[email protected] العبارة المصرية الشهيرة التي تقول لك فلان او هذا الشئ ابن ستين جزمة وهي تعني قمة السخط واللعن .. لم يتوقف احد في الرقم نفسه وقال اشمعنى ستين .. واصلا هذا الرقم لايتغير وفقا للتغيرات المناخية والاقتصادية .... بمعنى لم ترتفع هذه الستين لتصل السبعين او تنزل ولا نعرف بأي معيار وضعت .. وانا يخيل لي كانت هي الحد الاقصى لعدد الجزم التي يمكن ان يمتلكها شخص واحد .. لولا الخبر الذي ظهر اخيرا وافرزته الثورة التونسية .. ويبدو انه اذا الشعب يوم اراد الحياة تظهر بلاوي كثيرة تمنح ابتسامات قليلة .. وهي ان السيدة حرم الرئيس التونسي المخلوع اكتشف انها كانت تمتلك الف جوز من الاحذية اي والله الف جزمة .. وكسرت بهذا الرقم كل التوقعات وحتى الستين جزمة تواضعت امام هذا الرقم .. واكيد جزم السيدة حرم الرئيس لن تكن جزم عادية من شركة باتا مثلا فهي جزم رئاسية مافي شك بمعنى اقل شئ تكون من كرستيان ديور ( اوعى واحد يقول لي دا ما بتاع جزم) هذا الاسم الوحيد في ماركات الموضة العالمية الراسخ بذهني ..توقفت انا في هذا الرقم كثيرا ولهوس تحليل الارقام الذي ينتابني وفقا للمهنة .. قلت لكي يمتلك اي شخص الف زوج من الاحذية عليه ان يشتري زوج واحد يوميا لمدة ثلاثة سنوات متواصلة .. بمعنى تخيل تجي داخلا للبيت حاملا معك قفة الخضار والخبز تسألك زوجتك عن جزمة اليوم .. وتصبح مثل الصحف اليومية .. وممكن تعبر بعارة اخخخخخ واضعا يدك في رأسك لأنك نسيتها ... شئ يحير فعلا . ما هي الظروف والملابسات التي تجعل شخص واحد يحرص على شراء حذاء يوميا لمدة ثلاث سنوات .. و ماهي فرص وحظوظ هذا الحذاء ليحظى برفقة اقدام حرم الرئيس .. وهل فعلا هذه الاحذية الالف وجدت فرصة لتنعم بأقدام الرئيسة ( اذا جاز التلقيب ) الغربية هذا الشئ تكرر كثيرا مع زوجات الدكتاتوريين في العالم .. بمعنى السيدة حرم زين العابدين بن علي ليست صاحبة البدعة الجزمية .. انما هنالك حرم الدكتاتور الفلبيني السابق .ماركوس والمقال بانتفاضة ايضا اعقبت انتفاضة السودان عام 1985 بشهور فقط .. ما الذي يمكن أن يتطلع اليه أيُّ صحافي يذهب لمقابلة إميلدا ماركوس، سيدة الفلبين الأولى في ما مضى من الأيام؟ لا شك أنه سينظر الى حذائها قبل وجهها. فهذه المرأة التي دخلت التاريخ هي التي ذاع صيتها بين نساء العالم المترفات لأنها امتلكت مجموعة من الأحذية الفاخرة التي فاق عدد أزواجها على الثلاثة آلاف ..بمعنى هذه كانت تشتري حذاءا يوميا لمدة عشرة سنوات ..وكذلك قيل زوجة شاوثسكو دكتاتور رومانيا الذي اعدم في الثمانينات .. نحتاج لعالم نفسي يدرس لنا علاقة البطش والدكتاتورية بعدد ازواج احذية زوجات الرؤساء لنعرف العدد الذي يبدأ منه سيادة الرئيس التنكيل بشعبه أي عند الحذاء رقم كم يبدأ البطش .. يمكن نقدر نلحق الموضوع ونحقن كثيرا من الدماء البريئة ..كنوع من الوقاية ليس الا .. نشر بتاريخ 13-11-2011