مذكرة الاصلاح قد تطيح بكل الأشباح/عباس خضر كتب الأستاذ مكي المغربي عن مذكرة الألف شبح من حزب المؤتمر الوطني الذين فجأة صحوا من نومهم ضحى غد بعيد ونومة كهف عميق مهلوعين مما يشاهدون ومما وصلت إليه حال البلاد وما أصاب قاطنيه من منكوبيهم الساكنين مجبورين تحت مقصلة الأمن من شعبه الفضل. صحوة متأخرة بعد أن طارت سطلة العشرين سنة ولم تأتي بفكرة ،يقال أن ألف منهم فقط صحى ليشم بعره المبعثر وشجرهم المعولق المقطوع من خاصرته و المقضوم الأطراف ومشتعل حريقا ًفي الجوانب ويومض نيرانا وجمرا ًملتهب تحت رماد بعره هذا المبعثرفي قلب القلب والأواسط وفي كل الإتجاهات الثمانية وشمال متحفز وشرق كنمرمتوثب والشرر يتطاير من مقلتيه فيطالبون بالإصلاح بعد خراب سوبا وتاهيتي. كتب لا إصلاح مع الأشباح نقطتف منه مقدمته التي قال فيها: لا أعرف ما إذا كانت هذه المذكرة (مذكرة) أم هي مجرد تصرف سياسي موالي أو معارض؟! لا أعرف من هم الذين صاغوها؟! إذ يقول البعض أن فلانا وعلانا فيها، ثم تتصل بفلان وعلان فيقولون لك أنهم لا يعرفون عنها شيئا! ويعزون الأمر لآخرين فيقول الآخرون لا نعرف! لا أجد نفسي مضطرا لتأييد مجموعة من الأشباح حتى ولو رددت بعض مطالبي بل حتى ولو طافت بسورة يس بغرض الإيمان بها، لأن القرأن لا تطوف به الأشباح. إنني أؤمن بإسلوب المذكرات العلنية الشجاعة لأنه فعال ضد الإغلاق السري لقنوات التفاكر مع القيادة فكيف ينشيء هو ذاته كيانا سريا أو قنوات سرية؟!إنتهى. وقد كتب بعد هذه المقدمة المذكرة التي كان قد كتبها قبل سنة في فبراير2011م للرئيس للإصلاح ودعا للتوقيع عليها ، ويبدو أن لاأحد وقع معه في مذكرته هذه لذلك إستنكرالمذكرة الجديدة للإصلاح لعدم وجود موقعين واضحين عليها سماهم أشباح وهو لايؤمن إلا بالمذكرات العلنية. أليس مثل هذا الطرح غريب وعجيب! نفرض أن واحد أرسل لك ورقة في المكتب وقال لك بلاعة سيفون بيتك إنخرمت وإنهد جانبها فهل تستنكر وترفض التعامل مع هذا الشبح الذي لم يكشف إسمه كفاعل خير مثلاً أو تذهب لتتأكد وتصلح الخلل في منزلك فهو قد يكون لم يوقع حتى لاتتهمه بأنه مخرب وتتهمه بأنه هوالذي حطمها ويدخل في حيص بيص. ألم تسمعوا ردود الأفعال المستهجنة ولهجة الرد المتأزم والمتزمت على المذكرة : بعضهم وبنفس هذا الإسلوب أنكروا إنكاراً تاماً إنه لاتوجد مذكرة من أصلو، وبعضهم هدد وقال سوف يتم فصل كل الذين شاركوا فيها ، أي أن كل المسئولين طعنوا في الظل وتركوا الفيل الضخم الذي يقف أمامهم مريضاً مشلولا مكسر الضلوع مقطوع الذيل كان إسمه السودان بدلا من أن يعتبروها نصيحة من إخوة لهم وزملاء يريدون الإصلاح حقيقة حتى لو لم يريدوا ذلك حقيقة فيجدوا ويهرعوا بنشاط ويبحثوا عن اين هذا الخلل ويتلمسوه إن كانوا لايروه ولا يعرفوه ويبدأوا في الإصلاح فوراً. أليس هذا ما كان يفترض من جماعة إستولت على السلطة وهجمت على الدولة وقالت إنها حملت الأمانة ألا يجب عليهم ويحثهم الدين أن يسلموا هذه الأمانة كما إستلموها!؟ أليس السودان بيتكم الذي كان كبيراً وواسعاً ويسع الجميع والذي ضاق على ساكنيه من مواطنين فهرب الكثيرون منهم منه للدول الأخرى المجاورة والبعيدة!؟ فالذي يخبرك بعيوبك يحق عليك ووجب أن تشكره لاتفصله . ولا أدري لماذا لا يتم الإصلاح الشامل للبيت السوداني الذي تهلهل وتمزق في كل مناحيه فالحريات منتهكة،وسلبت الحقوق الإنسانية ، تفسخت الأخلاق وأهدرت الكرامة، تهشمت وتهششت العدالة وتسيست الخدمة العامة والهيئة القضائية، وخصخصت المؤسسات وبيعت المشاريع ومنعت الخدمات السهلة الرخيصة. لكن هذا التهديد بالفصل والإقصاء هو ديدنهم وفطرتهم ومختلط في دمائهم وجيناتهم. وقد يكون هؤلاء الألف هم نفس المجموعات التي وزعت وريقات إعدام الفصل التعسفي للصالح العام منذ 89م في كل الأقاليم وعذبوا في بيوت الأشباح ويخشون أن ينطبق عليهم المثل الذي حدث لشيخهم الكبير من حفر حفرةً لأخيه وقع فيها فلذلك خافوا من ذكر أسمائهم ولم يوقعوا على مذكرة الإصلاح خوفاً من الوقوع في الحفرة. لكن على العموم هذه المذكرة هي مثل أو فيها الكثيرمن ما يكتبه عدد كبير من المعارضين وغيرهم منذ فترة طويلة وليس فيها جديد بالنسبة لهم وللشعب لكن على كل فإن تفاعلاتها زادت الحماس والإشتعال المكتوم وغليان المرجل وستؤدي قريباً بالإطاحة بكل هؤلاء الأشباح والذين شاركوا أووافقوا أوصمتوا وتجاهلوا الفصل التعسفي والتشريد والتعذيب في بيوت الأشباح.