أنا لست وزيرا للمالية ... و ﻻ وكيلا لوزارة المالية ..و ﻻ وزيرا للمالية في أي من الحكومات الولائية ... و ﻻ حتى مسؤولا عن المالية في جمعية قرءانية ، أو تعاونية ، أو خيرية داخل السودان أو خارجه ... ولكن آلمني جدا ومنذ أمد ؛ أسعار صرف جنيهنا التي يصدرها بنكنا المركزي بين الفينة والأخرى مقابل اليورو والدولار ... والدرهم والدينار ... والين والريال ...فنريد مصفوفة واضحة للجنيه مقابل تلك العملات ، أسوة بمصفوفات عمنا ( عبد القادر إدريس ) وإخوانه مع ناس الجنوب السوداني ، أو جنوب السودان ... إن جنيهنا مر بمراحل كثيرة غيرت من سعر صرفه ، حتى أصبح متعارفا في حقب متعددة ... وأسماء متعددة ... الجنيه القديم ، وجنيه ( الوزير حمدي ) المتسبب الأول في رفع سعره إلى المئات !!!! وكنت أظن أن وزيرنا ( شاطر ) فتوقعت أن يعود جنيهنا إلى قوته المعهودة وسيرته الأولى أعجل ما يمكن ... ولكن للأسف ظل جنيهنا في إرتفاع جنوني ، وحيرنا ، حتى غادر الوزير الوزارة !!! و ﻻ أدري أين هو الآن ... ولكن علمت أن أبنائه مقيمين في بريطانيا !!! وربنا يحفظهم ، ويحفظنا ، ويحفظ أهل السودان جميعا رغم الإرتفاع الجنوني للجنيه ...ثم هناك جنيه ( صلاح كرار ) صاحب المقولة الشهيرة : ( لو ﻻ الإنقاذ لأصبح سعر الدولار 20 جنيها ) !!! ثم جنيه ( الديمقراطية الثانية عهد الصادق المهدي الأخير وسوار الدهب ) والذي ظل الجنيه يعادل ( 9 ) مقابل الدولار ... ثم جنيه نميري وعبود ومشروع الجزيرة زمان والذي كان يعادل ( 0.33 ) دولار ، أي أن الجنيه كان يعادل ( 3 ) دولارات !!! والأمر فعلا يدعو للتعجب والعجب أكثر فاكثر ..وهذه هي المصفوفة الحقيقية التي ينبغي أن نعول عليها .. ونعمل من أجلها كثيرا حكومة ومعارضة ... إسلاميين وعلمانيين ... جهاديين وثوريين ... ومحافظين وإصلاحبين ... وحدويين وإنفصاليين ...عاملين وعاطلين ... رجالا ونساء ... شيبا وشبابا ..فالكل مطالب بالعمل لعودة جنيهنا إلى سيرته الأولى في مصفوفته القوية والتي يعادل فيها ( 3 ) دولارات !!! لقد رحل جيلنا الأول ، وترك لنا الجنيه بهذه القوة أمام الدولار ، فضلا عن عملات اهلنا في الخليج .. ومن باب أولى وحفظا للجميل ؛ العودة بالجنية إلى سيرته الأولى وبنفس القوة التي تميز بها ... ولئن كنا قد فرضنا في العقود السابقة بالعودة إلى قوة الجنيه مقابل الدولار والعملات الأجنبية الأخرى .. فلا مناص إلا العودة به إلى سيرته الأولى ... وذلك بوقف كل إشكاليات الإقتتال والإحتراب بين أبناء الشعب في جنوب كردفان ودارفور والنيل الازرق ...وتسوية كل الخلافات الناشئة هنا وهناك .... والإستفادة التامة من كل ثرواتنا التي حبانا الله بها ...والعودة بسياسات جريئة لكل المشروعات الكبرى إلى قديم عهدها وخاصة مشروع الجزيرة والمناقل ، ومشروعات النيل الأبيض وغيرها ..والعمل على تفعيل مراجعات المراجع العام بعودة كل الفلوس المنهوبة ولو تضمنت قصورا مشيدة ...وتفعيل قانون الثراء الحرام ومن أين لك هذا على كل المسؤولين في الدولة وقيادات الهيئات والمنظمات والمؤسسات الحكومية ... وتفعيل قوانين إقرارات الذمة على الجميع منذ بزوغ شمس الثورة ..والعودة بإلزامية تحويلات المغتربين السنوية ...فلابد من ثورة شاملة يشارك فيها الجميع بعودة جنيهنا إلى قوته الأولى حتى ينعم شعبنا بحياة كريمة .. وحفاظا لجميل جيلنا الأول ... والله من وراء القصد ... وهو الهادي إلى سواء السبيل ...