لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حرب الخرطوم جوبا الأطول افريقيآ وعربيآ: تدخل عامها ال57!!!
نشر في سودانيات يوم 06 - 03 - 2012


[email protected]
1-
***- الحرب العالمية الأولي استمرت فقط لمدة اربعة اعوام، وتحديدآ من عام 1914 وحتي عام 1918. تقريبآ كل الدول الأوربية اشتركت في هذه الحرب بجانب الولايات المتحدة الأمريكية، وقدرت خسائر الحرب العالمية الأولى بالأرواح ب 8,538,315 وأكثر من ضعف هذا العدد من الجرحى، وقد أتت خسائر روسيا في رأس قائمة الخسائر البشرية تلتها خسائر كل من ألمانيا والنمسا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية.
2-
***- الحرب العالمية الثانية استمرت فقط لمدة ثمانية اعوام. الحرب العالميّة الثانية هي نزاع دولي مدمّر بدأ في 7 يوليو 1937 في آسيا و1 سبتمبر 1939 في أوروبا وانتهى في عام 1945 باستسلام اليابان و انهزام ألمانيا. اشتركت قوات مسلحة من حوالي سبعين دولة في معارك جوية وبحرية وبرية.
***- تعدّ الحرب العالميّة الثانية من الحروب الشموليّة، وأكثرها كُلفة في تاريخ البشريةً لاتساع بقعة الحرب وتعدّد مسارح المعارك والجبهات، شارك فيها أكثر من 100 مليون جندي، فكانت أطراف النزاع دولاً عديدة والخسائر في الأرواح بالغة، وقد أزهقت الحرب العالمية الثانية زهاء 61 مليون نفس بشريةٍ بين عسكري ومدني.
3-

***- الحرب في السودان والتي نطلق عليها شعبيآ مصطلح (حرب الجنوب) ، والتي تجري بين شماله وجنوبه، بدآت في يوم 18 أغسطس 1955 ( قبل استقلال السودان باربعة اشهر ) عندما تمردت الحامية 18 بتوريت، وشهدت المنطقة وقتها مجازرآ واغتيالات بصورة دموية وجماعية علي ايدي الضباط والجنود الجنوبيون الذين قاموا بالانقلاب واستولوا علي مخازن الذخيرة، ويقدر عدد الضحايا بنحو 700 قتيل اغلبهم من الشمال،
4-
***- ومنذ ذلك اليوم في أغسطس من عام 1955 والحرب بين الخرطوم وجوبا مستمرة وتزداد كل حدة وشدة، يقدر خبراء عسكريون عملوا طويلآ بالجيش السوداني (سابقآ) وفيما بعد بالقوات المسلحة الأن، ان ضحايا حرب الجنوب من الطرفين منذ بدء تمرد حامية توريت عام 1955 وحتي توقيع اتفاقية السلام عام 2006 قد فاق ال4 مليون قتيل اغلبهم من السكان الجنوبيين العزل،
5-
***- شهدت الحروب فترات هدنة، ففي عام 1965 توقف القتال بعد انعقاد (مؤتمر المائدة المستديرة) عام 1964:
مؤتمر المائدة المستديرة:
***********************
***- لعل اول محاولة سودانية للسلام والتعايش هي ذلك الاجتماع الذي عقد في الفترة ما بين 16 29 مارس (آذار) 1965 تحت رئاسة مدير جامعة الخرطوم الدكتور النذير دفع الله لمناقشة مشكلة الجنوب والذي سمي بمؤتمر «المائدة المستديرة»، وقد شارك فيه شخصيات حزبية شمالية وجنوبية مثل الدكتور حسن الترابي عن «جبهة الميثاق الاسلامي» والصادق المهدي عن «حزب الامة»، واسماعيل الازهري عن «الحزب الوطني الاتحادي» وابيل الير عن «حزب جبهة الجنوب»، بالاضافة الى عدد من اعضاء حزب سانو الجنوبي. وحضر المؤتمر مراقبون من غانا وكينيا ومصر وأوغندا ونيجيريا والجزائر. وناقش الاجتماع موضوعات «الهوية» وكيفية «حكم الجنوب» ووقف الحرب. واعترفت الحكومة برئاسة سر الختم الخليفة قبيل الاجتماع بأن استخدام القوة ليس حلا للمشكلة ذات الجوانب الاجتماعية المتعددة. واعترفت بالفوارق العرقية والتاريخية، ودعت الى ضرورة تهيئة اجواء التفاوض.
***- وتعهد الجنوبيون من جانبهم باقناع حركة انانيا (الثعبان السام) التي كانت تقود المعارك بوقف القتال وقدموا اقتراحات بقيام فيدرالية، ووحدة غير مشروطة مع الشمال مع عدم استبعاد خيار الانفصال، كما طالبوا بأن يكون البت في هذه الخيارات عن طريق اجراء استفتاء. لكن الاحزاب الشمالية رفضت فكرة الاستفتاء وكانت ترغب في منح الجنوب وضعا خاصا بقيام مجلس تشريعي للاقليم (برلمان)، وحكومة محلية تنحصر صلاحياتها في امور التعليم والصحة والزراعة، لكن قادة الجنوب رفضوا ذلك العرض، ومن ثم توالت العروض بعده مما يعني ان مؤتمر «المائدة المستديرة» هو الذي وضع اللبنة الاولى في طريق السلام السوداني الطويل.
6-
***- وجاء انقلاب 25 مايو 1969 لترجع حليمة العسكرية لعادتها القديمة....
***- فلم تمض 3 أعوام على الانقلاب حتى وقّع النميري مع حركة تحرير الجنوب التي كان يقودها جوزيف لاقو اتفاقية سلام دامت 10 سنوات، وانهت 17 عاما من القتال في الجنوب.
***- لكن الحرب اشتعلت مرة اخرى في العام 1983 في دورتها الثانية وأشعلها هذه المرة الدكتور جون قرنق، قائد الجيش الشعبي لتحرير السودان، تلك الحرب التي دامت 20 عاما وراح ضحيتها حتى الآن اكثر من مليوني شخص بين قتيل بالحرب، او «بالمجاعة» التي ضربت المنطقة، كما تم تشريد مليونين آخرين او يزيد.
***- وبعد انتهاء حكم المشير النميري في عام 1985، شهدت السودان محاولات جادة لوقف نزيف الدم السوداني....
- ففي عام 1986 تم إعلان كوكادام:
********************************
***- قاد التجمع الوطني الديمقراطي (تحالف المعارضة السودانية) تيار السلام في السودان الذي بلغ ذروته في العام 1986 باعلان كوكادام الذي اصبح اساسا لكل المفاوضات التي دارت فيما بعد، ويعتبر هذا الاعلان الذي وقع في مدينة كوكادام، وهي بلدة اثيوبية جميلة، ابرز تحول في تاريخ الحرب الاهلية السودانية في دورتها الثانية. وشاركت في هذا الاجتماع الذي عقد في مارس (اذار) 1986، بجانب التنظيمات النقابية والمهنية التابعة للتجمع، كل القوى السياسية السودانية ما عدا الحزب الاتحادي الديمقراطي، وانتهى بمقررات أهمها عقد مؤتمر دستوري في سبتمبر (ايلول) من نفس العام وإلغاء قوانين سبتمبر الاسلامية. لكن الصادق المهدي رفض هذا الاعلان بحجة انهم لا يملكون تخويلا بإلغاء تلك القوانين.
7-
1988 اتفاقية الميرغني قرنق:
***************************
***- وقعت هذه الاتفاقية في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) 1988 وهي اول اتفاقية سلام توقع بين الحركة الشعبية بقيادة قرنق وطرف شمالي هو الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة محمد عثمان الميرغني الذي كان يقود احزاب المعارضة في عهد النظام الديمقراطي الثالث في السودان (1986 1989). وتم توقيع الاتفاقية ايضا في اديس ابابا، وهي اتفاقية تقوم على الاتي:
—————————————-
ايقاف الحرب.
تجميد القوانين الاسلامية.
عقد مؤتمر دستوري تحضره القوى السياسية المختلفة.
إلغاء اتفاقيات الدفاع المشترك التي وقعها السودان مع كل من مصر وليبيا. وقبل الصادق المهدي، رئيس الوزراء حينها، هذه الاتفاقية بتحفظ، وقد تم تحديد الثالث من يوليو (تموز) 1989 لعقد جلسة للبرلمان للموافقة على الاتفاقية، وتحديد نوفمبر (تشرين الثاني) موعدا لعقد المؤتمر الدستوري، الا ان انقلاب الفريق عمر البشير نسف كل تلك الجهود في 30 يونيو (حزيران) 1989، قاطعا الطريق امام إلغاء القوانين الاسلامية، التي سنها الدكتور حسن الترابي في 1983 ابان حكم جعفر نميري.
8-
1989انقلاب البشير الترابي :
****************************
***- رفض البيان الأول لانقلاب 30 يونيو (حزيران) 1989 الذي جاء بالبشير والترابي الى السلطة اول ما رفض اتفاقية السلام التي ابرمها الميرغني مع قرنق، كما رفض اعلان كوكادام. وقال ان الشروط التي جاء بها الميرغني في الاتفاقية غير مقبولة ورفض فصل الدين عن السياسة. وبعد ايام قليلة من الانقلاب قام البشير باصدار عفو عام عن جميع «المتمردين» وأمر ببداية المفاوضات من نقطة الصفر. كما اعلن ان قضية الشريعة الاسلامية ستحسم في استفتاء عام. ووجه نداء الى قرنق لإلقاء السلاح وإقامة حوار داخلي «سلام من الداخل» وأعلن ان نظامه هو الاكثر قدرة من الانظمة الاخرى السابقة للحوار مع الحركة الشعبية. وقال «هم جنود.. ونحن جنود ولذلك فنحن نتحدث بلغة مشتركة».
9-
1989 قرنق يرفض التفاوض:
************************
***- في 10 اغسطس (اب) 1989 اي بعد شهرين من الانقلاب قدم قرنق تحليلا لخطاب البشير، انتقد فيه إلغاء الاتفاقيات السابقة وسخر من عرض العفو. وقال ان «العرض يتميز بالسذاجة والسخف ولا يجدر ان يصدر من البشير». وقال «من الواجب على البشير ان يعي جيدا اننا نعمل ونحارب داخل السودان، ولكن ليست هذه هي النقطة. فالنقطة هي ان البشير ما هو الا متمرد تماما مثل متمردي الحركة وفي هذا المجال هو حديث عهد بالتمرد». ورفض قرنق ان يكون يمثل اقلية، وقال «كلنا سودانيون وحسب». وحدد شروطا للتفاوض من بينها التخلي عن الفكرة الخاطئة حول طبيعة الازمة السودانية باعتبارها مشكلة جنوب، والتعاطي المجدي مع جذورها بحسبانها مشكلة السودان كله، وإلغاء قوانين الشريعة. وسأل البشير عن موقفه من الاتفاقيات السابقة، وإلغاء حالة الطوارئ.
10-
* 1989 مفاوضات أديس أبابا ارسل الرئيس البشير موفدين الى اثيوبيا للقاء الرئيس منغستو هيلي مريام، والتشاور معه في موضوع استضافة محادثات سلام سودانية واقناع الحركة الشعبية بالجلوس الى طاولة المفاوضات. وسرعان ما تم عقد هذا اللقاء في اديس ابابا في 19 اغسطس (اب). وترأس وفد الحكومة عضو مجلس القيادة العقيد محمد الامين خليفة وعضوية 10 آخرين من بينهم العقيد حسن ضحوي وكمال علي مختار والسفير علي عبد الرحمن نمر وعمر يوسف بريدو والبروفيسور مدثر عبد الرحيم، ومثل جانب الحركة الدكتور لام أكول وعضوية 10 آخرين من بينهم ملوال دينق ول وستيفن ديوال والدكتور منصور خالد ودينق ألور ونيال دينق نيال، وطالبت الحركة في اللقاء بفصل الدين عن السياسة، وقيام حكومة وحدة وطنية تفضي الى عودة الديمقراطية، وعقد مؤتمر دستوري جامع. وطالبت الخرطوم بوقف اطلاق ضار ووقف الحملات الاعلامية، وتقاسم السلطة مع الحركة واستبعاد القوى الاخرى، وعقد الجانبان عدة لقاءات وجلسات واختلفا بعد وقوف الحكومة عند وجوب تطبيق القوانين الاسلامية، وقبلت الحركة بحد ادنى هو تجميدها الى حين عقد المؤتمر الدستوري.
1989 مؤتمر نيروبي في اوائل ديسمبر (كانون الاول):
********************************************
1989 دعا الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر الى مفاوضات بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية تحت رعايته. وزار كارتر قبل المفاوضات الخرطوم في ابريل (نيسان) 1989 والتقى الصادق المهدي رئيس الوزراء كما زار اديس ابابا والتقى قرنق ثم دعاه لاحقا لزيارته في مقر اقامته ومسقط رأسه في بليز جورجيا، لاجراء مزيد من المشاورات.
***- وكانت الخرطوم قد عقدت قبيل ذلك مؤتمرا للحوار بهدف وضع اجندة للسلام، وقدمت توصيات المؤتمر في المفاوضات في نيروبي. وأصرت الحركة في تلك المفاوضات على تعليق العمل بالقوانين الاسلامية واسترداد الحريات العامة، وتكوين حكومة وحدة وطنية. واقترح كارتر تعليق القوانين الاسلامية لمدة ثلاثة أشهر ينعقد على اثرها المؤتمر الدستوري. كما اقترح الربط بين وقف اطلاق النار وتعليق العمل بالشريعة على النحو التالي: «بعد وقف اطلاق النار والى ان يضع المؤتمر الدستوري قوانينه الدائمة يتوقف العمل بقوانين سبتمبر». وذكر قوانين سبتمبر بدلا من القوانين الاسلامية تفاديا لرفض الحكومة. لكن الخرطوم رفضت الاقتراح.. وفشل اللقاء رغم الضجة الاعلامية الكبرى حوله في السودان.
11-
1991 أبوجا 1
*******************
***- خلال مؤتمر القمة الافريقية الذي انعقد في صيف عام 1991 بأديس أبابا ابدى الرئيس النيجيري ابراهيم بابنجيدا رغبة في التوسط في القضية السودانية التي بلغت قمة تعقيداتها في تلك المرحلة، وقررت المنظمة وقتها ان تفيق من غفوتها عن اطول حرب شهدتها منذ انشائها في عام 1963، وظل 3 رؤساء أفارقة فقط في المنظمة يذكرون القضية السودانية في خطاباتهم باشارات عابرة وهم كينث كاوندا (زامبيا) وجوليوس نيريري (تنزانيا) وروبرت موغابي (زمبابوي)، الا ان بابنجيدا فاجأ الجميع وقتها باعلان رغبته في التوسع بين الفرقاء السودانيين، ودعا طرفي النزاع للاجتماع في بلاده، ورحبت الحكومة والحركة بالدعوة وبعد عدة اسابيع اجتمع الطرفان في ابوجا وتناولت القضايا نفسها في اجتماعات نيروبي. وبدأت الجولة بتعثر شديد، وقد قلل الانقسام الداخلي الذي تشهده الحركة الشعبية (بخروج رياك مشار والانتصارات التي حققتها الحكومة ميدانيا) فرص الخروج بنتائج مرضية، لكن اهم ما خرجت به هذه المفاوضات هو «وضع الهوية السودانية» في قلب النقاش. ودعت المواقف المتشددة في المفاوضات الى ان يطلب لام أكول احد قادة الحركة (انشق عنها ثم عاد اليها اخيراً) من المفاوضين التوقف عن الحديث عن الوحدة، ودعا الى اعلان اتحاد كونفدرالي تتبعه ممارسة الجنوب لحق تقرير المصير، ورد وفد الحكومة على ذلك الطرح بعنف بأن الانفصال لن يتحقق الا بالسلاح،
12-
1993 أبوجا 2-
****************
***- بدأت هذه الجولة في 26 ابريل (نيسان) 1993 واستمرت حتى 17 مايو (ايار). وضم وفد الحركة وجها جديدا هو الراحل يوسف كوة مكي من جبال النوبة، بقصد ارسال رسالة للحكومة بان الذين يحاربون في الجنوب ليس الجنوبيين وحدهم. وقدمت الحكومة في هذه الجولة تنازلات بشأن قضية الدين والدولة خلال الفترة الانتقالية، تعترف فيها بتعدد الاديان والثقافات والاعراف في السودان وان الاسلام دين الاغلبية، وان المواطنة هي اساس اكتساب الحقوق والمساواة في الانشطة الحيوية. واشارت في ورقة قدمتها الى حظر فرض الدين على اي مواطن، وتغافلت عن ذكر الدين الرسمي للدولة، وأكدت ان الجنوب لن يخضع لقوانين الشريعة. وردت الحركة مطالبة بإقصاء الشريعة وأن لا يكون لها موضع في الحياة السياسية للمجتمع، بل يجب حصرها على القوانين التي تسري على المسلمين وحدهم اذا كان للسودان ان يبقى موحدا.
* مفاوضات نيروبي مع مشار اثناء مفاوضات ابوجا 2 كانت تجري مفاوضات اخرى في نيروبي مع القائد المنشق (وقتها) عن الحركة الشعبية رياك مشار تناولت وسائل تحقيق السلام والترتيبات الامنية الانتقالية، وخلصت الى ما يلي:
———-
اقتسام السلطة بين الحكومة والجنوب.
تحقيق النمو الاقتصادي.
اجراء استفتاء في الجنوب.
الابقاء على الشريعة.. على ان تكون احد مصادر التشريع مع منح الجنوب بعض الاعفاءات.
13
* اعلان مبادئ «ايقاد»
*********************
***- جاء اعلان مبادئ «ايقاد» باقتراح من الرئيس الاريتري أسياس افورقي ورئيس وزراء اثيوبيا ملس زيناوي، ورحب به الرئيس الاوغندي يوري موسيفيني. وتدعو المبادئ الى وحدة السودان، والاعتراف بالتعددية الثقافية والعرقية والدينية، واحترام سيادة القانون، والالتزام بقوانين حقوق الانسان العالمية، والتوزيع العادل للسلطة والثروة، والفصل بين الدين والسياسة، وإذا تعذر ذلك يجب الاعتراف بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم، حتى اذا ارادوا الانفصال.
14-
الجنوب السوداني يستعد للانفصال:
*****************************
***- بحث برلمان جنوب السودان قوانين الهجرة والجنسية والجوازات للدولة الوليدة، في حين أبدى الرئيس السوداني تحفظاته على الجوانب السياسية من الاتفاق الإطاري الخاص في جنوب كردفان والنيل الأزرق.
***- وبعد اجتماع البشير مع رئيس جنوب السودان سيلفاكير في أديس أبابا، أصدرت القمة بيانا أشادت فيه بالرئيس البشير وسلفاكير لتوقيعهما اتفاق الإطار لمواصلة المفاوضات عقب التاسع من يوليو/تموز 2011 من أجل حل كل القضايا المعلقة وفقا لروح اتفاق السلام الشامل 2005.
15-
مشكلة ابيي:
*************
***- الجيش السودانى يعلن سيطرته على منطقة ابيى بعد معارك عنيفة:
***- فرض الجيش السودانى سيطرته على منطقة ابيى المتنازع عليها بين شمال وجنوب السودان بعد معارك عنيفة مع الجيش الشعبى لتحرير السودان.
***- وقال تلفزيون السودان الرسمى “لقد تمكن الجيش من فرض سيطرته بالكامل على مدينة ابيى بعد قتال ضارى مع قوات الجيش الشعبى لتحرير السودان.
16-
البشير يعلن أن الخرطوم أقرب إلى الحرب مع جنوب السودان منها إلى السلام:
-************************************************
***- قال الرئيس السوداني عمر البشير الجمعة ان السودان اصبح اقرب الى الحرب منه الى السلام مع جنوب السودان.وأضاف البشير خلال حوار عرضه التلفزيون الرسمي “الاجواء الان مع الجنوب اقرب الى اجواء الحرب من السلام".
***- وجاءت تصريحات البشير بعد ان حذر رئيس جنوب السودان سلفا كير، من ان النزاع يمكن ان يتجدد اذا لم تفض مفاوضات النفط المريرة مع الخرطوم الى اتفاق يعالج قضايا رئيسة اخرى ومن بينها منطقة ابيي المتنازع عليها.
وقال كير ان “اتفاقا يمكن ان نفكر بتوقيعه ينبغي ان لا يركز فقط على الازمة النفطية، وانما ان يكون شاملا يغطي كل المسائل العالقة".
***- وزاد من التوتر عدم ترسيم الحدود التي يقطع بعضها حقول النفط، اضافة الى الاتهامات المتبادلة بدعم كل طرف للمتمردين ضد الطرف الاخر.
16-
البشير يوجه الدفاع الشعبي بالاستعداد لردع الحركة الشعبية:
**********************************************
***- وجّه الرئيس المشير عمر البشير القائد الأعلى للقوات المسلحة ولايات السودان كافة بفتح معسكرات الدفاع الشعبي للتصدي للمؤامرت التي تحاك ضد البلاد وردع المتمردين والعملاء والخائنين وإعداد لواء من كل ولاية يسمى بلواء الردع وتعهد بالصلاة في كاودا قريباً. وقال لن نسمح بأي تمرد بعد اليوم، وحث المجاهدات من أخوات نسيبة بإعداد زاد المجاهد لحسم التمرد وأي عميل، وأكد في ذات الوقت بقطع أي أصبع يمتد للنيل من السودان وفقء أي عين ترفع على البلاد. وحذّر بشدة دولة الجنوب من النكوص من العهد وأكد جاهزية السودان لتقديم «18» ألف شهيد جديد من أجل حماية البلاد، لافتاً إلى أنه قدم من قبل ذات الرقم في الحرب السابقة مع الحركة الشعبية.
17-
سلفاكير يوجه جيشه بالاستعداد لتهديدات الخرطوم:
************************************************
***- رفع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت درجة الاستعداد القصوى وسط كل الوحدات العسكرية للجيش الشعبي، محذراً الخرطوم من خوض حرب ضد بلاده، وقال إن الجيش الشعبي سيبدأ انتشاره على طول حدود دولة الجنوب مع السودان.
وقال الرئيس السوداني؛ عمر البشير، في لقاء تلفزيوني يوم الجمعة الماضي، إن التوتر بين بلاده وجنوب السودان يجعل الأجواء أقرب للحرب من السلام.
***- ودعا سلفاكير الذي خاطب جيش دولته في القيادة العامة في قاعدة “بلفام" يوم الإثنين، الجيش والقوات النظامية الأخرى وشعب الجنوب لتوخي الحذر والاستعداد للدفاع عن أراضي البلاد وسيادتها ومواردها، معتبراً أن تلويح البشير بالحرب يعني إعلانها بشكل رسمي من جانب الخرطوم.
***- وحذر سلفاكير، بحسب صحيفة “الشرق الأوسط" اللندنية الصادرة يوم الثلاثاء، الخرطوم من خوض الحرب ضد بلاده، وقال إن الحرب ليست في مصلحة الشعب السوداني أو الإقليم، وأضاف: “على البشير الابتعاد عن طريق الحرب وأن يوقف دعم المليشيات الجنوبية".
18-
***-
***-
***- وعدنا للمربع الأول......
19-
ملحوظة هامة:
************
***- اغلب المعلومات الواردة في هذه المقالة مقتبسة من مقال كتبه الأستاذ الصحفي عيدروس عبد العزيز بجريدة (الشرق الشرق الاوسط) اللندنية، بتاريخ الجمعة 28 مايو 2004، تحت عنوان ( (قصة السلام السوداني 37 عاما من الحرب فصلت بينها 10 سنوات سلام فيها أكثر من مليونين وشرد مثلهم والضحايا شعب بأكمله).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.