[email protected] ومن لطائف الواقع المصري، ما يحدث بمحافظة بني سويف منذ السبت الفائت..إحتجاجاً على ضعف الراتب، إعتصم الخفراء وأغلقوا أبواب المباني بالجنازير ثم جلسوا أمامها وبأيديهم (عُكاز مضبب)، وكلهم صعايدة..إعتصامهم مشروع، ولكنهم لم يحسنوا إختيار الوقت المناسب، إذ ليس من العقل أن يغلقوا أبواب المباني منتصف النهار وبلا إنذار، بحيث من بداخلها يعجز عن الخروج ومن بالخارج يعجز عن الدخول.. وربما رحمة بسجناء المباني، فاوضهم مدير أمن بني سويف وحفزهم ب ( 15 جنيه)..قبلوا مقترح الحافز، ولكنهم رفعوا سقف الإحتجاج إلى المطالبة بإعفاء مسؤول المال بالمحافظة من منصبه أو نقله الى محافظة آخرى..وعدهم مدير الأمن بمناقشة أمر إعفاء أو نقل مسؤول المال مع سلطات البلد العليا، فحل الخفراء الجنازير وفتحوا الأبواب وأعادوا عكاكيزهم إلى غرفهم، فتنفس سجناء المباني الصعداء ..!! ** وهكذا المعتمد بالسودان..أي كما خفير بني سويف لايملك أية سلطة تنفيذية أوتشريعية بالمحلية، ولكن قد يكون له تأثير يعكر صفو الناس والحياة..فالنفايات ولائية، وكذلك المجاري، والطرق والمدارس والمشافي والأراضي والأسواق وغيرها، وليس للمعتمد من المهام والسلطات غير حراسة تلك الممتلكات الولائية ثم تجهيز الصيوان والحشد والمداح والفنان عندما يأتي مسؤول مركزي أو ولائي زائراً..ومع ذلك، فلنقرأ هذا الخبر : ( رفض عيسى محمد شيك، معتمد محلية جبيت، السماح للشركة المنفذة لمشروع قلب العالم بجزيرة مقرسم، رفض لها العمل بالموقع لعدم إكمال الشركة إجراءات المشروع)،هكذا خبر اليوم..مجرد معتمد يعطل مشروعاً إستثمارياً – وضع حجر أساسه رئيس الجمهورية – بحجة عدم إكمال الشركة للإجراءات، ولايزال مصطفى اسماعيل – والوفد المرافق له بالرياض – يتجول إلى يومنا هذا ويتوسل للمستثمرين العرب ليستثمروا في السودان ..!! ** وبزاوية أول البارحة، وكانت تحت عنوان (الفردة اليمين في المخزن)، وبعد أن رصدت أخبار مئات الآلاف من الأفدنة الزراعية التي وزعها مصطفى بالخليج، قلت بوضوح : ( الأمر ليس بهذا اليسر)، فالتجارب تؤكد أن الإستثمار في السودان كما النحت على الصخر بالإبرة..وقبل أن يجف مداد تلك الزاوية، ها هو معتمد جبيت يقدم أحدث وأوضح مثال و(يفرمل مشروع قلب العالم)..علماً بأن أرض مشروع قلب العالم بالمقرسم لم يتم توزيعها في محض مهرجان إعلامي بالرياض، أو كما يفعل مصطفى حالياً..وكذلك لم يتم تخصيص تلك الأرض للمستثمر السعودي الحصيني عبر نشرة أخبار سونا وصحف الخليج، أو كما حال مئات الألاف من الأفدنة، وربما تجاوز حجمها مساحة السودان، والتي يوزعها مصطفى ووفد الولاة بالرياض..بل، أرض مشروع قلب العالم – وهي جزيرة بمحلية جبيت – تم تخصيصها للمستثمر السعودي بعلم – و أمر – كل السلطات المركزية بما فيها رئاسة الجمهورية التي شهدت حفل وضع (حجر الأساس)..!! ** ومع ذلك، أي رغم علم وأمر رئيس الجمهورية بهذا المشروع الإستثماري، يصدر معتمد جبيت – في لحظة تنفيذ المشروع – أمراً محلياً فحواه : ( قف أيها المستثمر، لحين إكمال الإجراءات)..وعليه، نسأل بمنتهى الحيرة : إن كان هذا حال مشروع إستثماري وضع حجر أساسه رئيس الجمهورية شخصياً، فكيف تكون أحوال المشاريع التي يحتفي بها مصطفى و سونا والصحف يومياً؟..معتمد جبيت، بأمر تعطيل العمل بهذا المشروع، يريد أن يقول تلميحاً : لانعترف برئاسة الجمهورية التي خصصت هذه الأرض لهذا المستثمر، أو لاتملك رئاسة الجمهورية سلطة تخصيص أراضي المحلية للمستثمرين..وليس هناك أي إحتمال لأي قول آخر، فالمعتمد إما لايعترف بالرئيس أو يعترف به ولكنه يتكئ على نص دستوري أو قانوني يجرد الرئيس من سلطة التصرف في أراضي الولايات والمحليات.. وبالمناسبة، المعتمد لايمثل نفسه ولامحليته في قرار ايقاف المشروع، وهو ليس في وضع دستوري يمكنه من فرض سلطاته على أرض محليته، بل هو محض غطاء لحكومة الولاية، وسيادته مكلف فقط بأن ( يشيل وش القباحة)..وبالدستور ثم بقانون الحكم المحلي وبكل القوانين الولائية، لاتملك الحكومة المركزية – رئيساً للجمهورية كان أو وزيراً للإستثمار – سلطة تخصيص أى أرض بأي ولاية لأي مستثمر..ولمثل هذه التقاطعات السلطوية، نصحناهم ولا نزال : كافحوا فسادكم وإصلحوا نهجكم بافشاء السلام والشفافية في ربوع الوطن وحسنوا قوانينكم، لتأتيكم أموال المستثمرين وهي تجرجر أذيالها..هذا أوفليتواصل مسلسل خداع الذات والناس والبلد ب ..(نهج اللت ) و( قانون العجن) ..!! إليكم..