/عباس خضر هو الحزب الذي ينفش ريشه وينفخ أوداجه ويزفر بخياشيمه ويشمخ بأنفه ويؤلف عباراته ويدبج شعاراته ويحتل إذاعاته وقنواته ويمنع الآخرين من الكلام والأمل والطموح والأحلام ويستأسد على الشعب. ويهز وينترويركل ويفنجط هنا وهناك كدحش بت محيسين ويشخر ويذ مجر ويزأرويطلق أبواقه التي تصم الآذان من كل حدب وصوب ويصبها ويدلقها جداولاً مترعة مليئة بالإفك والعكروالهترشة على نافوخه. أي يرص الكلمات رصاً ويضغطها في حزم شوكية ضغطاً متصلاً ويعصرها عصراً لتسيل نتوءات وتغمر أذن الشعب الفضل حتى يفقد إتزانه الطبيعي وتوازنه المعهود. الحزب الفوقي هو الحزب الذي يأتي بأفكار شيطانية محضرة ومدروسة مسبقا في كيفية البقاء قبل أن يتم اللقاء . أي قبل أن يقدم عملا مثمراً يستمرويبقى مسمَراً كحمار الشيخ في العقبة وفي القلوب خنجراً مسموماً ووتداً، فتتذكر قصة الصاحب الثقيل واليهودي المرابي. لي صاحب واف يزور مبكرأ ...فتطول زورته سنين وأشهرا (22سنة و6شهور) ما زلت أمتدح الوفاء وأهله ...حتى وفى فرجوته أن يغدرا (من سنة89م) أنتم يا هؤلاء على القلب مثل الهم ثقيل وثقيل أنتم في المنظر حكومة وفي الميزان فيل فكرام الناس يتمنون الموت وعلى مذلة حكم وحياة قهرإثنين وعشرين سنة كبيسة تثقل كاهل المحكومين وتفتت الوطن وتضعضع الدين. فهذا هوفارس هوازن وشاعرها صخر بن عمرو الشريد شقيق الخنساء حينما أصابته طعنة في غزوة أقعدته مريضا كالحكومة السودانية حين غلبتها الحيلة في الجنوب فطلقته وكثرت عليها المناوشات من كل جانب فوق رأس هذا الشعب الذي صبر وهوكاره منذ تم إنقاذه غصباً عنه. وكانت إمرأته تقول هو مثل الإنقاذ لاحي فيرجى ولا ميت فينسى فقال صخر وقد كره الحياة كالكثيرين من الشعب الذي كره الحكومة كما قلنا من قولة تيت: أرى أم صخر لا تمل عيادتي وملت سليمى مضجعي ومكاني إذا ما امرؤ سوى بأم حليلة فلا عاش إلا في شقا وهوان لعمري لقد أيقظت من كان نائما وأسمعت من كانت له أذنان بصيرا بوجه الحزم لو يستطيعه وقد حيل بين العير والنزوان وللموت خير من حياة كأنها محلة يعسوب برأس سنان مفتاح الكلمات: أم صخر= المبعوثين الأمريكيين عيادتي( الضمير) راجع للإنقاذ سليمى = الشعب أمرؤ = الشعب أم = امريكا حليلة = الإنقاذ من كان نائما هو الشعب من له أذنان طويلان هي الإنقاذ بصيرًا بوجه الحزم = الشعب وقد حيل بين العيرالشعب ونزوات الإنقاذ بالحركات المسلحة أي ان الحركات حالت بين الثورة الشعبية ضد نزوات الإنقاذ الصبيانية. يعسوب= الشعب برأس سنان= الإنقاذ ومعنى البيت واضح أي الشعب مغروزة فيه رماح التسلط الإنقاذي فصار معلقاً بهذه السنان إثنين وعشرين سنةً ثقيلة على قلبه ولا نقول عام. فالسنين تذكر دائماً للشقاء وكلمة عام كما تعلمون للرخاء.وأعان الله الناس من بلاء الثقلاء وتسلطهم ، فهم كالوباء ، يطوف في الأرجاء ، بلا مصل أو دواء ! . وأختم الثقالة بهذه القصة الطريقة للشاعر النابغة الذبياني ، عندما وفد إلى ملك الحيرة النعمان بن المنذر ، يرجو العطاء ؛ فلما حضر بين يديه أنشده مادحا: تخِفّ الأرض إن فقدتك يوماً.... وتبقى ما بقيت بها ثقيل فنظر إليه النعمان نظر الغضبان المستاء ؛ وذلك لأنه شعر بأنه وصفه بالثقيل ! وكان كعب بن زهير حاضراً فقال تلطيفا للأجواء ، وقد كان سريع البديهة : أصلح الله الملك ؛ إن مع هذا البيت بيتاً ضلّ عنه النابغة ؛ وهو: فإنك موضع القسطاس منها..... فتمنع جانبيها أن تميل فضحك النعمان وأمر لهما بجائزتين ،وقد حفظها النابغة لكعب بن زهير . فالحزب الفوقي: هوالذي يتحكر في جانب وجزء واحد من الأرض والشعب : هو جانب حزبه وأعضائه ومتواليه ويملأ جيوبهم بالثروة والسلطة فتميل الأرض ويبتر جنوبه ويطرد شعبه. هو الذي يأخذ حقك عينك عينك وما يرجع ليك دينك.رجالة ساكت كده ، وطالعني كان كنت راجل! لا قانون لا قضاة لاعدالة بلا مسخرة معاكم رجالة شوارع وأسا ليب شماسة. هو الذي يكون سبباً في زيادة الأسعارللغذاء والدواء و.... وترتفع أسعار اكبر ثروة حيوانية في إفريقيا ويختفي الدرة والقمح ويأتي بسكر فاسد ورغم ذلك يصمت دهرا ويترك الشعب ليحل له مشكلة غلاء اللحوم. هو الحزب المتعالي حتى على نفسه وليس شعبه فحسب ويترك جهات أخرى يخلقها لكي تقوم بالخدمة نيابة عنه بيع مؤسسات الشعب و(خصخصة شاملة). هو الحزب العجيب الذي يفوز بإجماع سكوتي ليس له نظيرفي التاريخ البشريبداية التسعينات إستهتاراً وإستهانة بالشعب. هو الحزب الذي يضرب الكل بالكل والبعض بالبعض وببعضهم بعضاً ويفتنهم ويمزقهم شر ممزق (الأحزاب). هو الحزب الذي يفصل بمبررات واهية للمكاوشة التمكينية فقط ويستخدم طرق الفصل الإعدامية السبعة وأسباب وقوانين إستعبادية إستعمارية قديمة ومراسيم تبريرية فوقية تنهال كالأمطار على رؤوس العاملين. الحزب الثقيل العوير الذي يعتبر نفسه مسؤولا وغفير وعسكري وأمير. فالحزب الفوقي ليس مثل الهم على القلب وثقيلاً فحسب بل أثقل من الثقلين لعوارته وعباطته. ولأن هذا الشعب الطيب المسالم أخذت منه مؤسساته الحيوية وزراعته وثروته الحيوانية حتى صار لا يستطيع شراء رطلين من اللحم وأوشكت أن تؤخذ منه حياته وليس رطلين من اللحم فقط من فخذه نذكر بسرعة قصة اليهودي المرابي: تاجر البندقية: The Merchant of Venice تقوم عقدة هذه المسرحية حول تاجر شاب من إيطاليا يدعى أنطونيو، ينتظر مراكبه لتأتي إليه بمال، لكنه يحتاج للمال من أجل صديقه بسانيو الذي يحبه كثيراً لأن بسانيو يريد أن يتزوج من بورشيا بنت دوق (بالمونت)الذكية، فيضطر للاقتراض من التاجر المرابي شايلوك الذي يشترط عليه أخذ رطل من لحمه إذا تأخر عن سداد الدين. بورشيا كانت قد رأت بسانيو الذي زار أباها عندما كان حيا ويتأخر أنطونيو فيطالب شايلوك برطل من اللحم، ويجره إلى المحكمة، ويكاد ينجح في قطع رطل من لحمه كما قطع لحم الشعب بعد إنقاذه لولا مرافعة بورشيا التي تنكرت في شكل محامٍ واشترطت على اليهودي أن يأخذ رطلا من اللحم دون أن يهدر نقطة واحدة من دماء انطونيو والا يسجن فعجز اليهودي وتراجع. فمن لهذا الشعب ... فقد أخذواجامعاته ومستشفياته ومدارسه وخلواتهومعطوا جلده ومزقوا لحمه وأهدروا وأراقوا معظم دمائه!؟ فمن له غير مدافع قوي ومحام ضليع لينقذ ما تبقى من لحم ودم هذا الشعب المطيع.! أعجبني، أطردوا الثقلاء وعضوا عليها بالنواجذ: على منصِّة الإعدام يكتبُ الوصيِّة وصيِّة الى الأحرار أنْ يُساهروا على الحُريِّة وأن يكونَ الدِّينُ دربهم الى الحُريِّة وأن يكونَ الخبز زادهم الى الحُريَّة وأن تكون لحمة البقر ولحمة الضان والدجاج طعامهم وعضهم على الحرية وأن يكونَ قوتهم حُريِّة, ووقتهم حُريِّة وعشقهم ومقتهم حُريِّة وعيشهم وموتهم حُريِّة فمن يُولى دبرهُ مصارع الحُريِّة عيشتهُ دنيِّة ، ميتتهُ دنيِّة