درجنا – عطاف محمد مختار مدير تحرير “السوداني" وشخصي- على زيارة الشيخ سيف الدين محمد احمد ابو العزائم شيخ الطريقة العزمية متى ما استطعنا الى ذلك سبيلا او عند ما تتيسر لنا اسباب الزيارة. عندما ندلف الى باحة مقر المشيخة العزمية بالديوم الشرقية بالخرطوم نخلع القابنا ووظائفنا وننظف دواخلنا من هموم الدنيا ومشاغل الحياة اليومية لننتقل بكلياتنا الى جو روحي نحتاجه في كل حين. مع حرص الشيخ سيف الدين ونحن على الابتعاد عن السياسة ودهاليزها ومكائدها في مثل هذه اللقاءات الروحية، إلا انها تفرض نفسها فرضا خاصة عندما يكون الحديث عن مستقبل الوطن والمواطنين في ظل التداعيات الحالية. الشيخ سيف الدين له موقف واضح من تسييس التصوف او محاولة الزج به في معترك السياسة ولكنه ظل يقول النصيحة سواء في اللقاءات المباشرة مع المسؤولين او من على منبر المسجد. امس الاول تشرفنا بالافطار معه وبعض ابناء الطريق ضمن الافطار المفتوح طوال ايام شهر رمضان الفضيل والذي تتنزل عليه الخيرات فلا ينقطع مدده المادي ولا المدد الروحي الذي نحرص على التزود منه كلما اتيحت لنا فرصة لمثل هذه اللقاءات مع الشيخ سيف الدين. فرضت الامور السياسية نفسها على هذا اللقاء عندما جاء الحديث عن تنامي التيارات الجهوية والقبلية التي باتت تهدد النسيج السوداني بل هددته بالفعل ولم يكن هناك مجال للفكاك من حبال السياسة التي تلتف حول اعناقنا وتدخل في جيوبنا وتهدد استقرارنا العام والخاص. ضمن افادته التي خصنا بها في هذا اللقاء العفوي الذي نجلس فيه اليه بكل جوارحنا لكي نتعرض لبعض النفحات العرفانية التي لاتبتعد كثيرا عن هموم الوطن والمواطنين؛ هذه المدرسة الصوفية التي نشأنا بين جنباتها وهي مثلها مثل الطرق الصوفية الاخرى التي تجمع بين (الدين والعجين)، قال الشيخ سيف الدين ان التجارب اثبتت ان السودان لا يمكن حكمه بحزب واحد وانما لابد من التراضي عل ثوابت قومية يجتمع عليها اهل السودان بمختلف الوان طيفهم السياسي وتوجهاتهم وجهاتهم بمشاركة ايجابية من الاخرين سياسيا وجهويا بلا وصاية او اكراه. جاء ذلك في معرض تخوفنا على مستقبل السودان في ظل تنامي الحركات الجهوية والقبلية وانتشار السلاح وسط المواطنين حتى في العاصمة القومية وكيف ان بعض حملة السلاح اصبحوا يتحدون به القانون. حرص الشيخ سيف الدين مجددا على تأكيد انه لا يتحدث من باب السياسة ولكنه يتحدث من باب النصيحة وانه لابد من تكثيف الجهود وتضافرها من اجل محاصرة ظاهرة العنف والقبلية المسيسة التي طفحت على سطح المجتمع نتيجة لغياب الحراك السياسي الفكري والبرامجي. ورمضان كريم.