اذكر، كطالبة، جدول الحصص المختلفة الذي كنت احتفظ به في حقيبتي. فلقد كانت المدرسة تقرر ما الذي يدرسة التلاميذ في بدايات الصباح، وعادة ما تكون حصص الرياضيات، وتلك التي ندرسها في آخر اليوم. كانت حصص العلوم، بالرغم من أهميتها القصوى، الا أنها لم تكن لتحظ بتطلع الجميع اليها. فلسبب ما، كان لوقعها على النفس ثقلا عجيبا. وكانت النقاشات لكي ندرك أسباب عدم محبتنا الكبيرة لحصة العلوم والتي تتقسم مع مضي السنوات الى حصص متعددة مثل، الأحياء والفيزياء والكيمياء،ووجدنا ان معظم الطالبات وكثير من الطلبة لا يشعرن بانهم «كويسن? في العلوم.. وبالرغم من أن المجال العلمي له دور حيوي في النهوض بالبلاد ووضعها في مصاف المنافسة العالمية، وبالرغم من أن البحث العلمي يفيد العباد في جل أنحاء الكرة الأرضية، الا أن الدراسات الحديثة وجدت أن مجال العلوم، بصفة عامة، تلجه نسبة مبسطة من أبناء الشعوب المختلفة. ويقلق هذا الأمر الرؤساء ومن ضمنهم الأمريكي الذي ما فتئ يصرح ويعيد و«يزيد» أن من واجب بلاده زيادة نسبة العلماء. وذلك عن طريق ايجاد طرق مختلفة لتحبيب الطلبة منذ بدايات مسيرتهم التعليمية في العلوم، وايضاح أن العلوم ليست مجالا عصيا بل هو ممتع ويتيح للخيال وال?بداع طريقا لكي يجسدان أنفسهما. ووجدت احدث الدراسات أن الطريقة التي تماما يستوعب بها الطلبة العلوم ليست في الحصص المدرسية. بل وجد البحث ان الطرق غير التقليدية تجعل الطلبة يتفهمون بصورة اكبر وأوسع العلوم، فعلى سبيل المثال البرامج التلفزيونية والاذاعية لها دور كبير في شرح العلوم للطلبة بصورة ممتعة. هنالك أيضا دورات تقوية سواء بعد نهاية اليوم الدراسي أو في خلال الاجازة الصيفية ويجب أن تكون الدورات مبسطة تخلق المتعة بالنسبة للطلبة وليست مجرد حصة من تلك التي يتلقاها الطالب خلال جدوله التقليدي المعتاد. ووجدت الدراسة أيضا أن مجموعة كبيرة من الط?بة تترسخ في ذهنها فهم العلوم من الرحلات المدرسية الى متاحف الأطفال، وهذه قصة أخرى. فبالأراضي الأمريكية متاحف متخصصة لاستيعاب الصغار، ملونة، مزدانة، وبها فائدة تعليمية يجرب الأطفال بأيديهم أن يرجعوا كمبيوترا مثلا الى عوامله الأساسية ويحاولوا أن يعيدوه الى مكانه. وحدث أن كنت وجودا في احد تلك المتاحف لأشهد حصة تشرح لصغار لم تتجاوز أعمارهم السابعة عن المغناطيس. فوجد الأطفال الفرصة سانحة لكي يحملوا قطعة من المغناطيس ويجوبوا بها حول الغرفة ويجربوا بأنفسهم ويستخلصوا بمفردهم أن المعادن يلتصق بها المغناطيس لكن الخش?، على سبيل المثال، والمغناطيس لا يتحابان وبالتالي لا يلتصقان. ان الاهتمام بانشاء جيل يهتم بالعلوم ويعشقها هو مسؤولية امتنا بأكملها، فيها نستطيع أن نوجد تكنولوجيا محلية للدفاع عن البلاد وتنمية الصناعة وبالتالي ايجاد وخلق فرص عمل لأبناء الشعب ومن ثّم رفع مستوى معيشة الأفراد وتوفير أسباب الحياة الكريمة التي يستحقها كل مواطن. وأتمنى أن تجد وزارة التربية والتعليم في الأبحاث العالمية الحديثة مكانا لتنمية طرق جذب الأطفال و«تحبيبهم» في العلوم، وحتى إنشاء متحف علمي للأطفال. من ذا الذي كان يصدق أن تنمية البلاد جلها يبدأ بحصة، وبيوم، يبدو لنا انه مجرد «فسحة»!! الصحافة نشر بتاريخ 13-11-2011