نوارة أبو محمد تقف على الأوضاع الأمنية بولاية سنار وتزور جامعة سنار    إبراهيم جابر يطمئن على موقف الإمداد الدوائى بالبلاد    قبائل وأحزاب سياسية خسرت بإتباع مشروع آل دقلو    النصر الشعديناب يعيد قيد أبرز نجومه ويدعم صفوفه استعداداً للموسم الجديد بالدامر    المريخ يواجه البوليس الرواندي وديا    ريجي كامب وتهئية العوامل النفسية والمعنوية لمعركة الجاموس…    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    فاجعة في السودان    ما حقيقة وصول الميليشيا محيط القيادة العامة بالفاشر؟..مصدر عسكري يوضّح    "المصباح" يكشف عن تطوّر مثير بشأن قيادات الميليشيا    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخارجية: رئيس الوزراء يعود للبلاد بعد تجاوز وعكة صحية خلال زيارته للسعودية    الأمر لا يتعلق بالإسلاميين أو الشيوعيين أو غيرهم    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التعايش السلمي
نشر في سودانيات يوم 29 - 09 - 2011


[email protected]
اتفق كل من الأسد , والنمر , والذئب , وآدمي ..! والثعلب ؛ على تأسيس عصبة تجمع شملهم في منظومة خاصة ,تؤمن لهم تكافلاً وتكاتفاً في إطار مبادئ يُتفق عليها ,ومصالح مشتركة تضمن لهم التناغم والانسجام , وبالتالي إلى التعايش السلمي والاستقرار . في أول لقاء جمع بينهم, تم نقاش مستفيض حول إستراتجية التي تؤمن التعايش السلمي المقترح . بالإضافة إلى آليات فض النزاع و رأب الصدع وتسوية القضايا والخلافات التي تحدث من وقت لآخر بطبيعة الحال , وحرصوا على أن يقدم كل عضو في العصبة مرئياته حول لائحة تنظيم العمل الداخلي وضبط السلوك , وأكدوا على مراعاة التباين والاختلاف التفاوت فيما بينهم ..!واحترام الخصوصية المميزة لكل عضو , مع الاعتبار الخلفيات الاجتماعية والعرقية والثقافية ,لكل فرد في العصبة , في هذا الصدد, أدلى كل عضو برأيه بصراحة ووضوح كالتالي :
قال الأسد : بحكم إرثي الملكي التاريخي وحقي الأدبي بعُرف التاريخ والجغرافيا " بالإشارة إلى الغابة هنا " ومقامي المعتبر عبر التاريخ بين الحيوانات ,لا يسمح لي أن أتقبل الأوامر بأي حال من الأحوال , ولا أقبل أن أكون مرءوساً أو خاضعاً لإدارة أي حيوان آخر غير بني جنسي "الأسد" مهما كانت الظروف , هذا من باب الحفاظ على الإرث التاريخي والحق الأدبي المتعارف عليه محلياً ودولياً ..!هناك ملحوظة مهمة ..! نحن معشر الأسود ,جبلتنا في المواجهة النصر..لا شيء غير النصر ..! لا نفر ولا ننسحب من المواجهة - المعركة - مهما كانت المجازفة , ربما تعرّض مثل هذه المخاطرة أنفس البعض منكم للتهلكة ..!هذه للمعلومية الجميع , وأشكركم على حسن الاستماع .
قال الذئب : ليس لدي الكثير لأقول لكم , ولكن أنا شخصياً ابغض: التحقيقات ,والوصايا ..! البعض يروق لهم السؤال الغير والتدقيق في خصوصياتهم ..!على سبيل المثال :, إلى أين يا ذئب ..!؟ أو من أين يا ذئب ..!؟ مثل هذه الأسئلة وغيرها, أعتبرها درب من سفاهة أو تدخل سافر في شئون الغير , ليس لدينا وقت لمثل هذه السفاسف
"استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان ,فان كل ذي نعمة محسود " ليس بالضرورة يعرف الجميع ما نعمله أو ما نخطط له ..! ضع الأمور في طي الكتمان حتى حين..! هذه ليست انتهازية ولا مكر..! ,بل هذا حق مشروع في الدفاع عن الخصوصية , وحفظ النفس وتأمين الصيد. "انتهى كلامه ".
قال النمر : اولاً نحن معشر النمور لا نحب الزحمة والضوضاء , ولا نحب من يراقب تحركاتنا أو يتطفل على حياتنا وخصوصياتنا , فليتركنا الجميع في حالنا..! , ثانياً : يعتقد الكثيرون إننا من فصيلة القطط البرية ..!, حتى لو فرضنا ذلك جدلاً, لا أحد يستطيع أن ينسبنا إلى القطط بهذه البساطة ..!نحن لا علاقة لنا بالقطط البتة , الأليفة منها والبرية ..!نحن نمور الغاب لنا هيبتنا ومكانتنا بين الورى, وهذه لمعلومية الجميع . رغم إني قبلت العيش معكم في العصبة إلا أن الخصوصيتي المذكورة أعلاه "خط أحمر"..! أريد ان أكون بعيداً عن المراقبة " out of sight " هذا من حقي ,قد يعتقد البعض هذا درب من الوحشة والغربة ..! ولكن بنسبة لي فلسفة حياة , هذا لا يعني أن أكون بعيداً عن العصبة طوال الليل والنهار.! سوف تجدوني إلى جواركم وقت ما تحتاجوني . إذا ما وافقتم بشرطي هذا, فأنا معكم في العصبة إلى الأبد ,.
قال البشري : قد لا يخفى عليكم التباين والتفاوت الظاهر بيني وبينكم ككائن بشري , هذا لا يضير ما دام ما اتفقنا سلفاً على احترام الخصوصية المميزة للأعضاء في لائحة تنظيم العصبة , وقد تختلف وتتباين الشروط والتحفظات العضوية وفقاً لتباين والتفاوت بين أعضاء المجموعة بطبيعة الحال ,وبالتالي لا غرابة في أي شرط من الشروط العضوية .. أنا كائن بشري - آدمي- لدي بعض التحفظات الطفيفة فيما يتعلق بتصريحات العضو المحترم "الأسد" عندما صرح أنه لا يخضع لإدارة أحد غير بني جنسه..! , أنا أخشى أن يتعارض هذا إلى حد ما مع مبادئ الديمقراطية وإرادة الفرد في اختيار ما يراه مناسباً وبالتالي مع الإستراتيجية أمن العصبة مستقبلاً ..! مع ذلك أنا أتفهم موقف العضو المحترم من ارثه التاريخي وحقه الأدبي , أما شرطي الوحيد من ناحيتي : أنا ابغض الأسئلة الاستفسارية مثل .كيف ..لماذا ..ولما .؟ مثل هذه الاستفهاميات أو الاستفسارات وغيرها لا أريد أن اسمعها ..! بما إننا مختلفون ومتفاوتون نسبياً ونوعياً ,فإن قدراتنا وأداؤنا تختلف وفقاً لذلك بلا ريب.. ! لا أحد يشك في قدرات الآدميين وانتم تعلمون ذلك ..! ربما تفاجؤن بأشياء خارج المألوف أحيانا , ولكن هذه من عبقرية البشر ..! " رغم ضعف الحواس عند كائن البشري بالمقارنة مع بقية الحيوانات مثلكم , ونعومة البنية الفيزيائية للبشر إلا ان البشري يتميز بقدرات عقلية جبارة , وعبقرية في التفكير والتخطيط يفوق تصوركم يا معشر الحيوانات..! انتهى حديث الآدمي ".
كان الثعلب يستمع إلى حديث "الآدمي" باهتمام بالغ , حالما ختم الآدمي حديثه انسحب الثعلب من الاجتماع , بدون سابق إخطار..!, ولم يدلي برأيه في النقاش ..! ولم يقدم مرئياته في كيفية تنظيم العصبة ولم يتحفظ أو يعترض على رؤية أي فرد في الحوار ..! فلذا عبر الجميع عن استيائهم من تصرف الثعلب ورفع الأسد الجلسة حتى إشعار آخر.
في اجتماع طارئ دعا إليه الأسد , سئل الثعلب عن انسحابه المفاجئ من الاجتماع دون سابق إخطار ..! وعن رأيه فيما يخص هيئة العصبة وما تم من مداولات ومرئيات حولها . رحب الثعلب بالفكرة, وشكر الجميع بالمجهود الذي بذلوه في سبيل عمل يعتبره الجميع تكاملي واستراتيجي ومستقبلي يهم الكل , وطمأن الحضور بأنه يبذل كل ما في وسعه من اجل إثراء العمل الجماعي وترقيته , لكنه استدرك قائلاً :
من السابق لأوانه إعلان العضوية في الوقت الراهن..!,إننا في حاجة إلى وقت كافي قبل الانضمام إلى العصبة , لأسباب كثيرة لا يتسع الوقت لحصرها في هذه العجالة , على سبيل المثال هناك فقرات أو عبارات وردت في لائحة التنظيم عمل العصبة لم تأخذ كفايتها من النقاش , - ارث تاريخي , - حق أدبي أو معنوي , - "خط أحمر ", أشياء خارج المألوف "– عبقرية البشر": مثل هذه العبارات وغيرها تحتاج إلى توضيح أكثر, أنا بطبعي أحب الوضوح والشفافية في كل شيء , لغة اللوائح والقانون والمعاهدات والاتفاقيات يجب ان تكون واضحة المعالم ومحددة المعاني والمدلولات ..!, ثم أن شروط العضوية بهذه الطريقة تفتح الباب على مصراعيه لكل من هب ودب ..ويدعي انه عضو في العصبة دون ادني مسئولية اتجاهها ..! رغم ذلك أنا التمس من عصبتكم الموقرة الاكتفاء بعضوية رمزية أو فخرية حتى تكتمل الترتيبات اللازمة للعضوية الكاملة..!, لكم فائق شكرنا وتقديرنا.
بناءً على تحفظات الثعلب اتفق الجميع على مراجعة "الشروط - شروط العضوية - , بحيث يقدم كل عضو الحد الأدنى للسقف المطلوب ,حتى يتمكن الجميع من التوفيق بين الشروط والواقع الماثل ,لترضية الذوق العام , وفسح المجال لرؤية توافقية ..! واتفقوا على إبداء المرونة الكافية بقدر الإمكان من اجل توحيد الرؤى التوافقية المطلوبة . بهذه المناسبة لمّح الأسد بأنه على استعداد تام لتقديم تنازلات مؤلمة من أجل الوفاق ..!, لم ولن يكون سبباً في إفشال العصبة ,أما بخصوص الممانعة وإخضاعه تحت إدارة حيوان آخر غير بني جنسه " وضح الأسد موقفه قائلاً: يبدوا أن البعض قد أساء الفهم , نحن لا نمانع أن يشاركنا الآخرون في إدارة شئون العصبة , بمعنى تقسيم السلطة الإدارية وتقصير الظل الإداري المركزي ..! ويكون للآخرين حق المشاركة في صنع القرار.! أما النمر قال انه لا يتراجع عن موقفة قيد أنملة , ولكنه يراجع النصوص الواردة في اللائحة ,عدا الخصوصية المميزة " الخط الأحمر"المنفعة للجمع إلا فلا اتفاق..!
وتحدث الذئب معلقاً على الحوار المتداول , :أراكم تعطونا الموضوع أهمية أكثر من لازم ..! الأمر ابسط من هذا ..! يقول المثل " صادق حتى الذئاب المهم ان يكون فأسك مستعداً ..!" الأمر ليس في حاجة إلى شروط ولا خصوصيات ولا خطوط حمر ولا يحزنون ..!, نحن أبناء منطقة واحدة يعرف بعضنا البعض جيداً ,كل يعرف نفسه وقدراته وحدوده ,هناك علاقات فيما بيننا سلفاً , ليس هناك ما يدعو للقلق, اتركوا الأمور تسير على طبيعتها, لا أرى ضرورة لكل هذه زوبعة ,!قاطعه الآدمي قائلاً : لا يا ذئب , علاقاتنا القديمة ليست سوية , كانت علاقة تسودها الهمجية وشريعة الغاب ..!القوي منا يأكل الضعيف , نسئ الجوار , ونغدر الغافل , حياة مليئة بالمخاطر , كل هدف محتمل ..! تسود فيها النهب والسلب والقتل , ما نصبو إليه الآن يختلف تماماً عما كنا عليها من قبل , نحن ندعو إلى الفضيلة إلى عصبة القانون والعدالة والإخاء والمساواة " حلم المدينة الفاضلة" , لا أحد فوق القانون . انتهى عهد الفوضى والظلم .فيما يتعلق بمراجعة شروط العضوية , أنا اتفق معكم , يجب المرونة في التعامل مع النصوص , ليس هناك نص مقدس في العهود والمواثيق والاتفاقيات , اختلال توازن القوى, والظروف الموضوعية, والمصلحة العامة تقتضي تغير المواقف احياناً" Circumstances might alter cases, but circumstances can never alter principles ..!, كل شيء قابل للنقاش والتجديد والتجويد والتعديل مع الحفاظ على المبادئ والخصوصية المميزة للفرد في العصبة ..! .
بخصوص عضوية الثعلب في العصبة ,التقى الثعلب مع المجموعة في اجتماع طارئ في غياب الآدمي لأمر هام ..!, في هذا الاجتماع وضح الثعلب موقفه من العصبة بصراحة ووضوح , أنه- أي الثعلب - لا ينضم إلى عصبة فيها أعضاء آدميين..! , ذلك أن للآدميين خصائص وصفات جد مختلف عن صفات الحيوانات مثلهم , هذا التباين والاختلاف يحول دون التعايش السلمي بينهم من دون أدنى شك , يقول الثعلب : مهما نجتهد ونسدد ونقارب لا نستطيع من تطويع أو تغير سلوك الآدميين لتتماشى مع مزاجنا وسلوكنا أو طريقتنا في العيش .! هناك بون شاسع بين طريقتنا في الحياة , وما يسمونها ثقافة أو فلسفة حياة أو ما إلى ذلك , نحن معشر الحيوانات لا نستطيع مواكبة الآدميين .
أشاد الأسد بموقف الثعلب , وقال معقباً على حديثه :حرية الرأي هو جوهر الديمقراطية نحن نحترم رأيك , ونقدر لك النصيحة الغالية التي قدمت لنا , ولكن نحن التزمنا مبدئياً مع الآدمي في تأسيس العصبة التي جمعت شتاتنا , وحشدت جهودنا ,من أجل إستراتيجية شاملة تحمي مصالحنا وتؤمن مستقبل زاهر لأجيالنا ..! ومن ناحية أخرى ليس من الوجاهة التنصل من ميثاق تم الموافقة عليه , بكامل الأهلية القانونية والشخصية الاعتبارية , هناك أعراف دبلوماسية ومبادئ أخلاقية تفرض علينا احترام العهود والمواثيق ..! إلى هنا اقتنع الثعلب تماماً من عدم جدوى مسعاه في التغير أو التعديل ما تم بخصوص العصبة مع الآدمي , فلذا قرر التخلي عن العصبة نهائيا.
اكتملت الترتيبات اللازمة لتكوين العصبة , وتم توزيع المهام , وعلم كل عضو مسئوليته ومهامه , فبدأت الأمور تسير بطريقة سلسة , والثعلب يراقب الوضع عن كثب..! ,مسكنه بالقرب من مسكن العصبة ولكن بينهم حجاب ..!. كان من ضمن مسئولية العضو في العصبة , عليه التكفل بإطعام جميع الأعضاء العصبة يوم في الأسبوع بصيد يأتي به - دورياً - هكذا , لكل حسب طاقته وقدرته . صاد الذئب أيل بري أكلوه ..!, وأتى النمر بغزال استحسنوا لحمه , افترس الأسد حماراً وحشياً, أكلوا حتى التخمة , إلا الآدمي عف عن تناول الوجبة وتعلل باضطرابات معوية .. ! . أما الآدمي فقنص زرافة ..! , وسط ذهول وعدم الارتياح من الجميع ..لاسيما الأسد , أخذته الغيرة ..! كيف لآدمي ضعيف البنية مثل هذا الذي أراه أن يقنص حيوان مثل الزرافة ..!؟ حتى الأسود لا يستطيعون ذلك إلا بشق الأنفس ..! هناك شيء خفي أو لغز غامض..! يجب معرفة الحقيقة , نعم الحقيقة وراء اللغز ..هكذا فكر الأسد ومن معه .في المساء وفي جلسة أشبه بمحضر التحقيق والاستجواب ,سأل الأسد الآدمي سؤال مباشر :
- كيف تمكنت من قنص الزرافة ..!؟
قال الآدمي: , قبل الإجابة على سؤالك ,لا تنسى أننا اتفقنا على لوائح وشروط لتنظيم العمل كمجموعة لكي نعمل في "اوركسترا واحدة " (orchestra ) من غير تناقض أو نشاز هذه واحدة , ثانياً: لقد قدمت مرئياتي وشروطي قبل انضمامي للعصبة مثل بقية الأعضاء تماماً, وتراضينا واتفقنا على احترام التفاوت والتباين ما بيننا ..! وكان شرطي الوحيد هو إني ابغض الأسئلة الاستفسارية أو الاستفهامية مثل , كيف .., لماذا ..ولما.. والخ.. وقد تم الموافقة على مرئياتي وشرطي بإجماع من طرفكم دون اعتراض أو تحفظ ..!وأنت الآن تسألني كيف ..!!؟ هذا خرق فاضح للاتفاقية لا يمكن تحمله ..! مع أني وضحت لكم سلفاً أن للآدميين قدرات خارقة وعبقرية يفوق تصوركم..! , بفضل التفوق العرقي والحضاري على كثير من الحيوانات..! , وعملية قنص الزرافة هي إحدى مفاجآت التفاوت..! فترقبوا المزيد ..! 0
قال الأسد : أرجو أن يفهم سؤالي في سياق الاستيضاح للشفافية ,هذا ليس خرق أو نقض للائحة كما يزعم العضو المحترم , أنا التمس من الآدمي ان يعطينا تفسيراً موضوعياً للموقف , نحن لا نطلب أكثر من ذلك ..! إذا تركنا الأمور هكذا دون أدني اعتبار لما يحصل حولنا , هذا يشكل خطراً على حياتنا , والمثل يقول :" تجنب من لا يؤمن بالخطر فإنه هو الخطر " التواضع أمام المخاطر هو نوع من التهاون , فلذا يجب أن توضح استفسارنا في إطار الشفافية ومراقبة الأداء بصفتك عضو في العصبة . وأضاف النمر قائلاً : نعم نحن نوافقه الرأي , قد تطابق وجهة نظرنا معه تماماً , لا يمكن ان نترك مثل هذا الحدث يمر هكذا من دون معرفة تفاصيل ما حدث , ثم أن مراجعة شروط العضوية عند الضرورة شيء متفق عليه , "أنت يا الآدمي : كنت من دعاة المرونة في التعامل مع النصوص " ليس هناك نص مقدس " الظروف الموضوعية والمصلحة العامة تقتضيان تغير المواقف ..!, التجديد والتجويد والتعديل مع الحفاظ على جوهر المبدأ ضرورة لمواكبة العصر ..! هذا هو موقفك من المرونة والتعامل مع نصوص الاتفاقية على ما أعتقد .
قال الآدمي : ان إصراركم على "كيف ؟" يعرض الاتفاقية للمخاطر, قد يحدث ما لا يحمد عقباه ..!وان انسياقكم وراء هكذا الاستفسارات وأمثالها ستكون لها عواقب وخيمة ..!, وأنا متمسك بحقي الذي كفلها لي اللائحة – القانون- ," لا ولن أجيب على السؤال ..!".
قال الذئب : لا بدا من حل توافقي يا سادة ..!, يعطي للآدمي فرصة أخرى , ما يجري ليس التماس , بل استجواب له تداعيات خطيرة على مستقبل العصبة , ألاحظ توتر واضح في حديثكم ..!هذا شيء لا يريحني. أريد أن ألفت نظر الآدمي فيما يختص الإجابة على السؤال , المطروح ,. قال الآدمي – الحديث للذئب – في شروط العضوية انه يبغض الأسئلة الاستفهامية والاستفسارية ,مثل كيف ..ولماذا.. ولكن لم يقل لنا بصريح العبارة , أنه , أيّ الآدمي ,لا يجيب على الأسئلة المتعلقة بالشفافية ..! رغم ذلك نعتبر الموضوع شيء عابر مجرد اختلاف في الرأي , واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ..!بهذه المناسبة يجب تفعيل آلية فض النزاع ورأب الصدع وتسوية القضايا الخلافية التي هي احدي آليات حفظ النظام في العصبة . الموقف يستدعي ضبط النفس والتعامل بحكمة .
رغم المداولات والمناقشات حول لائحة تنظيم العمل بالعصبة ,لإيجاد مخرج توافقي للمسألة إلا أن الأسد أصر على موقفه , متحدياً الآدمي ..! لا مناص من الإجابة على السؤال المطروح . أمهل الآدمي فترة أقصاها لا يتجاوز الأسبوع للإجابة على الاستفسار وإلا ..!
قال النمر : أني أرى ما لا ترون , أرى تحت الرماد وميض نار * ويشك ان يكون له ضرام , وصل السيل الزُبى , وامتلأ الكأس ..!, فليكن ما يكون , قدمنا كل ما في وسعنا من اجل رأب الصدع مع ذلك وصل الأمر إلى طريق مسدود , أمامنا وقت محدد وخيارات محدودة , ربنا يجيب العواقب سليمة .
في فجر عاصف, قبيل اليوم القبل الأخير من المهلة المحددة , باغت الأسد الآدمي قائلاً : أريد الإجابة الآن ..! كيف قنصت الزرافة ؟. كان الآدمي عائد لتوه من تمشيه حول المسكن , رد الآدمي: الإجابة هنا ..!, أشار إلى جراب معلق في فرع شجرة بالقرب من المسكن , وكان الآدمي يقف على بعد أمتار من الأسد , فخطا نحو الشجرة وأخرج من الجراب بندقية "اتوماتيكية" وأطلق رصاصة على جبهة الأسد , صائحًا : هذه هي الإجابة يا حيوان ..! – رصاصة قاتلة 'وارداه قتيلاً , فزع الجميع من صوت الرصاص وأخذ كل وجهته للهروب ..!, وضحك الثعلب الذي كان يراقب الموقف من وراء جذوع الشجر , وقال للآدمي: لولا مثل هذه المفاجآت لأقمت مع البشر..! .
----------
المزيد على موقعنا
www.Jarbo.110mb.com
نشر بتاريخ 29-09-2011


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.