لمشاهد الفطن والموسيقى المتمرس المتابع لبرامج تلفزيون السودان يلاحظ أشياء كثيرة: - 90 ٪ من الموسيقى التصويرية بلاستيك. بمعنى كل التوزيع المختص بالآلات من كمنجات، ساكس، درمس، فلوت، الخ تنفذه آلة واحدة هي الكيبورد أو الأرغن وذلك يوحي بأن العمل، دعونا نستعمل المصطلح الإنجليزي، لو بدجت، قد نفذ (بميزانية ضئيلة). - شعار الأخبار، أنت تسمع في منتصف الدعاية قطعة ناتجة بلا أدني شل من مونتاج الفيلم (تقطيع الفيلم بطريقة عشوائية). من المواضيع المهمة التي تعلمناها من مهنة الموسيقى والعمل في استديوهاتها بألمانيا، النظرة الفاحصة لتقنيات المادة الموسيقية، تكوينها، وضعها في قوالب لتسهيل استيعابها من قبل المشاهد، مدى ابداعية المادة المقدمة وما تقدمه من جديد في مجالها، إيجاد طرق لطيفة لتنفيذها ومنتجتها. للأسف طغت ألة الكيبورد أو الأرغن على معالم التقنيات الموسيقية وتعدديتها بالبلد. لماذا لا نستعمل الألات التقليدية كالبالمبو والربابة والكمنجات البحرأحمرية التي هي من قلب التراث لتنفيذ هذه الأعمال. لا سيما وأن بالسودان خيرة العازفين في كل المجالات ومعهد الموسيقى رغم امكانياته التعبانة قادر على حل هذه المعضلات. المشاهد للمسلسل المصري الرمضاني "مشرفة" يمكن أن يقارن ويمعن النظر ويجد في النهاية، أن كل الآلات حقيقية والتنفيذ على أيدي خيرة العازفين المصريين. بل تجد في اللحن تجديد يشدك إليه. الأسئلة التي تنتابنا هي: لماذا لا يستثمر التلفزيون في هذا الشأن والجدير ذكره أن الموضوع يتعلق بسمعته في كل أنحاء العالم؟ هل هناك مشكلة لتنفيذ الشعار ناهيك عن بقية المواد المتبقية عبر حفنة من خيرة عازفي السودان؟ لماذا لا نحاول أن ندعو، على سبيل المثال، حسن أحمودي بالعود أو حاتم مليجي بالإيقاعات ليعطي بعض النماذج؟ تعديل استراتيجية تلفزيون السودان في كثير من المجالات الإبداعية، سيما التنفيذ الموسيقي، يكون له، بلا جدال دور فعال في الرفع من ذوق المستمع السوداني وربطه بآفاق جديدة تعكس له إبداعية الصناعة على أيدي مهرة سودانيين وعلى آلات شعبية سودانية يمكننا أن نرفعها إلى درجة العالمية ومنها يمكن أن نحل مشكلة تذوق المستمع الغير سوداني لموسيقانا. بالتوفيق والنجاح!