بقلم: صلاح الباشا [email protected] ولأن الساحة السياسية ومنذ فترة ليست بالقريبة يعتريها الركود التام ، وتناب مفاصلها الكآبة ، وتطغي عليها روح اللامبالاة في كل شيء ، بل ويظللها عدم الوعي بمايجري من مخاطر جمة تجاه السودان العريض الماهل الذي بدأت مساحته البالغة مليون ميل مربع ، واراضيه البكر الخصبة التي تبلغ مائتي مليون فدان ، نستزرع منها في بالمائة فقط بعد إغلاق مشروع الجزيرة والمناقل بالضبة والمفتاح .. فإن بعض الصحف الكاسدة التي ضربها كساد وبوار بائن لاتخطئه العين مطلقاً ، حسب ما تراه عين القاريء الراصد المتابع لما يجري من حوله ، باتت تلك الصحف تستنطق بعض القيادات التي عفا عليها الزمان وفارقت تراثها السياسي دون أية مبررات مقنعة لعضوية حزبه المتفتحة جداً أو كما يقول الشباب ( التفتيحة جداً ) ، لعل تلك الصحف الكاسدة والواضحة العداء ومنذ سنوات عديدة لحزب الحركة الوطنية وسيد الساحة الحبلي بكل شيء ، الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل ، الذي ما إنفك يحمل هموم أهل السودان في حدقات عيون عضويته المنتشرة في كل سهول وهضاب بلادنا علي مر التاريخ السياسي للسودان الحديث ، لعل تلك الصحف تستطيع أن تباعد بين قواعد الأصل الصامدة وبين قيادتها المتمسكة بإقالة عثرة الوطن ، والحفاظ علي مابقي فيه لتستقر وحدة البلاد ترابا وشعباً . وحين لم تستطع تلك الصحف أن تنفذ نسبة واحد بالمائة من أجندتها التي لم تتمكن من إخفائها مطلقاً طوال السنوات الماضية ، فإنها باتت تحاور المبعدين من صفوف الإتحادي الأصل بعد أن إنكشف تآمر مجموعة الحلفايا ( ون ) ثم أعقبته الحلفايا ( تو ) بالصافية ، ثم الإنتقال بالحلفايا ( ثري ) ولكنها كانت في موقع حكومي له حرمته وهو وزارة التعاون الدولي ... فتأمل فوضي بلادنا ! وفي كل حوارات الصحف الكاسدة خلال الأيام الماضية مع قيادات تلك المجموعة التي تقصلت وتراجعت من عدد ستين عضوا إلي ثلاث فقط ... فتأمل تارة أخري !!! ولكن فات علي محاورو تلك الصحف من فرط الغباء الصحفي وعدم الإدراك السياسي ، مقروناً بتنفيذ الأجندة الكاسدة بحذافيرها التي يعتقدون بأنها تهدف إلي خلق البلبلة وسط جماهير الإتحادي الأصل ( التفتيحة كما قلنا ) ، فجاءت المحاور بئيسة تنعي المهنية الصحفية التي كانت من أهم مميزات صحافة بلادي حتي وقت قريب . ولك أن تري صحفيا يسأل قيادي إتحادي ترك حزبه برغبته ونراه قد إنضم لفصيل إتحادي محدود القدرات ، ضعيف الجماهيرية مقارنة بالإتحادي الأصل القوي بالبنيان ، فأطلق الصحفي النابهة علي ذلك القيادي الإتحادي مثلاً صفة ( رئيس مجموعة الإصلاح بالإتحادي الأصل ) وهنا نقول ياسبحان الله ، ففي اللحظة التي إنضم ذلك الشخص ومعه رفيقيه وبكامل إرادته إلي الإتحادي المسجل وبلا جماهير من الإتحادي الأصل تتبعه في خطوته الإنتحاية تلك ، تاركا حزبه الذي ترعرع فيه ، ولمع فيه ، وأخذ المكانة والإسم السياسي فيه ، وبرغم أنه قد إنضم لحزب آخر مسجل في الساحة وقد كان الإنضمام يصاحبه ضجيج إعلامي محدود الأثر بقاعة الصداقة ، يأتي هذا الصحفي ( النابه ) ليطلق عليه صفة قئاد الإصلاح بالإتحادي الأصل .. فتأمل !!! ولعمري إنها للمرة الأولي في تاريخ الصحافة السودانية يطلق صحفي علي شخص سياسي إسم وظيفته في حزبه القديم برغم أنه قد تركه وأعلن علي الملأا إنضمامه لحزب آخر (علي عينيك ياتاجر ) ، وكأنه بذلك يسخر من هذا السياسي ولا يرغب في إطلاق إسمه بأنه القيادي القادم إلي صفوف الإتحادي المسجل .. فبالله عليكم إي مهنية صحافية هذه يا صحافيو الغفلة السياسية ، كيف لكم ونحن نستحلفكم بالله لماذا تتعمدون أن تنزعوا من شخص صفته الجديدة كقيادي منضم إلي الإتحادي المسجل وبكامل وعيه وفي بقاعة الصداقة ، لتعيدوه مرة أخري وتطلقوا عليه صفة قائد مجموعة الإصلاح بالإتحادي الأصل ، مما يدل علي أن صحافتنا قد أصبحت في غفلة من أمرها ، وهنا أتذكر مقولة ( أصحا يابريش). فالرجل فارق الإتحادي الأصل بمحض إرادته ، فلماذا تريدون إعادته إلي مربع قيادة الإصلاح في حزبه الذي قام بتهميشه تماماً ، فتركه يتلفت يمني ويسري ، ليعلن إنضمامه في نهاية الأمر إلي كيان إتحادي آخر ظل يكيد له العداء لعشرين عاماً خلت ، ما يدل علي أن الفهم السياسي في السودان ظل يعيش مآسي التخبط وعدم الإدراك ، فكيف بالله عليك ( يابريش الصحافة السودانية ) يستطيع مثل هؤلاء القوم أن يقدموا مشروعاً وطنيا لبلادنا يبعد عنه شبح التآمر الدولي ، وينشر فيه مواعين التنمية المتوازنة في ربوعه التي ضربها الفقر المدقع فتتيحوا له مجال إطلاق الهجوم علي حزب الحركة الوطنية .. شاء الناس أم أبوا ، وإتاحة فرص الهجوم علي قائد سفينة الجزب التاريخي مولانا الميرغني بكل زخم جماهيره المليونية ، شاء الناس أم أبوا تارة أخري. إن محاولة صحافي أو صحافية الإصطياد في الماء ، عكرا كان أم صافياً ، تضح مدي سذاجة حوارتهم التي لا تعطي مردوداً يستطيع بموجبه شعب الإتحادي الأصل ترك تراثه السياسي العريق المتمثل في قيادة مولانا الميرغني لسفينة هذا الحزب بكل تؤدة وهدوء حتي وصل إلي ميس أن تضع له الدولة كلها أرقي الدرجات وتفتح معه مواعين الحوار السياسي الهادف المسؤول وهي تعرف قدره تماماً ، بمثل ما تعرف ذات القدر المنطقة العربية والأفريقية ايضاً أينما حال. إذن ... إن أمر الحوارات الكاسدة التي تنطلق من الصحف الكاسدة أصلا ، لن تحدث تلميعا للصحافي أو الصحافية ، بمثلما لا تحدث زخماً أو تعاطفاً أمام أصحاب الهذيان والغيبوبة السياسية التي رموا فيها أنفسهم بإنفسهم ، فحدث لهم ما حدث ، وقد حفروا قبور مستقبلهم السياسي وطموحاتهم الشخصية بأظافرهم ، فجاءت النهاية ، والتي لم نكن والله العظيم نرضاها لأي إتحادي كان له إسهاما ولو كان متواضعا ذات يوم .. لكنها الرغبات الطموحة التي لم تكن متوازنة في كل خطواتها .. وقديماً قيل: علي نفسها جنت براغث ُ .... ولنا عودة حتي نعمل كلنا لتطهير صحافتنا السودانية من أصحاب أجندة وهم التحليل السياسي الخلاق ، إلي براحات الحساب الصحيح لمعرفة معدلات الثقل السياسي أين تكمن !!! ونختم بأحسن القول: ( يذهب الزبدُ جفاء ... ويمكث في الأرض ِ ما ينفع الناس). ولنا عودة . نشر بتاريخ 08-10-2011