نمريات جلد أفعى اخلاص نمر ٭ لم تكن العلاقات بين السودان وجنوبه المنفصل حديثاً مكوناً دولة السودان الجنوبي جيدة قبل الانفصال او بعده او بمعنى اكثر دقة لم تشهد ذلك حتى على ايام التصافي والمحبة والوداد لانه والحق يقال لم تكن تلك الا علاقة منسوجة من «جلد افعى» رافقتها النعومة ومنحتها ملمسها بينما احتفظت في عمقها ب «الشراسة» والمناكفة «وانزلاق» الخطاب السياسي - الغارق- في بحر الاتهامات والبعيد تماما عن الضبط والتقدير اللفظي والنفسي في احايين كثيرة ما جعله لا يتسق ابدا مع الرحلة الطويلة والاقامة في نيفاشا وابوجا وغيرها من المدن التي شه?ت الميلاد. ٭ بعد الرحيل جنوبا لم تحاول الخرطوم او جوبا استثمار البعد في «المحنة» تشابكت الخطوط امتداداً لما كان قديماً واتجهت كل في طريق معاكس للآخر لتبدأ «معاكسات» من نوع غير متوقع في دفتر العلائق التجارية والتي كانت اول نقطة سوداء في صفحة الانقاذ مع الدولة الجارة والتي منعت انسياب التجارة التي ساقت قديما بخطى التجار الشماليين جنوباً ونسج الهوى في «القلب» حضوراً فكان وصف الشعراء ل «ابنوسيات» ذلك الزمان «توثيقا» لاستمرارية الوجود الشمالي في «قلب الجنوبية» المدن والصبايا. ٭ تكدس الجنوبيون وعلقوا بميناء كوستي بعد طلب «مباغت» من حكومة الجنوب والتي ارادت ان «تعمر» الارض بحضور الجميع - رغم انفهم - ففشلت المحاولة اكثر من مرة كما فشل قبلها استمرار الصفاء في كل اوجه «التقارب» القديم. ٭ حكومة الانقاذ الآن وعلى لسان ناطقها الرسمي تؤكد بانه «لا توجد قضايا عالقة مع دولة الجنوب فقط ما يجب على الدولة الجديدة فهمه انها تتعامل مع دولة وليس حزباً» والحدث هنا يقود الى ان حكومة الانقاذ لم تمنح دولة الجنوب فرصة الغوص ل «فهم» عمق وابعاد وتفاصيل الدولة الشمالية بمعزل عن «الحزب! حتى ابان ايام «العسل المر» - والذي لم يكن له وصفا ابلغ من ذلك - لان الانقاذ كانت وما زالت هي الحكومة والدولة والمؤتمر الوطني! ٭ ستظل «العلاقة» نفسها عالقة بين الاستمرارية والتوقف النهائي في غياب الفهم والتنفيذ للمصالح المشتركة بين الدولتين ووجود «لجج وحجج» متبوعة باطلاق السلاح والحرب والتي اعادت الى الاذهان التناحر القديم الذي استدعى الآن ذاكرة البرامج العسكرية المرتبطة بالدبابة والكلاشنكوف والقنابل والبنادق في «ساحات» العراك فعادت الى السطح واطلقت لخيال المواطن المشاهد العنان والتساؤل عن الشيء الذي يقبع في نفس «يعقوب»! ٭ الاحتكاك فاطلاق الشرر والاجتهاد في الخروج ب «منتصر ومهزوم» من دوائر «شعبية» واخرى «وطنية» يجعل الفرصة تفلت وتتسرب وتوصم الايام القادمة بمزيد من اغلاق الابواب في وجه الحلول التي يمكن ان ترد يوماً ما على ألسنة الحكماء لمنح المياه ثانية الجريان في المجاري وبذل ما يمكن من استصحاب الارادة السياسية - ان وجدت دوافعها جيدا في تفعيل هذه الحلول لا كيل «الصاع صاعين». ٭ تصريحات رئيس حكومة الجنوب بان الخرطوم تبحث عن غطاء لتدخلاتها في شؤون دولته الداخلية لم تكن الا انطلاقا من «موروث» الامس المثقل ب «الاختلاف والذي «حفر» له الحزبان كل ب «تكتيك» منتظم «حفرة» لصاحبه فاشتبكا داخلها وما زالا يعيشان ويتبادلان ذات الاشتباك حتى بعد الانفصال تحت شعار مع «سبق الاصرار والترصد». ٭ همسة: مهداة اليوم للصديقة العزيزة ميمونة البنجاوي الفنانة التشكيلية المعروفة وزوجها الاخ عيسى آدم رئيس الجالية السودانية بالامارات العربية المتحدة بمناسبة خطوبة ابنتهما البكر «زمردة» على الاستاذ محمد آدم جبريل.. لكم احبائي ورداً وياسميناً يضوع عبيره فيعطر الدار العامرة بالكرم الوريف ويحتفي بالفرح الفريد وزغاريد الحسان تتبعها آلاف التبريكات والتهاني. الصحافة نشر بتاريخ 14-11-2011