الولايات المتحدةالأمريكية لقد تفطرت وتعفنت بل تسرطنت دولة الكيزان وتوزعت حواكيراً وضيعات. فهي إمارات وحوكيمات تحرسها مليشيات، وكل وزير يحتكم على أموال سايبات، لا مقطوعة ولا ممنوعة، فيغدقها لحاشيته وخاصته دون حساب. يسبحونه ويمجدونه ويتهافتون لبيته وقصره أفواجاً وأسراب. وفي غفلة العشرين الساحقات الماحقات، أستزور الخفير وتدكتر العوير، وتشيخ السفيه، و تدين الشيطان، بل تأمنج اللئيم و أؤتمن سر البلاد. وأصبح لكل وزير رعية وحاشية وحيران، وزرق مديد من الربويات. ومن لم يطبل أو يلتحق بالملمات، فمصيره الوقوع بين سندان الإقطاع وفوترة الإمارات والوزارات وكل التاءات، وقد يحال إلى بند معدومي الدخل وحيث لا محدوديات...! حيث أن كل الشعب السوداني محدودي الدخل...!!! (عدا المؤتمرجية) و بالتالي فالمسكين مفروضاً عليه إجتياز كل المقررات والإمتحانات. فلذا نجده تائهاً في بهيم ليل المعايش، ولا يدري عن مداره شيئاً (التفطرات والتسرطانات)، فشباك أنكبوت يومه، أقوى وأعتى من أن يدرك ما حوله. وقد عُلم بأن والي شمال دافور عثمان كبر، صار لديه من المستحببين المتملقين جيوشاً يقبلون الأيادي والأكف. وقد أصبحوا له أرحاماً وأنساب لزوم الإعاشات. ففي داره يؤدون الخمس صلوات، وكأنهم بحضرة المولى حيراناً وتواب. فتراهم ناصحون ومزودونه بالنشرات. سبحان الله فمن متى كان الكلب إماماً وأين يخفي تلكم الأنياب. فنهارهم بشرُ وعُباد وليلهم لا يعلمه سوى رب العباد. أما في الخرطوم فقد إختلف اللصوص، وأضاع على بابا القسطاط، وقد هز بيت العنكبوت صوت الحق والثورات. ففي عجالة من أمرهم وزعوها بيوتات وإثنيات وأنساب، وطلبوا الدعم من الخارج بإسم الدين والإستعراب، وعليه إمتلأت شوارع وأزقة الخرطوم بأشكال وأغراب فسكنوهم المجمعات والبنايات، ويحسبهم الناس طلاب علم أو تجارة أو زيارات. ولكنهم في الحقيقة مليشيات وفي سبات ولحين ميقات...!!! وظلوا يغدقون لهم الأموال ويرفلون في نعيم ورغد من العيش على حساب أهل البلاد وإلى حين مناد..! ولكن لا شك بأنهم أذكى من التضحية بأرواحهم في أناس يتزيلون قائمة الإستعراب، وهم ينعتونهم بأرذل منها، بل يحسبونهم مغفلين ولا يستحقون التضحيات. لكننا نقول لهم " نحن لا ولن نهاب المرتزقة، فالتاريخ نفسه لم يسجل لهم يوماً أي نجاحات، فهم عبيد المال، تفرقهم العصي وتجمعهم الدولارات، وحرصهم على الحياة أكبر من الممات. فلا يمكن أن يترك لهم كل ما سخر من مقدارت الشعب خلال العشرون العجاف، والتي كانت زيفاً ومفاسد وإنفلات. وما زال زبانية اللانظام يطلون على الفضائيات، وهم يلهجون بالقرآن والسنة وكأنهم يعملون الله، وليخدرون الناس ويسوفون بإسم الدين ما لم ينزل به كتاب. وحتى حواء تطل متبرجةً ومتشبهةً بالصحابيات (رضوان الله عليهن) قولاً وحديثاً، وهي أبعد عنهن فعلاً و فصلاً وخطاب. وكأن حكومتهم لم تقتل أو تغتصب أو تقصف أو تيتم أو ترمل. وقد قننت المفاسد والمظالم ومحاربة العباد. و فرضت الصمت على الناس، وجعلته ستراً وحجاب. فلذا نرى الناس حيارى وما هم بحيارى ولكن نسوا الله فذاقوا العذاب. ولكن يقيناً فإن الساعة آتية لا ريب وقد دنت ساعة الحساب. وكما قال أحدهم وكما أعتقد (مارتن لوثر كنج) "إن لم تك منحنياً فلا يمكن أن يركب أحداً على ظهرك"....!! وقد أنحنى الشعب السوداني عشرون ونيفاً، وهذا يكفي على ما أعتقد، وعليه لابد من النهوض والقذف بهذا الكابوس. فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا. فعلينا بأن نقف دعماً ومساندةً وبكل ما تيسر بجانب كل حركات المعارضة شرقاً و غرباً و جنوباً و شمالاً وفي الداخل و أياً كانت، وأن نشحذ همم كل الشعب السوداني الحر، للإطاحة بهذه الشرذمة وتخليص الوطن. ولنا عودة