عشر سنين عجاف مرت على العراق وأهله المساكين وهم يرزحون تحت نير الأحزاب الفاسدة ، وما من يوم يمر على العراق الا وفيه فضيحة لحزب أو جهة أو شخص مسؤول في هذه الحكومة التي اتسمت وتميزت عن غيرها بكبر وعظم فسادها ، وما نسمعه ونشاهده في الإعلام من فضائح لهؤلاء ما هو إلا غيض من فيض ، وما خفي كان أعظم وأدهى ، ولايمكن القضاء على آفة الفساد التي نخرت في جسد العراق مع وجود عصابات النهب والسرقات بل إن هذه الآفة في طور النمو والتكاثر ما دامت اذرع الفساد تمتد وتحاول بسط سيطرتها ونفوذها في كل مفصل من مفاصل الدولة ، ومن الطبيعي أنه لا يوجد ولا يمكن وضع حد لهذه الظاهرة الخطيرة لان رأس الهرم أو ما يسمى برئيس الدولة ضالع في كثير من ملفات الفساد وما كشفه النائب المستقل صباح الساعدي من وجود ملفات فساد في رئاسة الوزراء نفسها وما تم كشفه من ملفات فساد صفقة الأسلحة الروسية وما سبقها من صفقات مشبوهة كالأوكرانية والصربية والتشيكية والأمريكية وغيرها ، فكيف يمكن محاربة الفساد وتفعيل لجان الرقابة والنزاهة إذا كان رأس الهرم بهذه الصورة فأما تجده متهما ومتورطا بملفات فساد أو تجده متسترا على المفسدين كما فعل مع فلاح السوداني وزير التجارة السابق الذي كفله المالكي بمبلغ معين وتم تهريبه الى الخارج ، فمن هذه الناحية لا يمكن تصور وضع حد من قبل رأس الهرم لان فاقد الشيء لا يعطيه ورأس الهرم فاقد للنزاهة فكيف نرجو منه محاربة الفساد او وضع حد له ، ولم يكن الشعب العراقي ليطلع على ملفات الفساد والفضائح الحكومية لولا التصارع والتناطح والتنافس فيما بين هؤلاء السياسيين للوصول الى السلطة وتنحية الآخر ، وأنا لا أقول إلا إنها إرادة السماء شاءت أن تكشف ذلك الآن وقبل تورط العراقيين بإرجاع هؤلاء الساسة المنتفعين الوصوليين وانتخابهم مرة أخرى إلى الحكم وليكون الكل على بينة من أمره وعلى من يمكن الاعتماد وتفويض الأمور بيده هل على السراق والمفسدين ، أم البحث عن البديل المخلص للعراق وشعبه الصابر الأبي ؟ فهل سنشهد ثورة شعبية على هؤلاء السراق في الانتخابات المقبلة من خلال صناديق الاقتراع وإسقاطهم وتنحيتهم بل طردهم إلى البلدان التي أتوا منها ؟ أم إننا سنشهد انتفاضة شعبية على غرار الانتفاضات الشعبية في البلدان العربية التي أسقطت الحكومات الفاسدة وستكون هذه الانتفاضة قبل الانتخابات المقبلة ؟ أو أن العراقيين ( وحاشاهم ) قد رضوا بالذل والهوان والفساد والمفسدين وليس في نيتهم تغيير السراق والمعتدين على العراق ؟ هذا ما ستوضحه لنا الأيام القادمة . علاء الشمري