لماذا تحملون الحمام الذى إنسخط من صقور جارحة أن يؤدى نفس أداءه القديم..فهل أنت ذاتك كما كنت...!! أقصى أمانينا... أول وآخر كأس ناله السودان فى بطولة كأس أفريقيا كان عام 1970 وبعدها لم يشتم حتى قدحة البطولات لأننا تعودنا على عبق التخدر بالبطالات والتخبط بسياسة الحكومات. خذ معى مثلا إعلان الرياضة الجماهيرية من الديكتاتور نميرى (الله يرحمه كمسلم) ويجازيه على أفعاله صغيرة وكبيرة كحاكم. وتوالت بعد ذلك الإحباطات والإخفاقات إلى عصرنا هذا الذى تربع فيه الفساد فى كل شيئ من أكل أموال الرياضيين بالباطل وأمرهم بالمعروف المستحيل (من إحراز الألقاب) الى تطبيق حدود التأهيل التى لايجدون فيها مستقرا يترعرعون ويرتعون ويلعبون فيه. احسب معى متوسط عمر فريقنا القومى الآن، ليكن 25-30 عاما، اى هم جيل خالص لنتاج هذه الطغمة الحاكمة التى دمرت كل شئ تدميرا فلم يبقى للرياضيين فى وجوهم مزعة لحم للمنافسة. اتتذكرون آخر مشاركة لنا فى غانا والتى نلنا فيها الهزائم تلو الاخرى برصيد صفر من الاهداف والنقاط!!. أو آخر مباراة ودية مع تونس حيث كان يمر ذاك اللاعب معززا مكرما بين سيقان اللاعبين وهم يتفرجون مثلنا. فالنجهز التراب الذى سندس فيه وجوهنا وليكن الإنجاز هو نيل الفرصة للمشاركة فقط و لا إعجازحتى بشرف التنيل بستين نيلة الألقاب. دبل كيك .. فى الهوا سوا... مشكلتكم يا صقور مثل مشكلتنا جمعيا هو أننا لسنا على قدر العزم و المسئولية بالمهام التى أمامنا من حق أنفسنا علينا وحقوق الآخرين والوطن. مشكلتنا أننا ليس لدينا الوعى الراشد بهذه الحقوق حتى و ليس لدينا الكفاءة الكافية ولا الإحتراف الكامل لتحقيق مطالبنا، اللهم إلا فى برنامج ما يطلبه المشاهدون...!! مشكلتنا كل ما نفعله عدى من وجهك ولندسه بعدها فى التراب. مشكلتنا فى الإنطباعية والعواطف الهوجاء التى لا تعرف التفكير بالعقل وإعمال المنطق فى الفعل. مشكلتك يا كابتن أنك مثلنا جميعا قابل للتصدع السريع والإنهيار الفورى المريع، وأن كل شيئ فى حياتك بالصدفة وكل إنتصاراتك مزيفة. مشكلتك مثل مشكلتنا فى تعصب إنتمائتنا للقبيلة الكروية (مثل هلال ومريخ) أكبر وأعز عليك من إنتمائك للوطن. مشكلتك وأنت تلعب تحلم بمجد مع الهلال أو المريخ أو مقدار مكافأة البطولة. مشكلتك أن ولائك لفانيلة ناديك أكبر من ولاءك لعلم بلدك. مشكلتك أنك لا ترى مرمى الخصم بقدر ما ترى أمامك الدعايات والأحلام بينما من يلعب أمامك لا يرى أمامه سوى مرماك ولذلك يتحقق حلمه بعد الفوز عليك مباشرة. فأنت تنشغل بمستقبلك أكثر من حاضرك فتضيع الأثنين معا، أما الخصم فيعرف أن مستقبله فى اللحظة التى يعيشها الآن فيعطيها حقها بكل إخلاص وإحتراف وحب وإستمتاع. مشكلتك أنك تحسم معاركك بنفس طريقة طغمتك المتحكمة فيك من عدم تخطيط وإجادة الإنبطاح و الشتارة فيتعامل معك الخصم بفوقية ويلحق بك أشد الخسارة. فهذا الإرتباط الوثيق بواقعنا المرير جميعا يوضح أن هذا ليس ذنبهم فى الوصول لهذا المستوى الرفيع من الإنهزامية والإستسلام وعدم الإكتراث لمعرفة قدر النفس، أو كما قال الشاعر: إذا انت لم تعرف لنفسك حقها هوانا بها **** كانت على الناس اهوانا ولا نسر بأننا أحسن منهم كمشجعين (من طرف ألسنتنا) بالعكس هم أحسن مننا بسنتين لأنهم يمثلون الوطن ونحن نبتسم بسنة واحدة.!!. فكلانا فى نفس الملعب حيث نتمتع بلياقة عالية فى الخيابة من الخنوع والخذلان ومهارات جيدة فى التباكى والإنكسار. وما تنفعهم شجاعة المشجعين... وما زالنا كمشجعين نعقد الأمل بالفريق حتى ظننا أنه يمكن أن يحمل كأسا ما فى يوم من الأيام. ومع إقتراب كأس أفريقيا سنرى ما سيفعل. ولكن أوصيكم ونفسى بأن لا تغضبوا فهذا حالنا ظاهر بين أيدينا وليس عليكم جناح في أن تتغاظوا أو تستفزوا او تقطع قلوبكم من خلاف من قهرالهزيمة او تنفوا انفسكم من مشاهدة تداعى الحمام. فخصمنا جميعا يلعب معك الكتف بالكتف ويطبق على حريتك حتى لا تمتلك القرار ويمتص كل ما لديك من مرؤة وقوة ونخوة وشجاعة وحتى مادة ليجعل الكرة دائما فى ملعبه. فهو يقود هجمات منظمة ليخلق إرتباك فيك ويتحكم فى المركز بحيث يعتبر الموجودين على الأطراف أو خط التماس ليسوا ذو أهمية أو كشيئ فى الهامش. ويدافع دفاعا مستميتا بإستخدام باكات (الحكومة) حتى لا تصل لمرمى كرسيه، مع أنه على مرمى حجر ومن حقكك أن تصله ولو رميت ذلك الحجر. وينصب مصيدة لمن يتسلل إليه وفجأة تجده (يشوت) ضدك. و إذا وجد فرصة فى ضربات جزاء فإنه يسددها قاتلة للغيرة الوطنية وأما الركلات الحرة فإنه ينفذها بإقتدار لتشتيت تلاحم النسيج القومى و الإجتماعى وذلك بإتساق مع مدرب زفاراته (الحرى). وفوق هذا كله ينصحك على أن تتقبله بكل روحك الرياضية ليأكلوا بذلك بوطنيتك حلاوة . فهل علمتم من هو هذا الخصم، وهل يمكن أن نحرز معه لقبا ما.!!.. وددت يوما لو ان بعض هذا الجمهور الذى يصرخ ويتعصب ويغضب بحماس ويحتشد لهلال مريخ أن يقول كلمة..!! ونحن نزمر لصقور الجديان طييت طييت سودانا فوق فوق، طييت طييت سودانا... ونأمل أن لا يكون اخر زميرنا ينتهى على طييت طييت سودانا... طيييش.!!