دائرة العنف و الحرب المستعرة والدائرة رحاها – الآن – فى قلب و أطراف ولاية النيل الأزرق – بعد جنوب كردفان- هى حرب تعيسة – بكل المقاييس – وضد رغبة سكّان الإقليم و مدنييه ، الذين خبروا الحروب وعرفوا آثارها المدمّرة ، و ذاقوا طعم حصادها المر، ثمّ عاشوا لسنوات قليلة و ايّام معدودات " أحلام و آمال " السلام و الإستقرار النسبى الذى ساقته للبلاد رياح إتفاقية السلام الشامل . و كان مأمولاً إستكمال المرحلة بإنجاز وعد تحقيق " المشورة الشعبية " المطعونة و المذبوحة بسكّين المؤتمر الوطنى !. إنّها بإختصار حرب " محدودة " بلغة و مصطلحات علم السياسة و العلوم العسكرية الكلاسيكية الباردة . و لكنّها تمضى بسرعة جنونية فى اتجاه " الحرب الشاملة " ، ما لم تتكاتف إرادة كافة محبّى السلام فى الداخل و الخارج ، لوقف دورة العنف القادمة ، بكل السبل السلمية المتاحة . فالشعب يريد إيقاف الحرب. و للاسف فإنّ جلّ الأخبار المروية عن الحرب فى النيل الأزرق ، و المنقولة من مسارح العمليّات ، تعانى شحّاً و تعتيماّ ملحوظاً ، بسبب صعوبة الحصول و الوصول للمعلومات . و لغياب المصادر المستقلّة ، مضافاً إلى آثار و نتائج سياسات التعتيم و ( الإظلام ) الإعلامى الكامل ، الذى ظلّت تمارسه و تنتهجه و تفرضه على المشهد الإعلامى الدولة السودانية عشيّة ( تمكين ) أليات التمهيد لجهنّم الجمهورية الثانية !. لكل هذا ، ليس بمستغرب أن تتواصل و تتسارع خطوات سياسة " خنق " الصوت الحر و الرأى الآخر، عبر عودة الرقابة الأمنية القبلية و البعدية على الصحف السودانية المستقلّة و المعارضة . و ما مصادرة جهاز الأمن لصحيفتى ( الميدان ) و ( الجريدة ) يوم الأحد الرابع من سبتمبر الجارى- بعد الطبع - سوى مشهد قميىء بات مالوفاً – عطفاً على ما سبق – من مسلسل عودة الرقابة الأمنية على الصحافة السودانية !. فى مثل هذا المناخ الإعلامى " الهستيرى " ، ليس بمستغرب أبداً أن يخرج على الناس ( إتحاد الصحفيين السودانيين ) ببيانات " الإدانة " و " الشجب " و" الموالاة " و " التحريض " على الحرب و العنف و " تمكين " آليات القمع العسكرى والأمنى ضد الآخر و المختلف .وآخر " تجلّيات " و " آفات “ و " إفادات " إتحاد ( النعامة ) التصريح الصحفى المنشور بموقع ( سودانيس أون لاين ) عن وكالة الأنباء السعودية – واس – السبت 3 سبتمبر 2011 . و يقرأ النص المنشور كالآتى : (( " أدان الإتحاد العام للصحفيين السودانيين الإعتداءات على القوات المسلحة و المدنيين بالنيل الأزرق،داعياً الدولة إلى رد أى عدوان يستهدف السودان و النيل من قدراتها و مكتسباتها . و أفاد الإتحاد فى بيان له اليوم أنّ ما يسمّى بالحركة الشعبية – قطاع الشمال – إنّما هى مجرّد أداة لتفتيت الوطن يجب مواجهتها بالحسم اللازم .وأكّد الإتحاد أن أحداث جنوب كردفان و من بعدها النيل الأزرق تمثل رؤية واضحة لأجندة خارجية لا تريد الخير للسودان و أهله “)). ولأنّ " شرح الشعر، يفسده " لن نزيد. ونحتكم للمجتمع الصحفى و للقراء والشعب والتاريخ !. الوسومات: