[email protected] في عهد الكديت بالمرحلة الثانوية كنا نسمع النداء الآمر (صفا 00 انتباه) المأخوذ من أدبيات القوات النظامية وهو ما لا نملك إلا الاستجابة له تأدباً وانتظاما0ً وقد أعادنا المؤلف والمخرج الشاب ربيع يوسف إلى هذه النغمة بتقديمه مسرحية من تأليفه وإخراجه باسم (شعب انتباه) التي تعرض منذ أسابيع وحتى الآن بالمسرح القومي0 ومعروف أن المسرح القومي في سنواته الذهبية كان يقدم مواسم كاملة الدسم من صلب ميزانيته، غير أن السنوات الأخيرة وكنتيجة لمحدوديتها، اضطر المسرحيون إلى المغامرة بأعمالهم وعلى حسابهم، لتجد منهم من يرتدي حلة المنتج ويشهر سلاح التحدي مستعيناً بطاقم الممثلين الذين أحسب أنهم لا يعجبهم ركون المسرح للامتنان عليهم بتبني أقل قدر من الأعمال طوال السنة فيكون المسرح شبه مغلق إلا من حفلات تخريج الطلاب البعيدة عن أهدافه0 ومن عجب إننا في تلك الأيام كنا نعيب على الفرق المسرحية التي تنتج أعمالاً دون رعاية المسرح القومي ونصفها بالمسرح التجاري خوفاً من التردي وانزلاقها عن العمل الجاد نحو هاوية الكسب بلا تجويد0 في العرض الذي حضرته كانت أغلب المقاعد خالية ولكن ذلك لم يقف حجر عثرة أمام إصرار المسرحين على تقديم العرض لمن حضر علماً بأنني علمت بالعرض بمحض الصدفة نسبة لغياب أو لقلة الإعلان وبخاصة التلفزيوني0 لا أدري لماذا تتعامل القنوات الفضائية العديدة مع الإعلان عن جديد المسرح باعتبار أن أعماله سلعاً وليست جرعات ثقافية يحتاجها الإنسان لأن عائد المسرح لا يغطي قيمة الإعلان لثوان معدودة بالتلفزيون0 وإذا كانت القنوات تفرض علينا أشرطة رسائل مشحونة بالتهاني والتعليقات المجانية أسفل الشاشة نأمل أن تفسح ضمنها المجال لإعلانات مسرحية وذلك أضعف الإيمان. أراد المؤلف أن يسلط الضوء على قضايا اجتماعية عديدة بأسلوب كوميدي خفيف مستغلاً إضراب مطلبي مفترض للأطباء البيطريين وهم رمز لشرائح المجتمع المختلفة وأوضح الفارق بينها وبين تلك التي تصنعها الأنظمة بغرض الفرقة والشتات وتعويم القضايا، واستغل المؤلف كذلك قناة تلفزيونية أسماها الخطيرة من مهامها تسليط الضوء على مثل هذا الحراك الذي ما أن يفرغ الممثلون من عرض جانب منه، حتى يطل أحدهم ليذكرنا بضرورة الانتباه، وأحسب أنه الضمير الحي الذي يحاول إيقاظ الجمهور0 ولعل ما يهم هنا الإشارة إلى أن العمل حرك الذائقة المسرحية وفتح الباب لشهية آخرين سوف يسيرون على ذات النمط الإنتاجي ومنهم المؤلف والمخرج عثمان على الفكي الذي سيدفع بمسرحية جديدة بعد انتهاء شعب انتباه0 فإذا كان ربيع يوسف من شباب المسرحيين، فإن عثمان على الفكي من الجيل الذي أسهم في المسرح في عهده الذهبي تمثيلاً وتأليفاً وإخراجاً، ولذا سيكون المجال مفتوحاً للتواصل والمقارنة. نشر بتاريخ 06-10-2011