تراسيم.. حرب الآنسة لينا!! عبد الباقي الظافر لينا مالك عقار تحكي قصتها.. أبصرت لينا النور والموت يخطف والدتها.. ولما شبت عن الطوق وأصبحت في عمر الصبايا كان والدها يختار طريق الحرب.. سبعة عشر عاماً ولم ترَ لينا والدها المحارب ثم الوالي إلا نحو ثلاث مرات.. الآن يتخذ الجنرال العجوز خطوة نحو الصدام وربما لا يرى كريمته أبداً.. حتى المنزل الذي يؤويها والعربة التي تقضي بها حوائجها والوظيفة التي تقتات منها كل ذلك يمكن أن تزروه رياح الحرب العاتية.. هذه المشاهد تؤكد أن الحرب كريهة.. لا يصفق لها إلا رواد السينما والمجانين. رغم قتامة الأجواء وارتفاع طبول الحرب إلا أن نسمة سلام باردة ربما تكون في الأفق.. البرلمان الآن على مسؤولية نائب رئيسه هجو قسم السيد يرحب باستقالة أعضائه الكرام الذين وجدوا تفويضاً من الشعب باسم الحركة الشعبية.. وبعض من النواب يستجيب للاستفزاز ويترك البرلمان بما حمل.. وأغلب الظن أن مثل هذا النائب الغاضب سيكون مشروع مقاتل. بمعنى أن نائب رئيس البرلمان يدعم المجهود الحربي لأعدائه من حيث لا يحتسب. مجلس شؤون الأحزاب يوفي بسهمه في مسيرة التصعيد الحربي.. المجلس الموقر يصدر بياناً يلتمس فيه من بعض الأحزاب أن توقف نشاطها.. والمجلس لم يكن يملك وقتها النصاب القانوني الذي يتيح له إقامة الصلاة دعك عن أدائها. مولانا القاضي أحمد هرون كان حكيماً وهو يتجاهل نداء مجلس تنظيم الأحزاب ويوجه رقاع الدعوة لنواب الحركة الشعبية الذين يمثلون أكثر من 45% من الوزن البرلماني.. وكان من المفترض أن يلبي النواب تلك الدعوة.. لأنهم يملكون تفويضا مباشرا من الشعب. ..الأستاذ علي عثمان النائب الأول عاد إلى الواقعية التي عرف بها.. في ثنايا خطابه الجامع أمام نواب المجلس التشريعي بجنوب كردفان فتح باب السلام على مصراعيه.. معلناً العفو إلا لمن أبى.. منادياً الذين استجابوا لصوت الحرب بالعودة إلى وطنهم.. صحيح أن هذه الدعوة تصادم إعلانه السابق بالنيل الأزرق الذي توعد بسد المنافذ أمام الحركة الشعبية في تلك البقاع.. ولكن الذين يعرفون بعد نظر شيخ علي يدركون أن السلام هو جلبابه الحقيقي. شواهد السلام تحركت من الأقوال إلى الأفعال.. السودان وجنوبه يتجهان لفتح الحدود وإنشاء معابر جمركية.. جوباوالخرطوم يتباحثان على شراكة حقيقية في النفط العابر.. والرئيس سلفاكير بعد أن أبعد المشاغبين من الجهاز التنفيذي يرتب لزيارة الخرطوم. الاتجاه نحو السلام كلفته أقل.. السلام الذي يتمدد على المصالح المشتركة فعاليته أطول.. رغم دخان الحرب المتصاعد والاتهامات التي ملأت الآفاق لم يتجرأ أي سياسي لإغلاق خط الأنابيب الناقل للنفط من الجنوب إلى الشمال.. مثل ذلك القرار كان يعني الانتحار للدولتين. بإمكان الشمال والجنوب أن يخلقا شراكة حقيقية إن صدقت النوايا وقدم الطرفان تنازلات لصالح بنك تنمية العلاقات الشعبية التيار نشر بتاريخ 21-09-2011