سقوط قناة الجزيرة أم محمد قناة الجزيرة وهي القناة التي كنا نضعها فوق التصنيفات الشخصية للاخرين !! بل وندافع عنها !! ولانفتح التلفزيون الا بها ولا نقفله الا عليها!! وخاصة برنامج الاتجاه المعاكس!! لما فتحت به للمشاهد العربي نافذة كانت مغلقة لزمن طويل !! متيحة بذلك ان يشاهد العالم العربي مجابهة علنية على الهواء مباشرة بين خطين متوازيين!! اولهما متسلط متشبث بالسلطة والاخر يرجو الانعتاق!! وكل يدلي بدلوه والحق ابلج !! وبكل اسف بدأ نجم القناة يخبو رويدا رويدا عند اكبر شريحة من المشاهدين وهم السودانيين !! وهيكل القناة التي تبحث بتجرد عن الحقيقة انحسر قناعه وسقطت ورقة التوت عنه !! في التغطية الاعلامية الهزيلة مقارنة لما تقوم به من مناصرة للحق والمغلوبين على امرهم في اماكن اخرى !! والتي تأتي على استحياء وعجالة عند الحديث عن"ثورة الحق" في السودان والتي وصفتها الجزيرة "بحالة من التملل" فدافعت من حيث لا تعلم بكلمة حق اريد بها باطل !! والتملل تعني حال من لم يستقرّ من الوجع كأَنه على مَلَّة!! والملة من المل وهو الرماد الحار!! والمَلِيلة حَرارة يجدها الرجل وهي حُمَّى في العظم!! ولا يتملل الانسان الا من وضع هو له كاره ويجاهد النفس للخروج منه!! واعترفت بهذا ضمنيا ان هناك اسباب تدعوا لتملل ولكن الكلمة التي يدورون حولها لم تقال وهي لا تحتاج لمن يعلن عنها!! وكلمة التملل لها معاني اخر ومجملها تحمل في طياتها معاناة شعب رزح تحت نير طغمة فاسدة ومفسدة لا يميل اليها الا فاسد او مفسد ولا يقف معها وقوف مناصرة جلية الا هالك!! والتحية خالصة هنا لثوار الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا الذين كان هدفهم حياة كريمة وكرامة مصونة !! وبدون اسقاط لحق الشعب السوداني انه هو مفجر الربيع العربي منذ امد بعيد وصاحب السبق في العالم العربي منذ اكتوبر 1964م ولا مزيد!! لانه مجافاة للحقيقة ان يقال ان الربيع العربي بدأت نسائمه تهب في السودان بعد الآخرين!! وقناة الجزيرة التي تصف نفسها بانها "منبر من لا منبر له" لم تصدق في هذا!! ونكصت على عقبيها مدبرة مشيحة بوجها بعد ان سقط القناع عنه بالعرض المقتضب الهزيل والمضحك في ان واحد لتختزل معاناة الشعب السوداني وهي معاناة لم يشهد لها العالم العربي مثيلا حتى في دول الربيع العربي تنكيلا وتكميما واقصاء واذلالا وقتلا وافقارا متعمدا لكل من يقول لا او حتى لمن يقول آه!! تختزل معاناة 23 سنة عجاف في التملل ولا يتملل الا عاجز - والشعب السوداني ليس بعاجز - او كما سلف انه من المل وهو الرماد الحار ولا رماد من غير نار!! وفعلا حمى الشعب السوداني وصلت الى العظم وليس من المل فقط وانما من التجويع المتعمد عملا بمقولة "جوع كلبك يتبعك!!" ومن اذلال للكرامة الانسانية واهدار للحقوق غير مسبوق هو الاخر!! بجرائم لم يرتكبها الا التتار او التي يرتكبها الاسرائليون في الشعب الفلسطيني وهما عدوان معلومان وما ياتي منهما معلوم بالضرورة !! ولكن ان ياتي مثل هذا الظلم المبين الغير مسبوق من جماعة لا سند ولا جذور لها متاصلة في الارض !! من ابناء هذا الوطن الذي كان قارة قبل ان يتسنموا صهوة جواده بغير وجه حق!! فجمح الجواد بهم والقى بهم ومن حولهم - مجبرين - في هوة سحيقة لا مخرج منها الا ان يترجلوا عن صهوة الحصان طوعا او كرها!! وهي ثورة الحق!! شاء من شاء وأبي من أبى!! والحق يعلو ولا يعلى عليه.