعلى ان نظرية الالتفاف أو الإحتواء حاضرة هو ان بعد نجاح ثورتى تونس ومصر.. حيث كانت ثورات قومية تعانقت فيها كل الطوائف والتحمت فيها الجماهير بمختلف إختلافاتها و لولا ذلك لما نجحتا..نجد أن مسار الثورات السامى وهو السيرفى طريق بناء وطن حرية و كرامة وعدالة وطن ديمقراطى تم الإلتفاف عليه ايضا .. حيث إنزلقت الثورات فى أزقة الانتقام من شخصيات النظام السابق و تصارعت الاحزاب السياسية والمكايدة فيما بينها.. حتى انها فتحت حوارات مع دول خارجية.. وبعضها ليلقى الدعم.. وذلك لإستقطاب أكبر قاعدة شعبية للصعود السريع على اكتاف الثورة والوصول للسلطة أو سدة الحكم قبل تعافى الشعوب التام (أو يشم العافية) من غيبوبة إغتصاب الوطن بواسطة الحكم القمعى الاستبدادى الشمولى الذى تعرض له فى السنين الماضية و قبل الخروج من فترة نقاهته .. وذلك يؤكد مدى رخوة هذه التيارات فى مواقفها ومبادئها الوطنية من امريكا قد دنا عذابها للتحالف مع الشيطان نفسه فى سبيل الوصول للحكم.. وحتى اذا صعدت هذه التيارات لسدة الحكم نجدها سوف تنشطر وتتشظى وتبقى اكثر تعصبا لتتراشق وتتناحر وتتقاتل كما حدث فى الصومال.. لأنها تيارات متعصبة وليست ديمقراطية فى ذاتها فكيف لفاقد الشئ ان يبنى أمة... مع متابعتى لما يحدث والنظر الى حال هذا الربيع العربى يدب الإحباط الى نفسى كل يوم أكثر وتتأكد عندى نظرية الإلتفاف هذه ...و ما يزيد الطين بلة هو حال بلدى السودان و حوجته إلى ربيع خاص ..وذلك لأننا نود أن نشهد لحظة تاريخية حقيقية قبل أن نقول (لقد هرمنا) - وهو يشير الى شعر رأسه الأبيض ثلاث مرات-.. فهل هذا الربيع العربى منقوص بسبب نظرية الالتفاف أو الخيار والفقوس.. وسيؤول الى أن يصبح مطموس .. هل الربيع العربى مسرحية... ونحن (شعوب) شاهد ما شافش حاجة ..هل وهل؟ ... كل واحد ياخد (خررراية) من خيار وفقوس الربيع العربى المنقوص ..افيدونى برأيكم.. أو خلللوه...!!! نشر بتاريخ 16-08-2011