اليوم تبدأ الخطوات العملية لتنفيذ اتفاقية سلام الدوحة بوصول وفد المقدمة برئاسة أحمد عبد الشافع نائب رئيس حركة التحرير والعدالة دكتور تجاني السيسي، ولا شك في أن الحركة تبدأ التنفيذ وهي تواجه تحديات كبيرة لكون مرحلة التنفيذ أثقل عليها من فترة الحرب، والكل يدرك صيف التنفيذ الحارق، وقيادات العمل المسلح في الجنوب والشرق والغرب خير شاهد على ذلك حينما تجرعت مرارة التنفيذ فهناك قيادات لم يتبق من اتفاقياتها إلا المواقع السلطوية ومنهم من ولى مدبراً متدثراً بسلاحه، وآخرين صبروا حد الرهق حتى أكتملت دورة اتفاقيتهم وفروا خارج أسوار الوطن. حركة التحرير والعدالة قد تكون حسنة الطالع إذا ما أحسنت القراءة في ملفات( كيفية تنفيذ الاتفاقيات السابقة) علها تجد الدروس والعبر لكونها أحوج ما تكون للعيش في حالة توازن يبعدها من داء الاضطراب السياسي، أي لا تجعل يدها مغلولة إلى عنقها في التعامل مع القوى السياسية التي تعيش خارج جلباب المؤتمر الوطني حتى لا يستفرد بها الوطني" إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية"، ولا تبسط يدها كل البسط حتى لا يدفع أهل دارفور فاتورة التشاكس ويفقدوا المكاسب التنموية في اتفاقية سلام الدوحة، وما بين هذا وذاك فهي بحاجة لأن تعيش في طور الموضوعية حتى تفلح في تأسيس حزب سياسي قد يشكل بديل للذين كفروا بمواعينهم السياسية من شدة اليأس والاحباط. جمعياً ندرك أن الحكومة راهنت على سلام الدوحة ولكن الرهان يحتاج إلى صدقية في الوفاء بمكاسب الاتفاقية، ونأمل أن لا يكون سلام الدوحة مزايدة سياسية تطفي جزءً من اللهب المستعر، لأن خطوات التراجع عن بنودها يعني بداية النهاية للرهان على عقلانية الساسة التي يحل محلها عنفوان العسكر. وفد المقدمة لتحرير والعدالة يضع أقدامه اليوم بعاصمة المركز(الخرطوم) لبداية مشوار طويل مع المركز ،مشوار يبدأ بتفاهمات ونتمنى أن ينتهي نهايات سعيدة ليست كما إنتهت إليه الحركة الشعبية في الشمال(الحرب) في مناطق القنابل الموقوته، الكرة في ملعب الحكومة لتثبت لأهل دارفور جديتها في طي ملف الازمة وإطفاء الحريق ، ومما لا شك فيه أن التعامل مع التحرير والعدالة بعيداً عن التشاكس سيشكل عربون يحفز الاخرين للركوب في قطار السلام. وفد حركة التحرير والعدالة عودا طيباً في وطن تقيحت جراحاته، مرحباً بكم في البلد الذي ينتظر الفرح بالتغيير والديمقراطية ويترقب تنفيذ قرار(مبدأ الحرية أول) . الجريدة نشر بتاريخ 07-09-2011