[email protected] يبدو ان هوى الحكومة هذه الايام يميل الى السلفيين اكثر من ميله الى الاخرين وانا اقول (هذه الايام) لان طبيعة الحركة الاسلامية السودانية انها ظلت توفق او تلفق في الجمع بين السلفيين والشيعة والصوفية وكل المذاهب الاسلامية داخل كيان واحد.. كي تسمى بالقواميس حركة مفتوحة على الفضاء الاسلامي لكن الظروف السياسية المحددة والمتغيرة دائما هي التي تتحكم في هذا الميل نحو اليمين الاسلامي او اليسار الاسلامي لو جاز هذا الوصف بين السلفيين والشيعة .. والذي ايقظ هذه السيرة الان هو ذلك الخبر الذي يفيد بحظر السلطات ل17 عنوان من جملة 410 عنوان في معرض الخرطوم الدولي للكتاب والذي يقام الان بارض المعارض ببري .. الكتب المحظورة حسب الخبر هي كل كتب الاستاذ محمود محمد طه وكل كتب الشيعة بالاضافة الى بعض الكتب الاجنبية .. والغريب في الامر بالنسبة لي هو تزامن هذا الحظر مع زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد للخرطوم واحتفاء الحكومة بهذه الزيارة جدا .. ونجاد هذا ليس رئيسا مستقلا عن مذهب شعب بلاده (المذهب الشيعي) بل ومنذ قيام الثورة الاسلامية في ايران فان النظام الحاكم في ايران هو نظام شيعي يشترط في الرئيس ان يكون شيعيا ملتزما بل بصفة اقرب الى الداعية منه الى التنفيذي والسياسي . نعم ليس بالضرورة ان تنبني علاقات الصداقة بين الدول على ارضية توافق فكري ومذهبي ولكن في نفس الوقت فان خلافات الشيعة مع السلفيين تصل درجة الاتهام في العقيدة والتكفير والحظر والمنع وفي تقديري لاتفسير لاجراءات منع كتب الشيعة من معرض الخرطوم الدولي للكتاب الا كونه دليلا على سيطرة التيار السلفي على القرار السياسي للانقاذ في هذه المرحلة. دون اهمال للضجة التي اثارتها بعض كتب المستشارية الايرانية في دورة سابقة لهذا المعرض لكن المفترض منع الكتب التي تتطرف وتستفز مشاعر اهل السنة وليس منع كل كتب الشيعة لان اتاحتها تساعد في تمليك معلومات تمكن اهل السنة من إقامة الحجة وكسب النقاش وتوعية الاخرين بمايعتقد انها مخالفات اوفساد في العقيدة .. المنع والقطع والمنتجة لاتفيد شيئا في عالم الستلايت والانترنت وتدفق المعلومات والمنابر .. نحتاج لتمليك معلومات تصلح لاقامة حوار مفيد بين هذه المذاهب على ارضية المعرفة وليس الجهل والحماس فقط .. نشر بتاريخ 06-10-2011