شاهد.. مقطع فيديو للفريق أول شمس الدين كباشي وهو يرقص مع جنوده ويحمسهم يشعل مواقع التواصل ويتصدر "الترند"    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    شاهد بالفيديو.. لاعبون سودانيون بقطر يغنون للفنانة هدى عربي داخل الملعب ونجم نجوم بحري يستعرض مهاراته الكروية على أنغام أغنيتها الشهيرة (الحب هدأ)    محمد وداعة يكتب: مصر .. لم تحتجز سفينة الاسلحة    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    الدردري: السودان بلدٌ مهمٌ جداً في المنطقة العربية وجزءٌ أساسيٌّ من الأمن الغذائي وسنبقى إلى جانبه    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    مدير المستشفيات بسنار يقف على ترتيبات فتح مركز غسيل الكلى بالدندر    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    لم يقنعني تبرير مراسل العربية أسباب إرتدائه الكدمول    نشطاء قحت والعملاء شذاذ الافاق باعوا دماء وارواح واعراض اهل السودان مقابل الدرهم والدولار    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل الخمر حلال أم حرام!؟
نشر في سودانيات يوم 05 - 04 - 2013

سوف يجيب مليون واحد وبصوت واحد حرام ..حرام ودي دايرة كلام ، حرام شرعاً وبالكتاب والسٌنة كمان.
وقد يزيد البعض مستنكرين حتى مثل هذا السؤال ويعتبرونك إنت مجرد واحد سٌكرجي يرمي قدام ويهدف لتحليل الخمر وإعلان الحرب على الإسلام والسلام في مصر والسودان.
وقد يتمادى البعض وقبل أن يتموا القراءة والتحليل فيشتمون ويسبون يا شيوعي ياجبان الكيزان والمذقنين في الميدان، ولاولاء لغير الله والشريعة كتاب الله وهي لله ..هي لله والجمهوري والبعثي والأمة والإتحادي عدو الله، وأن أمريكا وروسيا قد دنا عذابها وعلي إن لاقيت شعب السودان محاربته وضرابه وعذابه وفصله وتشريده وجلده أربعين جلدة أو ثمانين ولاتأخذكم به رأفة.
أنا متأكد جداً وألف في المية أن هذا السؤال لم يجب عليه وبالصورة الواعية العقلية المنطقية في العالم وخاصة العالم الإسلامي إلا أعداد قليلة جداً ومنذ بزوق فجر الإسلام الذي جاء ليخرج الناس من فجاجات العاطفة وضبابية العقول وغسيل الأمخاخ و من ظلمات الجهل وعبادة الذات والأشخاص والأوثان والأنصاب والأزلام لعبادة رب العباد فقط ، وإنه جاء ليتمم مكارم الأخلاق والمجادلة والمعاملة الحسنة الكريمة وبالحسنى بين الناس وإحترام العلم والتعليم والعلماء ليقدموا النصح بينهم و لولي الأمر والرؤساء والخلفاء.( ...إجتنبوا كثير من الظن إن بعض الظن إثم) أي قللوا ولاتكثروا الظن لأن في بعض ظنونكم إثم. (وإنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه) فهل اجتنب بمعنى حرام!؟إذاً فلماذا لم يذكر التحريم مباشرة إن كان ذلك كذلك والتحريم واضح في القرآن وذكرت كلمة حرام في ما يريد رب العالمين أن يحرمه كما سوف يرد في المحرم ولم تذكر كلمة حرام في كل آيات الخمر إنما تحريمها إجتهاد من البشر.نريد فتوى واضحة من الشيخ الترابي!
وقد خطر لي هذا السؤال من سنين عددا وقرات إجابات عنه، بعضهم يحرم وبعضهم يحلل وأدارت رأسي الإجابات المتضاربة ودون شرب وأنا لا أشرب وعقوبة الجلد لشارب الخمر وعقوبة الزاني وقطع السارق وعدم عقوبة الفاسد والمرابي ومعاقرة الربا الذي أضحى حلالاً ومن أعلا المستويات في السودان.
وقد غضَ مضجعي التفكير وإحتار المخيخ في رأسي من كثرة التدوير ووضع هذا الأمر على طاولة التشخيص والتحليل والجراحة ومبضع التشريح ، وهذا ومنذ أن دارت هذه الفكرة والحيرة والتعجب والإندهاش عندما تحول الرئيس المسلم نميري من:
* مسلم وطني كامل لكل الشعب إلى رئيس مسلم لفئة ونوعية واحدة من الشعب وذلك عندما حٌبس عقله في هذا الإتجاه ودخل الترابي للقصر مستشاراً رئيساً في ذلك الإتجاه الآخر ( للتخلص منه) والرئيس بوهمه حبيساً.
* ومن رئيس مسلم بالسليقة والبساطة إلي رئيس مسلم كثير الجرم والسواطة.
* ومن رئيس وطني مسلم إلى رئيس خيالي ملهم يظن أن الوحي قد يأتيه ويصله ويحبب الشعب فيه.
* ومن رئيس شعبي إلى رئيس فئوي.
* ومن رئيس عام لرئيس خاص.
* وكانت البارات فاتحة والأخلاق حميدة إلى البارات مغلقة والخمور منتشرة في الفلل والقصور والأخلاق ذميمة.
* واليوم في عهد الإنقاذ الحضاري أضحى تهريب الخمور تجارة رائجة وخاصة للجماعة إياهم والمتنفذين.
* ومن رجل يساعد ويعين إلى رجل متسلط بالدين.
* ومن إنسان رقيق يصلي بقلبه لربه إلى عاتي يصلي لمرافقيه ويٌعبِد طريقه مع بطانته لحزبه ودربه.
* ومحاولة تغيره من زول ساكت إلى أخونته ولزول مسكوت عن فعائله.
* ومن ديكتاتور شعبي مايوي ديموقراطي إلى ديكتاتور متسلط سبتمبري ديني.
*أي تحول وتحور من الرئيس السوداني المواطن بعلاته جعفر محمد نميري إلى الرئيس الديكتاتوري المتعجرف الموهوم بترقيته الدينية.
* ومن الذي كان يلبس الجلابية والمركوب إلى رئيس يلبسه الهم والثناء المسكوب.
* ومن رئيس يمشي بين الناس ويأكل القديد والعصيد والكسرة وملاح الروب والويكة وأم رقيقة بالشرموط والويكاب وأم تكشو واللقمة والقراصة بالملوحة إلى رئيس منتفخ منتقش منفوخ مجضم مكورالأوداج.
ومن رئيس يسطح في القطارات ويغني أنا ماشي نيالا وواو نار ويركب اللواري ويرمي الصاجات في الباجا ويقيل في القبولاب ويشرب الجبنة في قهوة أم الحسن ويلحس الطين الكركجي ويقرع الموية ويسد اللبقة بالدراب.. إلى رئيس منشغل بالإمامة منفصل وشوفوني بالسبحة منعزل يربي الدقن ويسدل الجٌلباب حتى تكسر وتحطم الشباك والباب.
فقد كان تحوراً دراماتيكياً فجأة من مسلم عادي إلى إمام المسلمين، ومن شارب للخمر إلى مكسر ومحطم تلفزيونياً لكل أنواع الخمر.
ومن مسلم مسالم لشعبه إلى معادي لشعبه.
ومن الرئيس المحبوب إلى رئيس من شعبه مغضوب ومن مريود إلى مردود.
ومن العقاب بالقانون إلى الإرهاب مكرفونياً والجلد بالحدود.
فتبدل من إنسان حضارة إلى إنسان الغابة.
وقد قلنا قبل ذلك إنه صارحجاج زمانه ولسان حاله يلهب ظهر شعبه في الشوارع بسياط كأذيال البقر وهو يقول: إني أرى رؤوساً قد أينعت وألسنة ورقاب قد تطاولت وحان قطافها وإني لقاطفها ، يا أهل السودان إن الشيطان قد إستبطنكم فخالط اللحم والدم والعصب ثم الأشماخ والأسماخ ثم إرتفع فعشعش ثم باض وفرخ فحشاكم نفاقاً وشقاقا وكفراً وملأ بطونكم خمراً وإني لمقتلعها ومانعها ومغلق مصانعها ومكسرزجاجاتها وفي هوجة مضرية تمثيلية في الساحات فعل ذلك وسط التهليل والتكبير وضاعت بلايينها هدراً بحماقة دون كيشوتية دينية فأصبح جماعته ووزرائه يتعاملون بها والتجارة والتهريب في الخفاء من عيون الشعب كما يحدث اليوم في الدورة الخلافية الثانية وللشعب مليون عين حتى داخل الفلل والشقق والقصور والحاويات.
فهل مستشاره الترابي هو الذي وسوس لنميري وحرمها!؟ ومن يرى إسلام الكيزان في السودان ومن أيام أمير المؤمنين جعفر بن النميري وحتى الخليفة عمربن البشير يعتقد ويظن ويعتبر إن هذا الإسلام لم ينزل إلا لتحريم الخمر في السودان وجلد وإرهاب الفقراء والمساكين ولجمع الزكاة والجزيات والأتاوات والضرائب والرسوم وتوزيعها غنائم لحزب الإخوان وتقسيم الوزارات والمناصب والمؤسسات والشركات لجميع الكيزان والموالين والتابعين والأهل والحبان.
وحتى الرسول عليه الصلاة وأتم التسليم لم يرسل لفئة واحدة بل للناس كافة والناس سواسية ولم يقل لا الرسول ولاخلفائه الراشدين إنهم يطبقون الحدود أو سيطبقون الشريعة الإسلامية تهديداً للناس وسيجلدون ويستخدمون السيف في القطع والرجم لكل من يٌخطي ويرتكب ويتعدى حدا إلا في حالات نادرة جداً موثقة وكان اليهود والنصارى يعيشون بينهم. بل يقولون في الأمور الدنيوية هذه أمور دنياكم وأنتم أدرى بها.(وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) بل وأكثر من ذلك معظم إتفاقاتهم كانت في صالح غير المسلمين كمعاهدة الحديبية جاءت في مصلحة المشركين وضد المسلمين ووقعها ووافق عليها الرسول(ص). ولم نسمع في التاريخ أن الخلفاء الراشدين والذين بعدهم أو أي إمام للمسلمين قام بتلك الهوجات التي يفعلها رؤساء السودان من العسكر. والغريبة أنه معلوم للكافة أن أكثر من يتعاطون الخمور في العالم هم من العسكر لدرجة تسميتهم بأصحاب الدبليو الثلاثة ( الحرب والنساء والخمر، war,women,wine) فيبدو وكأنما الذين يحرمون الخمر هم الساسة والرؤساء والملوك وشبه الملوك من الرؤساء خاصة الديكتاتوريين الذين تمتد بهم الرئاسة فيتفرعنون ويتنبأون ويتألهون فيحرمون ويحللون ما شاؤوا ولمنع العسكريين الآخريين من التفكير والمغامرات الإنقلابية والتخطيط في القعدات وينزلونها مراسيم دستورية للتحريم والتجريم والتحليل والتعذيب والقتل والتشريد ويشرعنون كما يريدون تعاضدهم في ذلك جوقات مطبلة مختلفة ومؤيدين من: مجلس شعبي، وهيئة علماء،حزب مفكك غيرمؤسسي سائب،محكمة دستورية وقضاء مسيس وحماية من مليشيات عسكرية وشرطية وأمنية فيفعلون ما يشاؤوا وينغمسون في الملذات ويضرب الفساد الأطناب ويقتلون ويخمون ويختبئون وراء الإعلام الناري مشرعناً لهم أفعالهم ويحتمون بالذقون وعلماء سلطان يزينون لهم والخطب والفتاوي المؤيدة. وغالباً ما برروا تحريم الخمر بأحاديث ضعيفة كحديث عن عمر وجلد إبنه حتى مات أثناء الجلد وقيل لهم عرفنا أن عمر كان يشرب فمتى كان لعمر بن الخطاب أمير المؤمنين إبن يشرب الخمر وفيهم حبرالأمة عبدالله بن عمر. قالوا كتبوا وقالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر ونعلم إن ماكتب عن فساد الإنقاذ والكيزان سيكون أكثر من ذلك فالإنقاذ وبما فعلته أكثر حٌرمة من كل المحرمات. وقالوا شرب ثم زنا ثم قتل الطفل عندما سألته أن يزني بها أو أن يشرب أو أن يقتل. وفي مقال نماذج من نسبية التكليف والقيم (13) العدد844، 11ربيع اول سنة 1429ه بصحيفة السوداني للكاتب الاديب طه إبراهيم المحامي ذكر الآتي في شٌرب الخمر: ففي قضية الخمر بدأ الخمر بتقريظها ، بل ومن الله على عباده أنه منحهم من ثمرات النخيل والأعناب سكراً ورزقاً حسنا( ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون من سكراً ورزقاً حسنا) 54)) وتدرج إلى أن بين أن فيها إثم كبير مثل ما فيها من منافع للناس، ثم حذرهم من إقتراب الصلاة وأنتم سكارى حتى تعوا وتعلموا ما تقولون ثم في النهاية نهاهم عنها ومع النهي لم يضع القرآن عقوبة للشرب. نلاحظ التدرج في كل الأحكانم وحتى في العبادات والقصد منه تعليمنا المنهج ذلك إن الله علام الغيوب ويدرك منذ البدء أن القاعدة في النهاية ستتبلور في شكل مختلف وبأبعاد جديدة ولكنه لم يضعها منذ البداية حتى ينتبه الناس إن حكمة التشريع هي مجاراة وسع الناس وما يطيقون وبمقدار ما يصلح حالهم في كل درجة تطور وينبئهم بأن وسع الناس يتبدل حتى في ظرف سنوات قليلة وأحياناً في شهور معدودة ، ولكن أغلب الناس لايفقهون. ولفقهاء الأحناف رأي في تحريم الخمر برفع تشريع التحريم إلى أقصى درجات النسبية، إذ الرأي الراجح في المذهب الحنفي أن تحريم الخمر لايعني مطلقاً تحريم كل الأشربة المسكرة ذلك ان الخمر عندهم هي أحد أسماء الأشربة المسكرة عند العرب الذين يطلقون العديد من الأسماء على هذه الأشربة ومن بينها نوع واحد إسمه الخمر وهو الذي يصنع بتخمير التمر أو العنب حتى يخرج الزبد، ويستندون في هذا على اللغة وعلى العديد من الأحاديث النبوية لعل أشهرها حديث أن الخمر من هاتين الشجرتين وأشار الرسول(ص) إلى شجرتي النخيل والعنب، كما أن الأحناف يقولون إن إسم الخمر جاء من التخمير وليس كما يقول الرأي المخالف إنه جاء منالخمار والستار أو الستائر ويقصدون إنها تستر العقل، المهم أن كلا الطرفين يستند إلى العديد من الأحاديث والمرجعيات اللغوية وكتب الفقه مليئة بهذا الخلاف ولعل أوضحها كتاب الفقه على المذاهب الأربعة. يهمنا هنا مقولة للإمام أبي حنيفة عن الأشربة المسكرة غير الخمر وهي عنده مال منقوم وحلال بيعها وشراءها وحملها وحيازتها وشربها فقط على الشارب أن لايسكرمنها والسٌكر عنده مرحلة لايميز فيها السكران الأرض من السماء أو المرأة من الرجل والمهم أن شربها عنده حلال ولهذا قال مامعناه والله لاأٌحرم ما لم يحرمه كتاب أو سٌنة ولكني والله لاأشربها أبدا. والمهم أيضا عنده أن النهي ورد للمشروب المسمى خمر وهذا التحريم عنده لايجوز القياس عليه ، كما لايجوز القياس على تحريم لحم الخنزير أو الميتة والدموهذا نموذج على لنسبية معصية شرب المسكرات فشرب الخمر حرام أما شرب غيرها من المسكرات فإنه حلال عنده ويجدر أن نلاحظ أن شرب الخمر المحرم قطعاً ليس منكراً مطلقاً فالله قد وعد المتقين بأن لهم( وأنهارمن خمر لذة للشاربين).
وكما قلنا لاتوجد كلمة محرم للخمر ولم يذكر حد لها في كتاب القرآن علماً بأن التحريم القاطع لأشياء أخرى موجودلكنه لايذكرأونادرا ما يعمل به بل وشبه مباح وحلال ولاعقوبة ولا ينفذ فيه حدعليه كالربا مثلاً.
أحل الله البيع وحرم الربا وفيه حد لايستخدم والذين يعودون للربا ، فهو تخريب للإقتصاد وتجويع( فاليأذنوا بحرب من الله ورسوله) ونجد الربا محلل والمخدرات كانت تزرع بواسطة طالبان أفغانستان.
والسارق والسارقة أقطعوا أيديهما.
والزاني والزانية أجلدوا كل منهما ثمانون جلدة ولاتكن لكم بهما رأفة.
وحرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله والمنخنقة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع ........ ولانجد من يتشدد في حرمتها ، ونجد من يذبحونها ويبيعونها ويربى الخنزير في المزارع في العاصمة.
وتلك حدود الله ينسونها ويتغاضون عن تحريمها وكأنها حلالاً ومباحاً. وتلك حدود الله ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه. فلم نسمع حتى يومنا هذا من جلد أو سجن من الكيزان والإخوان الربويين والفاسدين والسارقين ومختلسي أموال الدولة ويقتل المساكين مجدي وخالد ومرقص.
لكنهم ينسون كل ذلك ويجلدون شخص مسكين فقير شرب لينوم أوشرب لينسى الهموم والقلق والقرف والسخف والتكبر والإفتراء والتجبر وقلة الأدب والإهانة والسباب ولحس الكيعان التي عملوها والتي سببوها للشعب ولشعوبهم المحتارة فيهم وقصدوها.
فلماذا لانتعامل مع الكتاب والسنة بواقعية ونحترم كل آياته القرآنية وبنفس المستمن التفكر والتعمق والحيادية ولماذا لانقتدي به ونأخذه ونغرف منه كما أٌنزل. وواضح أن السياسيين يخشون الٌكارى والديكتاتوريين يخشون الحرية وبالتالي يخشون السٌكارى المنعنشين فهم أكثر الفئات لاتخشى ولاتخاف أحد وتقول الحق أمام أي سلطان جائرونميري وجماعته سكروا في خورعمر وعملوا إنقلاب. أما من النواحي الشخصية فالكثيرين يرون أن الحكام الديكتاتوريين والإسلاميين يعتبرونه الحيطة القصيرة فيركبوها ويهجموا على الخمر كالمرافعين ليغطوا ويخفوا فشل سياستهم من كل النواحي الإجتماعية والدينية والفلسفية والسياسية والعلمية والزراعية والصحية التخطيطية والتنموية.
ويعلمون أن فساد من لايشربون من الإسلاميين أكثر وأكبر وأخطر وهذا ما وضح جلياً في حكم الإسلام السياسي والذين أدخلوا السودان وشعبه كإرهابيين متخلفين وحشروه في أظافره وفي جحر ضب وفساد وجرائم مالية وربوية وخيانة أمانة وفشل سياسي وديني وحروب وإغتيالات وفصل وإقصاء وتعذيب وتعدي وتداخلات في حدود الله في هذه الدول الفقيرة العربية والإفريقية جرائم ما أنزل الله بها من سلطان بل هي الشرك بعينه على عكس الدول الإسلامية المتحضرة كتركيا وماليزيا وأندنوسيا ولاندري بعد إلى أين يقودون مصر لكن الجواب من عنوانه. فماذا سيقول مالك عن الإنقاذيين وعن الإسلام السياسي!؟
فهل الخمر حلال أم حرام!!؟
وهل الإنقاذ بكل أفعالها تلك مسلمة أم كافرة!؟ جابوا أو قوموا لجمعاتكم!؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.