[email protected] الثقافة تعني صقل النفس و المنطق و الفطانة و تُسهم الثقافة في الرُقي الفكري و الأدبي و الإجتماعي للأفراد و الجماعات و تعتبر الثقافة نظرية في السلوك تتضمن المعارف و العقائد و الفنون و الأخلاق و القوانين و العادات و الفن ضرورة حياتية مثله مثل الماء و الطعام لهذا يعتبر الفن لُغة يستخدمها الإنسان ليعرض بها القضايا المختلفة ثم يبحث من خلال ذلك العرض عن الحلول و المعالجات و النصائح . و الفنان مُبتكر و يُعتبر من الأذكياء لتميزه بالخيال الواسع و لهذا فهو داعم للحضارة و التطوير . تشكلت ملامح الثقافة السودانية الحديثة إبان دولة الفونج حيث أثرت التحولات السياسية و الإجتماعية فيها على الثقافة السودانية و ظلت مسألة التشكُل هذه تتطور إلا أن بدأت كلية غُردون بتخريج طلابها الَذين ساهم الشعراء و الكُتاب منهم في تكوين الصالونات الأدبية و الثقافية التي أثرت بشكل كبير في مسيرة الثقافة السودانية و عند الحديث عن الهوية يجب مراعاة كل ذلك إضافة إلى التمسك بمبدأ ( إمتلك ثقافة لتمتلك هوية ) . نذكر ذلك لنُشير إلى واحدة من الآثار السالبة الناتجة من إنشطار دولة السودان إلى دولتين بعد التاسع من يوليو الفائت و السلبية التي نعنيها تتجسد في قضية الطلاب و الأساتذة الشماليين الَذين كانوا يدرسون أو يعملون بالجامعات الجنوبية ( جوبا - بحر الغزال – أعالي النيل ) . فنجد أن القائمين على أمر التعليم العالي أنشأوا جامعة بديلة أسموها جامعة بحري بمنطقة أُم القُرى ( معهد ود المقبول للمياه - سابقاَ ) تقوم فلسفتها على دمج كل طلاب الجامعات الثلاث في جامعة واحدة في محاولة لتوفيق أوضاع الدارسين و العاملين بالجامعات الجنوبية بإستيعابهم فيها . و بعد إجازة قانون جامعة بحري بدأت إمتحانات الملاحق و البدائل فيها في يوم 19 سبتمبر الجاري و من المقرر أن تبدأ الدراسة في كل الكليات في التاسع من أكتوبر القادم و هُنا لابد من الوقوف على الواقعة التي وقعت و هي أن جامعة بحري البديلة تضُم ( 11 ) كلية هي : كلية الإقتصاد و الدراسات الإجتماعية ، كلية التربية ، كلية الآداب ، كلية الهندسة، كلية العلوم الإدارية ، كلية الطب ،كلية القانون ، كلية العلوم الصحية ، كلية الحاسوب ، كلية البيطرة و كلية الموارد و الدراسات الطبيعية .. و نلاحظ هُنا غياب كلية الفنون و الموسيقى و الدراما ضمن الكليات المكونة لجامعة بحري البديلة علماَ بأن هذه الكلية أُنشئت بجامعة جوبا منذ عام 2002 م و لأهمية الثقافة و الفنون فمن المعروف أن الجامعات و المعاهد المتخصصة تلعب دوراَ أساسياَ في تطوير تلك الفنون فهل جامعة بحري البديلة تعمل على عكس ذلك بإقصائها للفنون بدلاَ عن الإهتمام بها و تطويرها و من المعروف أيضاَ أن الدول المتقدمة و حتى النامية و غير النامية تهتم بهذا الجانب و تُشكل له وزارات لتقوم برعاية الثقافة و الفنون و الشباب و الغريب أن الحكومة الجاثمة على صدر البلاد و التي أجازت قانون جامعة بحري بها وزارة إتحادية من شاكلة هذه الوزارات و لديها وزارات مماثلة في الولايات المختلفة منوط بها تغذية و رفد الثقافة السودانية ! . و رغم أن الإنسان بدأ ممارسة الفن قبل 30 ألف عام إلا أن عُلماء إدارة التعليم العالي يُريدون تذويبه و محوه ! فهل ينجحون ؟ و ما هو دور التنظيمات و المنظمات و الشخصيات الناشطة و المهتمة في التصدي لذلك المُخطط و إفشاله ؟ . نشر بتاريخ 25-09-2011