عبد الحميد الفضل بسم الله الرحمن الرحيم الأخ : الطيب مصطفى .... تحياتي,,, لا أدري هل تسمح لسطوري هذه أن تنشر بصحيفتكم أم لا .. ولكن في كلتا الحالتين ليس لذلك أهميه لأن ما أسرده ما هو إلا حقائق تاريخيه ولوم أخوي يسعى إلى رتق الفتق الذي انتشر في كافة مناحي الثوابت التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا وديننا وأخلاقنا . اطلعت واطلع جمع من الأنصار على زفراتك الحرى في عدد الأحد الموافق 9\12\2012م , وأصبنا بالإحباط واليأس لأننا كنا نعدك أحد قيادات هذا البلد رغم الاختلاف الكبير بل والعميق الذي يفصلنا عن المبادئ والأفعال التي احتضنتها منذ بزوغ الإنقاذ. لم يكن هجومك على الصادق المهدي هو الذي أثار إحباطنا فقد تعودنا منك أقذع من ذلك في ماضي أيام الإنقاذ التي فتحت لك أبوابها وجعلتها مفتوحة على مصراعيها بينما أغلقتها على الآخرين ولكن الإحباط نتج عن اكتشافنا قصور معرفتك بأبجديات تاريخ السودان وحقائق أحداثه فقد كنا نعتقد أنك بعد أن توليت أرفع المسؤوليات الإعلامية قد تعمقت في التاريخ أو اطلعت على حقائقه. لقد نشر حسن محمد صالح مقاله الذي أعجبك حتى أوصلت به نداءك عن يونس ود الدكيم وذلك للغط الذي تعشش في صدور الجاهلين والحانقين على الثورة المهدية والمتهكمين على قادتها وقد قمت بالرد عليه غداة نشره لهذه الأكاذيب التي مست تاريخ السودان وأخلاق أهله وقد نشرته صحيفة الصحافة مشكورة لأنها رأت في ذلك توثيقا لتاريخ السودان. أحيلك أخي إلى كاتب تاريخ السودان لنعوم شقير وهو أحد موظفي مخابرات الجيش المغتصب لاستقلال السودان ص ( 683 ) وفيه خطاب خليفة المهدي إلى الملكة فكتوريا إن وجدت فيه ما يشير إلى تزويج الأمير يونس ود الدكيم من الملكة فكتوريا ثم أحيلك إلى كل من المؤرخين بروفيسور بركات موسى الحواتي تلفون ( 0912254926 ) وبروفيسور عبد الله حمدنا الله تلفون (0912654504 ) ومحمد داؤود الخليفه الذي أفتأت قلمك على جده وهو حي يرزق وإلى الأستاذ عبد المحمود أبو شامه مؤلف كتاب ( من أبا إلى تلسهاي ) لكي تعلم أنت وحسن محمد صالح وغيرك من الذين يجهلون تاريخ بلادهم أن قصة التزويج هذه نشرها أعداء بلادكما ونشطاء الاستعمار , أما الكتاب إن لم تحصل عليه فهو بطرفي وتلفوني (0912150870) إن طلبته أوصله لك بنفسي. ثم ما المانع من أن يرسل الخليفة خطابا إلى فكتوريا ؟ لماذا تبخسون وطنكم ؟ ألم يرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس وكسرى وملك الروم ؟ نعم إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم وحيا أن هذه البلاد ستقع في أيدي المسلمين ولكن خليفة المهدي كان يهتدي بكل أفعال الرسول ولو اطلعت قليلا ( ولن تفعل ) لعلمت أن هذه الخطابات التي وجهت إلى كل من سلطان تركيا وفكتوريا والخديوي توفيق وأهل مصر وقبائل الحجاز وقريش والمدينة والسنوسي وملك الحبشة وسلطان وداي وحياتو بن سعيد ورابح الزبير , ولعلمك وللآخرين أن هذه الخطابات قد أعدها الإمام المهدي قبل وفاته , ولكن الجاهلين اعتبروها من الخليفة الذي أرفقوا باسمه ( التعايشي ) جهوية وقبليه مقيتة لا يرضاها الله ولا رسوله وأنتم تطلقون على جمعكم بالإسلاميين. أخي الطيب : لماذا تبخس الصادق المهدي في وساطته بين أهل مصر ؟ هل هو أقل من ذلك مثل ما وصفت خليفة المهدي ؟ ألم يكن الصادق المهدي ضمن مائة عالم في العالم أجمع أختير من مؤسسات عالميه ؟ ألم يكن الصادق المهدي رئيسا منتخبا للوسطية في العالم الثالث العربي والآسيوي والإفريقي ؟ ألم يكن الصادق المهدي عضوا مؤسسا لرؤساء الدول المنتخبين انتخابا حرا وديمقراطيا ؟ مالكم كيف تحكمون ؟ نعم لا مانع في أن تختلف معه وتنتقده لأنه لم يترك أطروحاته ويصبح منسيا وسط الذين جرتهم الإنقاذ إلى موائدها الفخيمة. أما ثالثة الأثافي أراك أخي الطيب قد وصلت إليك الجرأة ( التي دائما تستمدها من مكامن ما يعرفه كل أهل السودان ) لتتحدث عن الإمام المهدي واصفا له بالمتنبي أسوة بعلماء السوء الذين غرهم غردون فأخرجوا مثل ما أخرجت , لعمري هذه أول كلمة تقال من مواطن سوداني منذ أن أبيدت جحافل جيش السودان الأبي في كرري وأم دبيكرات , إنها كلمة يخجل لها حتى الفاتحين الذين رفعوا أيديهم تحية لخليفة المهدي في أم دبيكرات. أخي الطيب : وداعا للوطنية في السودان , أما نحن سنظل قابضين على الجمر حتى يحكم الله بيننا وبينكم.