بسم الله الرحمن الرحيم العلاقة مع ايران السباحة ضد التيار م.اسماعيل فرج الله [email protected] بعد أن أغلقت حكومة الجنوب آبار النفط وتدهور الجنيه السوداني وخسر من قيمته الضعف وزاد التضخم بأربعة اضعاف وخرجت الجماهير متظاهرة في الشوارع احتجاجاً على الغلاء . كنت في حوار مع أحد أقطاب المعارضة بعطبرة وهو يستبشر التغيير ويظن أن شح العملة الصعبة سيكون القشة التي ستقصم ظهر الانقاذ ،فسألته سؤالاً : حسب تحليلك اذا استطاعت الحكومة توفير الدولار للسوق ستفلت من اللحظة ؟ أجاب بنعم ولن تستطيع. فأردفته بسؤال آخر : هل اذا عرض للحكومة دولارات حرام سترفضها ؟ سكت برهة ثم أجاب الحكومة ما عندها أخلاق وستقبل . . قلت اذاً الحكومة ما عندها مشكلة فالدولارات الحرام معروضة في سوق غسيل الأموال العالمي وما أسهل على الحكومة من مرادها ان اتجهت اليه لحل ضائقتها ، وأزيد أن للحكومة خيار المتاجرة بالممنوع ولن يمنعها في ذلك شعاراتها الدينية التي ترفعها ولا مشروعها الحضاري الذي تطرحه خصوصاً وهي تظن أنها تخوض حرباً مقدسة ضد اليهود والنصاري الصليبيين وقد سبقها قبلاً اليهود أنفسهم في سلك هذا الدرب فلا تتورع الموساد من ارسال اليهوديات لممارسة الدعارة مع عملائه وهي تظن أنها ترضي اله موسى كما سمحت حكومة طالبان الأفغانية بتصدير المخدرات وجني المال منها لتمويل حربها ضد الامريكان الكفار وكثير من التقارير تشكك في مصادر تمويل تنظيم القاعدة من الكوكايين والهيروويين لتمويل أنشطتها أو في اطار حربها لتدمير شباب الغرب ونسيت أن الاسلام انما يحرم قتل النفس واذهاب العقل وكيف أن الشباب الاسلاميين في الصومال اتخذوا القرصنة البحرية مورداً لتمويل حربهم ضد الشيطان القابع في وطنهم ، وهذا ديدن كل من يدعي الوكالة عن الاله أن يبرر مسلك الشيطان في حربه المقدسة .ولكن من خلال التقارير الكثيفة والأحداث المتوالية وآخرها ضرب اليرموك ، يظهر أن حكومتنا سلكت طريقاً أقل كلفة أخلاقية بتجارة السلاح من خلال شبكات دولية ،منظمات ودول في المنطقة فبعد الثورة الليبية طفح الحديث عن عبور السلاح القطري الاراضي السودانية ليستلمه الثوار الليبيين وهذا ما يفسر زيارات الرئيس المتكرره للدوحة مرة للتفاكر وتطوير العلاقات وأخري بغرض العلاج وكأن الدوحة مركز طبي لعلاج الرؤساء بل قد يكون ذلك غطاء دبلوماسي لاستلام الرئيس لعمولته في تمرير السلاح الى ليبيا ، أما ضرب القوافل في الشرق وعربتي بورسودان يرشدان الى تمرير السلاح الي حماس وحزب الله ذات التمويل الايراني فتصدير السلاح الى منظمات تحررية ويجمعها مع النظام منظور فكري أفضل ما تكسب به الحكومة الدولار وهي ترجو الثواب من الله وتنور الاتباع بمجاهداتها وعملها على دعم الاسلاميين في المنطقة لحشد هممهم وضمان تاييدهم ، وهذا ظواهره كثيرة في الخرطوم العاصمة بمشاركة الفلسطينيين من حماس في أنشطة حزبية بل تعدى ذلك للأقاليم بتنوير القواعد عن دعم الحكومة لحماس . ولكم أن تحسبوا معي الملايين التي ربحتها الحكومة من هكذا تجارة ان لم يكن المليارات من الدولارات ، ولن ألتفت الي ارتفاع معدلات تجارة الحشيش في السودان وكثافة الأخبار عن الكميات المهولة التي يتم ضبطها والحديث في وسائل الاعلام عن المساحات المزروعة في دارفور والتي تم تقديرها بمساحة البرتقال الدولة الأوربية وهل يخفى ذلك عن الحكومة أم تتغافل عنه ولمصلحة من ؟ هل للتصدير للغرب وتدمير الشباب كما تدعي القاعدة أم لكسب المال كما تفعل طالبان. ولكن تجارة السلاح مع ايران يظهر انها كانت مربحة وتخدم الخط السياسي للنظام مما سال له لعاب الحكومة فجعلها تعرض التصنيع الداخلي بدل مشقة الترحيل والترانسيت مع ارتريا والتي بالقطع ستكون فرحة لضرب اليرموك ان لم تساعد فيه . ولكن اللهفة لجمع الدولار والحاجة اليه أنسيا النظام مخاطر وكلفة سياسة كهذه ولم يتعظ صانع القرار من تجربة وقوف الانقاذ مع صدام ابان حربه مع الكويت فخسر السودان محيطه الاقليمي مما سهل على القوى الخارجية حصاره وشده من الاطراف واستنزاف دولاراته التي كسبها من برامج النفط مقابل الغذاء للامم المتحدة مع العراق وكيف دعمت مصر ودول الخليج عمليات الحرب في الجنوب لاسقاط نظام البشير، ها هو الآن يكرر نفس المشهد بسنده لايران لاستمرار دولارات السلاح ولم يتحسب لعمليات الاستنزاف التي يمكن أن يتعرض لها والعلاقات الدولية والاقليمية التي يمكن ان يخسرها وخصوصاً أن التسوية في دارفور اللاعب الرئيس فيها دولة قطر وها هي تمسك دولاراتها التي وعدت بها لتنمية دارفور لسبب حماقات النظام .فالتحالف مع ايران أكثر كلفة من مساندة صدام حسين السابقة فبجانب كلفته الاقليمية بخاسرة دول الخليج ومصر ومحيطهما سيجد التيار السلفي المتنامي في الداخل نفسه في مواجهة مع النظام وبعد انفصال الجنوب ستكون المواجهة وميدان الحرب هذه المرة قلب الخرطوم ودونكم دمشق التي تحترق ، عموما العلاقة مع ايران تحتاج لياقة عالية تسعف النظام عبور الموجة القادمة وخصوصاً هو يسبح بمفرده وعكس التيار . كسرة : ألا توافقونني أن التجارة الحرام التي يمارسها النظام هي من أفشلت توقعات الخبيرين الاقتصاديين محمد ابراهيم كبج وحسن ساتي أن النظام لن يستمر ثلاثة أشهر بعد وقف تصدير البترول وكم سيستمر النظام باستمراره في الربح من هذه التجارة ؟