في كتابها الشرف الأعلى ، سنواتي في واشطن ، والذي أستعرضته مؤخراً صحيفة (لوس أنجلس تايمز) ، وصفت كونداليزا رايس أهم الاحداث الغريبة في حياتها ومنها لقاءها بالرئيس السوداني عمر البشير في صيف 2005 حيث وصفت حركات السيد الرئيس بالغرابة وقالت ("Bashir spoke slowly, moving his head back and forth, from side to side," Rice wrote. "He looked as though he was on drugs." ). أي ان البشير يتحدث ببطء ويحرك رأسه الي الخلف وللأمام ، ومن جانب لآخر، وكتبت رايس بأن البشير كان يبدو كأنه تحت تأثير المخدرات. وبينما يعاني الشعب السوداني من غلاء الاضاحي وضنك العيش يتبرع سعادة المشير بالآف الروؤس من الماشية الي الشقيقة مصر، ويبدو ان التفسير الوحيد لذلك هو ماذكرته رايس في كتابها. لم يعد لأمريكا دور في السودان ولكن لازالت لها مصالح مدد الرئيس الامريكي العقوبات المفروضة على السودان لمدة عام آخر ، وكان المختص في الشؤون السودانية بيك هملتون قد كتب ابضاً في (كريسنيان سينس مونيتور) بأن السودان لم يعد ينتظر الجزرة الامريكية وحسم أمره بالتوجه نحو الصين. ان اليأس من تطبيع العلاقات مع أمريكا سيدفع النظام الي تشديد قبضته وردع كل الحركات المسلحة بكل القوة الممكنة والمتاحة.. مرحلة حلف شمال الاطلنطي (ناتو) تعتبر معركة ليبيا أول حرب و أول انتصار لحلف الناتو في القارة الافريقية وتعتبر كذلك انجح حملة عسكرية في تاريخ الناتو حسب تعبير رئيس حلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن. و راسموسن الذي نفي نية الناتو في ضرب النظام السوري استدرك قائلاً بانه يدين بشدة الجرائم ضد المدنيين العزل، ولكن بعد تقديمه لتقريره النهائي حول العملية في ليبيا افاد راسموسن بان الناتو مستعد لتقديم نفس المساعدة . وكان عضو مجلس النواب الروسي عن الحزب الشيوعي فاديم سلوفيوف قد حذر ايضاً بأن الاقتصاد الامريكي في حاجة الي النفط الرخيص لذلك فان اي دولة لديها احتياطيات طاقة سيأتيها الدور ، اذن ايران ، سوريا، فنزويلا في اللائحة. لقد توسعت عمليات حلف الناتو بصورة ملحوظة في افغانستان ، عبر الحدود داخل باكستان، في كوسفكا، ليبيا ، سواحل الصومال وخليج عدن، ويتحرك حلف الناو حسب استراتيجية للقرن الواحد والعشرين تم اجازتها في قمة الناتو في لشبونة في نوفمبر من العام الماضي ، وبداء الناتو تطبيق هذه الاستراتيجية في ليبيا ، وهناك عدد من الدول تم في وضعها في لائحة المحتمل التدخل فيها من بينها السودان ، كوريا الشمالية ، سوريا، ايران ، أرتريا وغيرها وتم تقسيم العالم الي مناطق جغرافية تتوزع فيها قوات الناتو تحت أمر البنتاغون استعدادا لحرب ضد ايران تم التخطيط لها منذ العام 2004. خيارات الانقاذ الاستراتيجية بعد يأسها من تطبيع العلاقات مع أمريكا اتجهت الانقاذ الي الصين وايران ،ولكن ولسوء حظها يبدو ان ايران وسوريا على وشك تلقيها ضربة من أسرائيل مدعومة من حلف الناتو ، هذه الحرب تم التمهيد لها بالاعلان عن اكتشاف المفاعل النووي السوري ودعم وزارة العدو الصهيوني لنتياهو في تصريحاتة الداعية لضرب إيران. هذا الخيار الاستراتيجي لم يرضي دول الخليج ، فزيارات قطر المتكررة وحضور الشيخ حمد يخفي أمر جلل لم تستطيع الانقاذ من فهم إشاراته بعد. ان حديث كمال عمر في قناة الجزيرة التي بدأت في إماطة اللثام عن ثورة السودان ، كذلك الفلم الوثائقي الرائع من الجزيرة الانجليزية عن حركة قرفنا تعني بداية مرحلة جدية في التعامل مع النظام السوداني المنتشي بقتل المدنيين والثورات تحيط به من كل شارع وكل حارة .