قولوا حسنا أولويات الثورات العربية محجوب عروة [email protected] مصدر اهتمامى الخاص بالثورات العربية ينبع من كونى فى غاية الحرص على نجاح هذه الثورات العظيمة التى أعادت لنا الروح والأمل ومن ثم ضرورة مساعدتها بالرأى لتستقر وتنجح ويزدهر نظامها المدنى الديمقراطى فتتمتع شعوبها بالحرية والعيش الكريم واستقلال ارادتها الوطنية. كما أرى أنه من الضرورى بمكان أن تؤكد تأكيدا قاطعا بأن النظام الديمقراطى هو أفضل وأكثر كفاءة وانجازا من النظام السلطوى الديكتاتورى الشمولى فكم تعبنا لنقنع الناس بذلك خلال الخمسين عاما الماضية على المستوى السودانى والعربى والأسلامى والأفريقى بل العالم ،ذلك أن كثيرا من الأنظمة الديمقراطية خاصة التى جاءت بعد ثورات فشلت فى تكريس الممارسة الديمقراطية لسبب وآخر فكان ذلك فرصة فى لقفز بعض المغامرين المتربصين وبعض القوى السياسية التى تريد الهيمنة وفشلت فى اقناع الناس وكسبهم من خلال المجتمع الحر الديمقراطى لتستولى على السلطة بليل ثم تقوم ببعض الأنجازات المادية الظاهرة وتقوم بغسل عقول البسطاء من خلال السيطرة الأعلامية بأنها الأفضل من النظام الديمقراطى!! لذلك أقول أن على القوى التى تؤمن بالحرية والديمقراطية وكرامة الأنسان والحكم الرشيد والتبادل السلمى للسلطة أن تضع أولوياتها بشكل صحيح وألآ تستدرج بواسطة القوى الكارهة للديمقراطية لتنسف الأستقرار فتقول للناس أرأيتم كيف أن النظام السلطوى السابق هو أفضل لكم من هذه الفوضى؟ بل اننى على يقين تام بأن ما يحدث من حراك وتفاعل سياسى عقب الثورات هو أمر طبيعى حدث فى كل ثورات العالم التى أنتجت أنظمة ديمقراطية كفرنسا الثورة وأمريكا قبل قرنين وقبلهما بريطانيا وغيرهما، ولا شك عندى أنه بسبب القبضة الحديدية للأنظمة الديكتاتورية وحكم الطغاة التى قامت الشعوب ضدها أنتجت هذه الفوضى ولدينا أمثلة كثيرة فى العراق حيث حكمها الطاغية المستبد الدموى صدام حسين طويلا بالحديد والنار وأجهزة الأستخبارات فأدخل بلاده فى مغامرات طائشة مثل بدء عدوانه و حربه على ايران الثورة بتمزيق اتفاقية الجزائر ومحاولة ضرب الثورة فى مهدها لأنه فى حقيقة الأمر كان يريد ارضاء الأمريكان و أن يقنعهم بأنه الشخص المناسب ليكون شر طى المنطقة وفزاعة لهم فى مواجهة أى محاولة لأستقلال القرار لدول الخليج حتى لاتخرج من بيت الطاعة الأمريكى وقد كان ذلك ظاهرا عندما وقع فى مصيدة السفيرة الأمريكية استدرجته لغزو الكويت كى يعطى امريكا حجة للتواجد فى المنطقة وهى التى طالما أرادت غطاءا سياسيا منذ عهد كارتر للسيطرة والتواجد العسكرى المباشر لتفرض سيادتها على المنطقة فأعطاها الطاغية صدام ذلك الغطاء. وهذا القذافى وقبله سياد برى ومن قبلهم الرئيس حافظ الأسد الأب والطالبان وربما تنظيم القاعدة وكل الحكام والأنظمة العربية الديكتاتورية التى سيطرت على محيط اسرائيل فحققت لها الأمان فجعلتها تتفرغ للفلسطينيين وانتفاضاتهم. ان القوى والحركات الأسلامية قد قامت بدور مشهود فى ربيع الثورات العربية الحالية ولذلك يتعين عليها أن تمارس أقصى درجات الحذر والذكاء كى لا تنتكس هذه الثورات فتصبح مثل طالبان وقبلها ىتنظيمات المجاهدين الأفغان الذين حرروا أفغانستان من الأستعمار السوفياتى بل ساهموا فى سقوطه ولكنهم عجزوا عن ممارسة الحكم الرشيد وتكريس نظام ديمقراطى يتبادلون فيه السلطة سلميا فأعطوا الفرصة لظلامية الطالبان ليفرضوا سيطرتهم وأفكارهم الخاطئة عنى الأسلام وهو منهم براء فكان ذلك مبررا للهيمنة الدولية أيضا. يتعين على هذه الحركات ألا تنساق وراء الأفكار الدينية المتطرفة وتزايد على الأسلام وأن تعمل على ممارسة فقه الأولويات الذى يرتب الأهم فالمهم ولا شك أن أهم شئ الآن هو الأستقرار وتكريس الديمقراطية والتواصل مع الآخر الوطنى والأنسانى والأتفاق على القواسم المشتركة والحد الأدنى الذى يحقق كل ذلك. ولهم فى التجربة االتركية النموذج المناسب. يجب عليهم ألا يستعجلوا بالسيطرة فالقرآن نزل متفرقا ولم ينزل دفعة واحدة وفى ذلك حكمة بالغة. نشر بتاريخ 11-09-2011